العدد 2340 - السبت 31 يناير 2009م الموافق 04 صفر 1430هـ

«القنابل الموقوتة»... وخطأ «العواجيز»

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

يبدو أننا اعتدنا على التفكير في تغيير أمورنا الرياضية عند حدوث الإخفاقات والصدمات فقط وهو ما يجري حاليا بشأن منتخبنا الكروي الأول وإخفاقه في كأس خليجي 19.

ولعل مؤشرات التغيير الوحيد المتوقع بعد الإخفاق الخليجي يكمن في الاهتمام بالمنتخب الأولمبي والعناصر الشابة وإطلاقها داخل المستطيل الأخضر بدلا من - كونها في قوائم المنتخب الأول ودكة الاحتياط مند العام 2004 حتى يومنا هذا بعدما أدركنا أهمية رفد المنتخب الأول بعناصر شابة بارزة تعطي روحا ونفسا جديدا في ظل موجة الاحتراف التي ضربت كرتنا منذ أربع سنوات.

ومن المهم في هذا الصدد توضيح مفهوم خاطئ لدى الكثيرين في شارعنا الكروي إذ يوصف منتخبنا بـ«العواجيز» وحان الأوان لتغييره وتجديده وذلك بعيدا عن الحقيقة إذا ما تم تحليل أسماء واعمار مجموعة من لاعبي منتخبنا، فمثلا التشكيلة التي خاضت خليجي 19 كان أكبر عناصرها طلال يوسف الذي استدعى - استثنائيا - بعد اعتزاله الدولي وبجانبه محمود جلال الذي يعتزم الاعتزال الدولي.

أما بقية أكبر اللاعبين محمد حسين ومحمد سالمين وسلمان عيسى فهم ليسوا بـ«العواجيز» المتعارف عليه فسلمان عيسى مازال ابرز لاعبي منتخبنا وأكثرهم محافظة على مستواه الثابت في غالبية المباريات ويمتلك أكثر من ميزة في قدراته الدفاعية والهجومية، وان مفهوم «العواجيز» بني من وحي مشاركة هؤلاء اللاعبين مع المنتخب منذ كأس خليجي 14 في البحرين العام 1998 علما أنهم كانوا صغارا واعمارهم حينها كانت تتراوح بين 18 و19 عاما وهو الوضع الذي تكرر لاحقا مع جيل علاء حبيل ومحمد حبيل وحسين سلمان وحسين بابا وسيدمحمد عدنان الذين دخلوا المنتخب العامين 2003 و2004 وكانت اعمارهم تتراوح عند 20 عاما وبالتالي وبحساب العمر فإن هؤلاء اللاعبين يفترض قدرتهم على الاستمرار مع المنتخب.

ولكي نصل إلى الحد الفاصل في هذه المسألة والتي تكمن في كيفية بث روح جديدة في جسد المنتخب لا يأتي من بوابة «الإبعاد» الذي يطالب به البعض بل يأتي ذلك من خلال آليات جديدة يتعامل بها الجهازان الإداري والفني المشرف على المنتخب وفوقهما مجلس إدارة اتحاد الكرة بصورة تؤدي إلى تغيير مفاهيم ونظرة بعض اللاعبين في المنتخب وليس كلهم بدليل أن بعضهم مازال يعطي ويلعب بإخلاص من دون أن نسمع عنه يوما مشكلة مع المنتخب.

أما بالنسبة الى المنتخب الأولمبي فإنه يحتاج إلى اهتمام لا يقتصر على الوقت الجاري بل وفق نظرة مستقبلية وذلك لن يتم إلا وفق خطة عمل واضحة للمنتخب وعناصره يقودها جهاز فني مختص وتهيئ إليه تجمعات متفرقة يخوض خلالها مباريات ودية أمام منتخبات تزيد من صقل واحتكاك وخبرة هؤلاء اللاعبين وإعطائهم الثقة واشعارهم أنهم ليسوا «تكملة عدد» وخصوصا أنهم يتمتعون بمستويات وإمكانات مهارية جيدة ولديهم الحماسة والدافع لإثبات وجوهم كلما سنحت إليهم فرصة المشاركة مثلما حدث لجمال راشد وعباس عياد وقبلهم الحارس سيدمحمد جعفر وفي قائمة الانتظار عبدالله عبدو والعجيمي ومحمود عباس وعلي سيدعيسى وحمد فيصل الشيخ وراشد الشروقي والذين أصبحوا أشبه بـ»القنابل الفنية الموقوتة» تنتظر لحظة الانفجار داخل الملعب

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2340 - السبت 31 يناير 2009م الموافق 04 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً