العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ

انطلاق جلسات الملتقى العاشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون

تحت رعاية وزير شئون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وبتنظيم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، تم تنظيم جلسات الملتقى العلمي العاشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفترة 1-3 مارس/آذار. وتم تنظيم الملتقى في إطار فعاليات الاحتفال بمرور 50 عاما على بدء أعمال التنقيب الأثرية في دولة الإمارات.

بدأت الجلسة الأولى للملتقى بتكريم عدد من الباحثين والداعمين لمجال البحث التاريخي والأثري. بعدها قدم وافتتح علي بن راشد علي المديلوي من سلطنة عمان محاضرة حول شواهد العمارة الدينية في عمان خلال الألف الثالث قبل الميلاد، كشف خلالها عن أن الحفريات الأثرية في جنوب عمان كشفت عن معبد مستطيل الشكل يشبه مباني الزقورات ورجح احتمال أن يكون معبدا للإله ننتولا. كما كشف المديلوي خلال المحاضرة عن وجود العديد من الشواهد على أن المجتمع العماني كان على درجة عالية من التدين والثقافة مثل مدفن هيلي الكبير والذي لم يعرف من هو الشخص المدفون بداخله حتى الآن بالإضافة إلى اكتشاف مقابر في جنوب عمان دفن فيها مع الأشخاص نوع من السلاحف التي ربما يكون لها مكانة دينية مقدسة قديما.

وأضاف «هناك العديد من الشواهد الأخرى أبرزها دفن الميت مغطى بالثياب واحتمال وجود تضحيات بشرية وحيوانية صاحبت حالات الدفن كما وجدت حالات لمدفونين مفصولي الرأس وكلها شواهد على وجود ارتباط ديني بهذه الآثار في دولة الإمارات وعمان خلال الألف الثالث قبل الميلاد».

وتناول الدكتور عبدالعزيز صويلح من البحرين خلال محاضرته حضارة «ديلمون» والآثار المكتشفة في مختلف المناطق المتعلقة بهذه الحضارة فأكد أن هناك العديد من الشواهد والاكتشافات التي تدل على أن حضارة ديلمون ربما قد تعود إلى الألف الرابع أو الخامس قبل الميلاد».

وأضاف أن حضارة ديلمون كانت عبارة عن حضارة في شكل دويلات شكلت ثقافة الخليج وكل مدينة من هذه المدن كانت تدار بمعزل عن المدن الأخرى كما كانت تتم عبادة آلهة مختلفة في المدن الديلمونية وكان لهذه الحضارة أساطيل بحرية وعمل أهلها بالتجارة والصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ وغيرها من الحرف.

وتحدث الدكتور عبدالعزيز سعود الغزي من السعودية خلال مداخلته حول النقوش والزخارف المثلثية المكتشفة على الأواني الأثرية وخاصة في السعودية حيث أشار إلى أن العديد من الدراسات ظهرت حول هذا الموضوع أرجعت بعضها هذه الزخارف المثلثية إلى حضارة مدين القديمة وقالت دراسات أخرى إنها تعود للألف الخامس قبل الميلاد وأوضح أن الدراسات الحديثة حول هذه المثلثات بيّنت أن حضارة شمال غرب السعودية موازية لحضارة الرافدين في بداية العصر الحجري.

وتحدث محمد رضا معراج من البحرين خلال محاضرته حول تطور صناعة الأختام الخاصة بحضارة ديلمون وما للنقوش التي عليها من دلالات، حيث أوضح أن هذه الأختام تم اكتشافها في مناطق جغرافية على نطاق واسع وأن الباحثين يعتبرونها من أهم التركات الأثرية لحضارة ديلمون حيث استطاعوا من خلالها تكوين صورة عن جوانب الحياة اليومية لشعوب حضارة ديلمون.

وأضاف أنه تم اكتشاف بعض أدوات صنع الأختام في مستوطنة سارحيت وهو ما يعني صنع هذه الأختام محليا وأنها لم تستورد من الخارج وقد شككت بعض الدراسات في هذه الأختام واعتبرتها لغة ديلمونية وليست أختاما وحاولت فك رموزها إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه أقرب إلى الأختام وما عليها من نقوش يعكس جوانب من واقع الإنسان في تلك الفترة.

وفي الجلسة الثانية للملتقى التي ترأسها الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد وشارك فيها عدد من الباحثين البارزين بأوراق عمل مختلفة حيث قام الدكتور عبدالناصر بن عبدالرحمن الزهراني من السعودية بتقديم محاضرة حول «دراسة مواد البناء المستخدمة بموقع دادن الأثري» وهو الموقع الذي يقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية وحاول الزهراني من خلال الدراسة التي قدمها عرض أسباب تلف الأحجار في تلك الآثار.

وقال الزهراني «اكتشفنا مونة جير في المواد وأنواعا مختلفة من الحجارة المستخدمة في البناء في الموقع نفسه كما وجدنا نسبة أملاح مرتفعة جدا أدت إلى تلف العديد من الأحجار وأظهرت الدراسة أن الأحجار المستخدمة في هذا الموقع لم يتم نقلها من مكان بعيد، كما أن الرابط بين طبقات الأحجار المستخدمة لم يكن قويا».

كما استعرض عددا من البحوث العلمية الخاصة بالتركيبة العلمية للأحجار المستخدمة، ودعا في نهاية محاضرته إلى إجراء مزيد من الدراسات على المواد المقوية والرابطة للأحجار.

وفي المحاضرة الثانية للجلسة الثانية حاضر الدكتور مسفر بن سعد الخثعمي من السعودية حول تطور الفكر الديني لدى الأعراب في جنوب غرب الجزيرة العربية منذ القرن الأول الميلادي وحتى دخول الإسلام حيث قام الخثعمي باستعراض بعض الدراسات السابقة في هذا المجال وتوضيح أهمية الدراسة في هذا الموضوع.

وقال الخثعمي إن الدراسات أثبتت أن الوثنية نشأت انعكاسا للأوضاع الإجتماعية لشعوب منطقة جنوب غرب شبه الجزيرة العربية والشروط المادية لهذه الحياة التي كانت تفرض عليهم متابعة الفصول والكواكب من أجل الزراعة ومن هنا برزت عبادة النجوم بمختلف أنواعها ويوجد العديد من المعابد الوثنية في المنطقة من أبرزها ذو الخرسة في تبالة بالإضافة إلى المدافن والعديد من الشواهد الأخرى على تطور الثقافة الدينية في هذه المنطقة.

وقام الدكتور محمد فارس الجميل من السعودية بتقديم محاضرة حول «النبي صلى الله عليه وسلم واليهود في شمال الحجاز» حيث استعرض خلالها مراحل العلاقة المختلفة بين اليهود في هذه المنطقة وبين الرسول منذ صلح الحديبية ونتائجه الإيجابية على الدولة الإسلامية ومرورا بخيبر التي اعتبرها نقطة إنطلاق لفتح الحصون اليهودية كما تطرق ليهود فدك ويهود وادي القرى ومن ثم سقوط تيماء بسقوط وادي القرى.

وتحدث الجميل عن غزوة تبوك واستعرض العديد من الدراسات والنظريات حول أسباب الغزوة كما عرض الإشكالية التاريخية في معرفة سكان منطقة تبوك والتي لم يعرف من هم وما ديانتهم حتى الآن واستعرض النتائج الإيجابية الكبيرة لغزوة تبوك على واقع الدولة الإسلامية قديما وانتشارها.

واختتمت محاضرات الجلسة الثانية بمحاضرة الدكتور صالح أحمد الضويحي من السعودية، والذي تناول «الدلالة التاريخية لمراسلات وفود أهل البحرين على النبي صلى الله عليه وسلم».

وتناول الضويحي نظريات المستشرقين حول دخول الإسلام في البحرين حيث قال إن المراسلات بين النبي وبين أهل البحرين توضح بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام دخل البحرين طوعا ودون إراقة أي دماء.

وحول ادعاء بعض المستشرقين أن أهل البحرين أسلموا سياسيا فقط ولم يسلموا فعليا فند الدكتور الصويحي هذا الادعاء من خلال الأدلة العلمية التي توضح أن أغلب أهل البحرين أثناء حرب الردة ثبتوا على الإسلام وانتظروا المدد من أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

العدد 2379 - الأربعاء 11 مارس 2009م الموافق 14 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً