العدد 2362 - الأحد 22 فبراير 2009م الموافق 26 صفر 1430هـ

لجنة حكام الكرة والإرث الثقيل

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

الله يعين لجنة الحكام في اتحاد الكرة الجديدة بقيادة الحكم المتقاعد عضو مجلس الإدارة محمد الماجد، الذي استلم الرئاسة بإرث ثقيل وصعب جدا تركه له أسلافه من دون أن يكون هناك حكام لهم وزنهم وخبرتهم الكبيرة يساندونه في مهمته لتسيير العمل من دون مشكلات.

نعود إلى الوراء قليلا إبان عهد اللجنة السابقة التي فرطت في الكثير من الحكام الدوليين وغيرهم، ولم تعط الفرصة إلى آخرين حتى وصل بهم العمر فوق الـ 40 عاما وهم لم يشموا رائحة مباريات الدرجة الأولى فضلا عن الممتازة.

لجنة الحكام السابقة في ظل وجود عدد كبير من الحكام الدوليين لم تعمد إلى اكتشاف الجدد والزج بهم في المباريات للدرجتين الأولى والممتازة حتى تكون هناك قاعدة قوية في الظروف الصعبة. واليوم تتحمل اللجنة الجديدة أخطاء سابقتها وكأنها تعمل من الصفر متحدية الزمن والظروف حتى تصل إلى بر الأمان. عندما تتحدث مع رئيس اللجنة الحالي محمد الماجد تجد لديه الطموح الكبير في التطوير وإيصال الحكم المتميز إلى المراحل المتقدمة، بل تراه يسعى لأن يكون الحكم الذي يصل عمره إلى 25 سنة يكون جاهزا لقيادة مباريات دوري كأس خليفة بن سلمان حتى يحصل على فرصته الكافية، فإما أن يثبت وجوده ويبقى وإما أن يرحل إذا لم يطور أداءه. نعم، هذه استراتيجية وان كان صعبة وتحفها المخاطر إلا أنها عملية وتجعل الكبير من الحكام يلتفت لنفسه والصغير القادم يكون لديه الطموح في تطوير نفسه للوصول إلى الشارة الدولية. العمل في اللجنة بالحيادية سيعطيها النفس الأكبر في المواصلة والاستمرارية بتعاون الأندية وستكون هناك الثقة المتبادلة بين الطرفين.

هذا الأمر وجدناه جليا من اللجنة عندما طلب نادي المنامة الاجتماع باللجنة لمناقشة حوادث مباراتهم أمام النجمة، بعد تقديمهم رسالة رسمية احتجاجية على قرارات الحكم في تلك المباراة. اللجنة بادرت سريعا وخلال 24 ساعة فقط لتوافق على عقد الاجتماع مع المسئولين في المنامة الذين خرجوا بنفس راضية لوجود لغة الحوار الهادئة والتفهم لآراء الطرفين بالاحترام، فالمناقشة كانت في صلب الموضوع بكل شفافية بحسب ما نقل لنا نائب رئيس نادي المنامة سهيل كازروني، وبالتالي كانت للجنة وجهات نظر مخالفة لوجهات نظر نادي المنامة، ولكن عندما تكون لغة الحوار الهادئة حاضرة بين الطرفين فمن المؤكد أنهما سيصلان إلى النتيجة المرضية من دون مشكلات، وهذا ما كان يفتقده العهد السابق في اللجنة، إذ تركت الترسبات تكبر ويكون هناك تصادم مع الكثير من الأندية. نحن في «الوسط الرياضي» نشيد بل نشد على يد رئيس اللجنة وأعضائها للمضي على هذا الطريق السليم، وان يكونوا أصدقاء وإخوة لكل الأندية بالعدل والإنصاف وهذا ما نتوقعه من اللجنة الجديدة.

كما أننا نناشد الأندية كل الأندية أن تضع يدها بيد اللجنة وتزرع الثقة في كل النفوس، وان تدرك جيدا أن الظروف التي تمر بها اللجنة صعبة وهي مازالت في عهدها الجديد، وان تأخذ بأيدي الحكام الجدد لكي تستطيع أن تجتاز الصعاب وتصل إلى المستويات المتألقة، وحينها سيقول الآخرون من خارج البحرين أن حكامنا أهل لقيادة المباريات القارية والعالمية.

عندما يكون أسلوب الاحتجاج حضاريا سواء كان ذلك في الملعب أو بصفة رسمية، فان الحكم من المؤكد سيقوم بتطوير نفسه وسينجح في إدارة المباريات؛ ففي مثل هذه الوضع سيدخل من دون ضغوط نفسية. ولذلك نأمل من الإداريين والأجهزة الفنية أن تكون صدورها واسعة ورحبة، وان تتعامل بالأسلوب الحضاري في تعبيرها الاحتجاجي لأية لعبة أو أية كرة تعتقد أنها ظلمت فيها، ومخاطبة الحكم لها الجزء الأكبر من هذا الأسلوب، فهو بشر كما أن اللاعب بشر والإداري والجهاز الفني هم جميعا من البشر المعرضين إلى الخطأ، بالتالي جميعنا سواسية في ارتكاب الأخطاء. فلماذا إذا نترفع عن هذا الجانب وننسى عدم معصوميتنا ونقوم بارتكاب أخطاء أكثر فظاعة مما يرتكبه الحكم في قراراته... ولذلك نطالب كل المسئولين بأن يعوا هذا الأمر ويعملوا على تجهيز فرقهم لكي يكون هناك احترام متبادل مع كل الحكام بلغة الاخوة والصداقة، وحينها سنرى التحكيم البحريني يرقى إلى أكبر المرتبات بين الإخوة الخليجيين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.

اللهم فرج عن قمبر وأعده لنا سالما

قد تكون هذه الفقرة غير رياضية ولكنها إنسانية ولابد من كلماتها على وجه السرعة. المواطن العزيز المعتقل في السعودية حسن قمبر (وقد ينطق عليه الحكم بالإعدام)... ندعو الله عز وجل أن يحفظ ابننا البار ويبعده عن هذا الحكم ويعيده إلى أهله ووطنه الذي ترعرع فيه، وتقر عين والدته وأهله وأحبائه وأصدقائه بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين. ثم نقول لكل من لديه القدرة على تخليص هذا الابن من هذا الحكم، بأن يتحرك وسريعا، ولن ينسى الله عز وجل من يقوم بهذا العمل الجبار، ونحن بانتظار الإفراج عن عزيزنا الغالي على قلوبنا وعودته المحمودة إلى وطنه... حفظ الله ابننا الغالي وحماه وحمى وطننا العزيز بأهله وأبنائه

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2362 - الأحد 22 فبراير 2009م الموافق 26 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً