العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ

مطر: رد الإساءة بالإحسان دليل قوة لا ضعف

الوسط - محرر الشئون المحلية 

08 مايو 2009

قال خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر، في خطبة الجمعة أمس، إن للأخلاق الحسنة الطيبة منزلة عظيمة في الإسلام، فكما أن الإسلام جاء بالتوحيد وأمر به وعظم شأنه لأنه سبب لنجاة الإنسان، كذلك جاء بالأخلاق الحميدة وأمر بها وعظم من شأنها. وأضاف «لا تنزل إلى مستوى من أساء إليك، فعامل الآخرين بأخلاقك لا بأخلاقهم، لأنك إن عاملتهم بأخلاقهم معك لن تثبت على خُلُق واحد بل سوف تتعامل مع هذا بخلق حسن لأنه تعامل معك بخلق حسن، وتتعامل مع ذاك بخلق سيئ لأنه تعامل معك بخلق سيئ، يعني مع الطيب طيب ومع الشرير شرير ومع البذيء بذيء، وهذا لا يليق. فحافظ على مكانتك ووقارك وأخلاقك السامية الرفيعة، فرد الإساءة بالإحسان من أخلاق وصفات العظماء ودليل على علو النفس، فكن عظيما ولا تنجر إلى الشر والسوء، فأنت الرابح الفائز».

وتابع مطر «هذا نبينا محمد (ص) وهو الأسوة والقدوة، كان خلقه القرآن وقد وسع الناس بحسن خلقه، وكان أهل بيته من أسعد الناس بهذا الخلق... فلنكسب الناس، كل الناس القريب منهم والبعيد، المسلم وغير المسلم، بأخلاقنا وأدبنا وحبنا وسماحتنا وعفونا وصفحنا وتسامحنا وسعة صدورنا وبالرفق واللين، ومن ذلك معاملة الآخرين بأخلاقنا لا بأخلاقهم، وكيف ذلك؟ الواحد منا يتعامل كل يوم مع أولاده وزوجته وجيرانه وزملائه، يحتك مع الناس في العمل وفي السوق والشارع، فربما تصرف بعض هؤلاء معنا بسوء خلق، من جهالة وسفاهة وغلظة وجفوة وعبوس وجه وسب وشتم وطعن وتطاول و...، فهل نقابلهم بأخلاقهم نفسها؟، والجواب لا، لأن الشخص الكريم النبيل يرد الإساءة بالإحسان، ويترفع من مقابلة السيئة بالسيئة والخطأ بالخطأ».

وأردف «لا تغتر بمن يقول إن ذلك من الضعف أو الخوف، بل تصرفك دليل على القوة والصلابة. وربما كان هذا التصرف صعبا على النفس فالإنسان يتأثر ويتألم ويتضايق، من إيذاء الآخرين له وسوء خلقهم معه، وهنا يظهر فضل الصبر والتحمل والحلم وكظم الغيظ والعفو والصفح، فإن كان المسيء أحد أولادك فأنت الوالد الحنون، وإن كان تلميذا فأنت المربي والمؤدب، وإن كان زوجا فأنت اللطيف الحبيب، وكائنا من كان فأنت نبيل وصاحب الخلق الرفيع. ومهما تعجرف الطرف الآخر وتمادى فإنه في قرارة نفسه يشهد بحسن خلقك، ولن ينسى موقفك الرائع معه».

العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً