العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ

برامج تنمية بشرية... مضادات حيوية

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

أعتقد بأن المجتمعات المترفة والتي بها وفرة ماليه معقولة من خلال مداخيلهم الشهرية وأرقام حساباتهم في المصارف لا يحتاجون إلى برامج التنمية البشرية أو برامج تنمية الذات كما يحتاجها أفراد المجتمع المضروب، أو كما يحلو للبعض تسميته «المنحوس» اقتصاديا، لاسيما وأن هذه البرامج التدريبية هدفها في المقام الأول تصبير المواطنين على بلواهم، وتعليمهم كيفية الصبر، وبأن الصبر مفتاح الفرج، والصبر له أوجه كثيرة وأنواع أكثر يجب علينا أن نمارسها ونستمتع بها، فهي عمليا خيارنا الوحيد الأوحد.

فليس هناك أكثر من أن تقول للفقير اصبر، وتذكره بجميع الآيات والأحاديث وأبيات الشعر، وتراثنا طبعا مليء بهذه الثقافة التي تواسي الفقراء تحديدا، وليس هناك أكثر من أن تذكره بأن أكبر تجار البلد كانوا فقراء مدقعين، وأن أغلبهم اشتغلوا «حمّالية» في السوق المركزي والفرضة، وأن آخرين كانوا أفضل حالا منهم ولم يكونوا أكثر من «بيّاعة» فواكه وخضار.

فهل يجد المسئولون عن مستوى تدني مدخول الفرد عندنا من هدية أكبر من هذه الورش التي تنتشر عمليا في البلدان الفقيرة التي انضممنا إليها مؤخرا، فهي تمثل المسكنات التي تخدمهم وتعذرهم على تقصيرهم وتحاول أن تنسيهم أنهم يعيشون على كنز ولكن أي كنز؟!

إن لم تصدقني التفت يمينا ويسارا وسترى حجم البرامج التي تُقدم في هذا الشأن، فهذا ليس إنقاصا من قدر هذه البرامج المعروفة عالميا في مجال التدريب، إلا أن الاختلاف على طريقة العلاج الخاطئة لواقع خطأ من الأساس.

فالحاضر إلى «بعض» هذه الورش يحلق في خيال ويُشحن بحماس جبّار تراه يتبدد من أول ما يخرج من صالة الورشة ويركب سيارته المتواضعة جدا، ويُصدم من أول واقع يواجهه فتراه يخرج من طوره وكأن تلك الورشة لم تكن، أو كأنه أخذ مضادا حيويا انتهى مفعوله لتوه وعادت حليمة إلى (واقعها) القديمة.

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 2374 - الجمعة 06 مارس 2009م الموافق 09 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً