العدد 2471 - الخميس 11 يونيو 2009م الموافق 17 جمادى الآخرة 1430هـ

المسئولية الاجتماعية للشركات

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

محمد: «لن نشتري من هذا المحل، لأنه لا يتبرع للأعمال الخيرية، سنشتري من محل (د.ع) لأنه يساعد المحتاجين من المواطنين».

فاطمة: «لكن هذا المحل يبع منتجات أرخص من محل (د.ع)».

محمد: «الفرق 100 فلس أو 200 فلس في الحاجة الواحدة». فاطمة: «البحر يتكون من قطرات، والـ 100 فلس عندما تتجمع تصبح مبالغ كبيرة، ونحن نريد التوفير». محمد «حاجاتنا بسيطة، والتوفير لا يهم، أريد أن نشتري من محل (د.ع)، لأنه يهتم بالأعمال الخيرية».

فاطمة: «لا أفهم، لماذا لا نشتري من المحل الأرخص، مصلحتنا أولا». محمد: «إذ أصابك مرض خطير وأنت بحاجة إلى علاج خارج البلاد، هل سيتبرع هذا المحل لعلاجك؟ فأنا أفضل ذلك المحل، لأنه في المستقبل إذا أصابتني ظروف قاهرة سيقف إلى جانبي وسيساعدني». هذا الحوار كثيرا، ما يدور بيني وبين أمي وزوجتي وإخوتي وأخواتي، ويعكس حقيقة هي: أن المسئولية الاجتماعية تعتبر استراتيجية قوية في نجاح الشركات والحفاظ على مكانتها التنافسية في السوق. وكثير من المواطنين يفضلون الشركات التي تهتم بالمسئولية الاجتماعية، وخصوصا الذين تعرضوا لمصاعب حياتية، وحصلوا على دعم من التجار والشركات. فالمواطن المحتاج إلى علاج أو مساعدة دراسية يتجه إلى الصندوق الخيري في قريته، والصندوق يراسل ذلك التاجر وتلك الشركة، بعضهم يتبرع وبعضهم لا يتبرع. وهذا المواطن، يسجل مواقف تلك الشركات في احساسه ووجدانه، وبالتالي تنعكس في تفكيره وسلوكه في عملية شراء حاجياتها. كيف لا أشتري من هذا المحل، الذي ساعدني على إكمال دراستي الجامعية، والحصول على شهادة عليا ساعدتني على الحصول على وظيفة ذات راتب عالٍ، توفر الحياة الكريمة لأسرتي، بل إن هذه المساعدة انتشلتني من الفقر إلى الغنى.

كيف لا أشتري من هذا المحل، الذي ساعد أسرتي في علاج أبي المصاب بمرض «السرطان»، ومنَّ الله علينا برجوعه سالما معافى، وأنجانا الله من فقد الأب واليتم. كيف لا أشتري من هذا المحل، الذي حفظ كرامتنا من ذل السؤال، عندما فقدت وظيفتي، وقدم لي كل التسهيلات بأن أخذ كل حاجيات أسرتي، على أن أدفع له المبلغ عند توفره حتى بعد 100 سنة، وإبراء الذمة إذا حالت المنية، بل والتكفل بأبنائي الصغار وحفظ ماء وجوههم من ذل السؤال.

أعتقد بأن المواطن سيقف مع التجار والشركات الذين لديهم إحساس تجاه المجتمع، في الأزمة الاقتصادية العالمية. كثير من الشركات ستنتكس وستخرج من السوق، لأن الأزمة الحالية تقود إلى كساد، وتكدس منتجات الشركات وضعف في عمليات التسويق. أما الشركات التي لها علاقة بالمجتمع، فحتى لو تأثرت، فإن وضعها سيكون أفضل وستجد الزبائن يأتونها من كل مكان. وخلاصة الأمر، أن المسئولية الاجتماعية استراتيجية مهمة لنجاح المؤسسات.

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 2471 - الخميس 11 يونيو 2009م الموافق 17 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً