العدد 2411 - الأحد 12 أبريل 2009م الموافق 16 ربيع الثاني 1430هـ

10 برقيات عاجلة بعد قرار الإفراج

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

في غمرة الأفراح التي تعم البحرين هذه الأيام بالإفراج عن المعتقلين كان لابد من بعض برقيات مهمة، فالجميل ألا تمر الفرحة من دون اغتنامها لأجل «بحرين حبيبة مستقرة»...

البرقية الأولى

برقية شكر وحمد وابتهال للباري (جل وعلا) لألطافه التي ما فتئت تغمر هذا الوطن العزيز كلما عصفت به محنة، ليخلصه منها ويكشف عن أبنائه الضر، ويعيده إلى مرفأ الأمن والاستقرار. وهي نعمة عظيمة لابد لكل المعنيين أن يستشعروها دائما.


البرقية الثانية

برقية تقدير واعتزاز بقرار جلالة الملك الذي أدخل الفرحة على البيوت البحرينية، وأسهم باستجابة جلالته لمناشدات العقلاء في احتواء الأزمة التي كادت تعيدنا إلى الأيام السوداء. على أمل أن تستمر هذه المواقف الحكيمة لعاهل البلاد من أجل استكمال الإفراج عمن تبقوا، والتوجيه إلى معاودة الحوار الوطني الجاد من أجل حلحلة الملفات العالقة التي كانت السبب الأول لهذه الاعتقالات.


البرقية الثالثة

إلى الرجالات المخلصين والمكافحين من العلماء والشخصيات الوطنية والجمعيات وحتى الصحافيين الشرفاء الذين داسوا على كل الجراحات والطعن والتخوين، ومدوا يدهم من أجل البحث عن مخرج لوأد الفتنة وإرجاع البسمة للأسر البحرينية، وأسهموا في صنع هذا الحدث الجميل الذي كان يتمناه كل بحريني غيور، ومشوا خطوة على الطريق الصحيح لرسم أيام جميلة أخرى تتعزز بالمصالحة الوطنية وسد الفجوات الحاصلة، لينعم الجميع بالاستقرار.


البرقية الرابعة

تهنئة من القلب إلى كل أم صبرت وتحملت وسهرت الليالي بانتظار هذه اللحظة الغامرة، لتحتضن ابنها وتغسل أوجاع السجن عنه بدموع الفرح، وإلى كل أسرة انتظرت ابنها بشوق، نقول: أدام الله أفراحكم وغمركم بالأمن وأبعد عنكم وعن شعب البحرين السوء والمكروه... وعساها أفراح «دايمة».


البرقية الخامسة

إلى كل أسير من كوته غياهب السجن ومفارقة الأهل والأحبة، ثم ذاق طعم الحرية مجددا، نبارك هذا الإفراج، ونتمنى أن يكون منطلقا - أو مواصلة - لاستيعاب أبعاد المرحلة والانخراط في الحراك الحقوقي السلمي الصحيح الذي يخدم ولا يسيء، يُجَمِّلُ ولا يُشوِّه، ويَحذَر من إعطاء الفرصة للمتصيدين والعابثين بأمن هذا الوطن للتذرع به من أجل التوغل في إشعال الفتنة والتكسب على حساب مستحقات الشعب ومطالبه.


البرقية السادسة

إلى كل قلم ومنتدى ووسيلة إعلامية، ومؤسسة رسمية أو أهلية كانت إما صامتة شامتة أو تسكب الزيت على النار، ولم تمد يدا ولم تدعم مبادرة من أجل تهدئة الأوضاع، بل كانت تكيل التهم وتحرض أكثر مما تبادر، ثم سارعت أو ستسارع بإصدار بيان «عرمرمي» للنفخ والتطبيل والهمز واللمز والتوبيخ والتحذير، نقول كما قال أحمد مطر:

شكرا على ما ضاع من أوقاتكم

في غمرة التدبيج والإنشاءِ

وعلى مدادٍ كان يكفي بعضه

أن يغرق الظلماء بالظلماءِ


البرقية السابعة

إلى بعض حركات المعارضة ومنها التي قالت في بيان أخير إن «هؤلاء الرهائن يرفضون أية محاولة من أية جهة للتوسط من أجل إطلاق سراحهم»، واتهمت بعض نظرائها بأنهم «ظاهرة صوتية لا تُسمع ولا تغني من جوع»، نقول: كونوا حريصين على ألا تقفوا حجر عثرة في وجه أية خطوة تأتي بالخير على بلدنا، وكونوا أحرص على ألا تتشاغلوا بتخوين بعضكم وإن اختلفتم «في تشخيص الدرب الذي يؤدي إلى تحقيق المطالب»، واجعلوا بياناتكم وتصريحاتكم وسيلة للدعوة إلى احترام الرأي الآخر الذي يشارككم الهموم والمطالبة بوسائله، بدلا من تخوينه وإسقاطه.


البرقية الثامنة

إلى وزارة الداخلية... شكرا على ما يبذله رجالكِ المنافحون في حفظ الأمن وفرض القانون، ولكن نتمنى أن تكون لكِ سعة صدر كما لجلالة الملك، وأن يدرك الآمرون بردات الفعل العنيفة أن العنف المضاد كان محفزا لاستمرار الأزمة، ولو جنحتم لتفعيل أهداف «شرطة المجتمع» وإشراكهم في تهدئة الأوضاع لما آل بنا الأمر إلى ما آل إليه. وثقوا أن كل الشعب يحترمكم كثيرا ويقدر جهودكم العظيمة ما دمتم تحترمون إنسانيته ولا تعاملونه بالعقابات الجماعية.


البرقية التاسعة

إلى شيخ البيانات... نقول: هارد لك. بصراحة لأول مرة كسرت خاطر الكثيرين يوم أمس ببيانك المضحك الذي لم تأتِ فيه بجديد على نواياك سوى الخروج عن طاعة ولي الأمر - وإن حاولت نفي ذلك - بادعائك أن «جل الشارع السني مستاء وبشدة من هذه المكرمة ومحبط جدا». وهو ادعاء نترك للمخلصين من أحبتنا الذين شملتهم به أن يؤكدوه أو ينفوه علنا. إلا أن من يقرأ بيانك يسخر منك راثيا لحالك ولمبادراتك الخائبة التي لم تصنع للأشقاء البحرينيين سوى الشقاق والتصادم. وعلِم جلالة الملك الذي قلت إنه «لو كان يحكم البحرين رجل غيره لعُلّقت رؤوسهم على باب البحرين» أن ضرك أكثر من نفعك، ولو سمِعَ لك ولمريديك لاختُرقت السفينة وغرقَت منذ أول يوم أقحموك فيه داخل البرلمان. ولتأذن لي أن ابشّرك بأن الذي تطمح لقطع «أيديهم وأرجلهم من خلاف» بدأوا عمليات إصلاح الإنارة وتركيب الزينات في قراهم فرحا بالمكرمة الملكية.


البرقية العاشرة

إلى أبناء شعبنا «المسلم المسالم»: - وهو تعريف أقتبسه قاصدا من رجل السلام الراحل الشيخ عبدالأمير الجمري (رحمه الله) - لعل أصعب الأخطار التي تحدق بكم الفرز التياراتي؛ فمن مسمى «جمري» و «مدني» وما خلفه من شقاق اجتماعي، دخلنا الآن فرزا جديدا: «حق» و «وفاق»، وكلنا يعلم أن كلا الفريقين هما الخاسر الأول من الفرز، على أن لا فرق أبدا في الهدف وإنما الاختلاف في (بعض) الآليات التي تساهم في تحقيق مطالب الناس. وقبل أن يتفاقم هذا الفرز ليسمح لي هذه المرة رموز جميع التيارات المعارضة المعنية لأتحداهم أن يثبتوا إخلاصهم ويخرجوا للعلن ويحرموا تفشي هذه المسميات وهذا التخوين والتراشق، وإلا فسكوتهم دليل رضا بالفتنة... وحاشاهم إن شاء الله.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2411 - الأحد 12 أبريل 2009م الموافق 16 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً