العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ

شبعنا «شلخ»!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

من يتابع بعض التصريحات عن تطور الخدمات في البنى التحتية وفي عدد من الوزارات الحكومية يلحظ أن كل ما يجري هو مجرد ذر للرماد في العيون لكي لا ترى الحقيقة الموجعة في أحيان كثيرة، فمسيرة التعليم مثلا تطورت بالفعل في السنوات الماضية، ولكن ما يكتب عن إدخال التكنولوجيا الحديثة – جدا- أمر لا يزال بالمستبعد وخصوصا في ظل الإمكانات والموازنة الحالية.

ولا ننسى أن وزارة التربية نهجت في الفترة الأخيرة إلى الاستعانة بمدرسين يشهد الطلبة والمدرسون البحرينيون أن بعضهم غير مؤهل للعمل في هذه المهنة الحساسة، بل لا يصلح لأن يكون حتى «فراش»في المدارس مع احترامي لهذه المهنة ومن يشغلها، ولكن شهادات هؤلاء المدرسين لا تؤهلهم بتاتا إلى قيادة ركب التعليم، ولا نقصد التقليل من الشهادة بعينها بل في حاملها والواقع الذي يعيشه الطلبة يشهد بذلك.

دعونا قليلا من «الشلخ» على الناس والاقتصار على التطور التنموي كما يعنون في معظم الأحيان، فهناك أمور أهم من شغل الناس بالتطور غير الموجود أساسا، فخدمات البني التحتية التي كان من المفترض أن ترقى وتشهد تطورا غير مسبوق مع طفرة أسعار النفط، وحتى الخدمات الإسكانية، إلا أن ذلك لم يحدث على رغم وفرة الموازنة، ودفان بقعة كبيرة من مساحة البحر، ولا أدري هل تجاوزت البحرين حدودها الإقليمية أم لا، ولكن ظلت المشروعات الحيوية حبيسة في العقول والأدراج ولم تر طريقها إلى التنفيذ، واقتصرنا على الحديث عن مدينة شمالية موعودة، وخدمات تنفذ بالتقسيط هنا وهناك!

وبعد الأزمة المالية، والموازنة التي يراها مراقبون في الشأن المحلي بالمقلقة، لا نعلم ماذا سيكون مصير الخدمات في بلد لم يطور خدماته بالشكل المطلوب عندما كان يملك فورة من المال وسيولة تسهل استقطاب كبرى الشركات العالمية لتنفيذ المشاريع الخدمية المتطورة، فكيف به إذا كان يعيش في أزمة مالية وعجز لا يعلم من أين سيغطيه؟

تطور الصحة أمر آخر، فمن يدخل مركز النعيم الصحي مثلا، والذي يعتبر من المراكز الصحية المنظمة، إلا أنه يلاحظ أن كراسي الاستراحة بالقرب من غرف الأطباء لم يتم تغييرها من دهر! وفي الجانب الآخر، لا يوجد من ينكر التطور اللافت في طوارئ مجمع السلمانية الطبي وتقسيم العمل، ولكن ما أزال لا أفهم السبب الذي يجعل المريض يتوجه مباشرة إلى الممرض ليشخص المرض كتابيا، ومن ثم يتوجه إلى التسجيل، وإلى الممرض من جديد ومن ثم إلى الأطباء فهي عملية مطولة، ولو أن المريض يدخل على التشخيص مباشرة لربما أصبح العمل أكثر تنظيما... إنها عملية متطورة وتحاكي النظام الطبي المتطور إلى حد مقبول، ولكن لماذا لا يتم توظيف أطباء من الجنس الناعم لتكشف على النساء بدل أن تضطر المرأة إلى عرض نفسها على الطبيب؟ وإذا كانت حجة الصحة بعدم وجود طبيبات متخصصات في الطوارئ فلها الحق فيما ذهبت إليه، ولكنه يظل استفسار عابرا.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2360 - الجمعة 20 فبراير 2009م الموافق 24 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً