العدد 2480 - الأحد 21 يونيو 2009م الموافق 27 جمادى الآخرة 1430هـ

خفايا «الاتجار بالأشخاص»

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

كما أنها لم تدلِ بدلوها تجاه تقرير «مدن الخطايا» الذي وضعها على المرتبة الثامنة ضمن المدن الأكثر رواجا للدعارة في العالم قبل أشهر، فإن مملكة البحرين مازالت تلتزم الصمت إزاء ما ذكره تقرير وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا عن الاتجار بالبشر واعتباره البحرين «مركزا للاتجار برجال ونساء يتم نقلهم إليها بغرض العمل في ظروف صعبة أو من أجل تجارة الجنس».

الفارق الكبير بين التقريرين هو أن الأول لم يحمل صفة رسمية، ما جعل البعض يشكك في صدقيته ويعزي صمت المسئولين عنه إلى تجنبهم الخوض في تقارير لا اعتبار دولي لها، بينما يأتي الثاني معتمَدا من وزارة سيادية لدولة عظمى وصديقة، وبالتالي فإن الأمر مختلف جدا، ما يستدعي النظر إلى الاتهام بواقعية.

اللافت في التقرير الأميركي أنه عاتب البحرين كثيرا لعدم التزامها «بالمعايير الدنيا» المطلوبة، وقال إنها «لم تعطِ أدلة واضحة» عن التقدم في مجالات مهمة لحماية ضحايا الاتجار بالبشر أو معاقبة الذين يقومون بهذه المتاجرة، وهو الباب المغلق والملف المسكوت عنه منذ زمن.

عدد من التقارير التي لا تجد طريقها للنشر (الرسمي) عادة تعطي إيحاءات مباشرة أو غير مباشرة إلى وجود خلايا ذات مناصب رفيعة في البحرين تقود عمليات المتاجرة بالجنس، وهو الأمر الذي يحد من مستوى المواجهة وتحجيم هذا النوع من أنشطة «الدعارة المقننة»، كما يصفها البعض.

المشكلة هذه المرة تكمن في خروج الظاهرة إلى السطح بعد أن كانت تختبئ في همس المجالس والمنتديات، ووصل الأمر إلى طرح دولي عبر تقارير رسمية تصل إلى كل أنحاء العالم، وبالتالي فإن أسلوب التخفي لم يعد ممكنا.

صحيح أن البحرين قادت حملة إعلامية تجميلية في محاولة لمحو الصورة القاتمة التي بدأت تتفشى عنها، فأصدرت قانون مكافحة الاتجار بالبشر في 2008، وحددت عقوبة السجن 15 عاما للمدانين بتهم المتاجرة بالأشخاص، وأنشأت وحدة خاصة لمكافحة الاتجار بالبشر، واحتضنت مؤتمر «طرق مكافحة الاتجار بالبشر» الدولي قبل 3 أشهر، لكن كل ذلك لم يكن كافيا على الأقل لدى وزارة الخارجية الأميركية، لأن نشر أخبار القبض على شبكة دعارة كل يوم في الصحافة لا ينهي المشكلة مادامت أيادي المنظمين «الكبار» مبسوطة وتمنع الحكومة محاسبتها.

إذا، تبدو المشكلة أصعب مما نتصور. والتقرير الذي احتوى على الكثير من المعلومات الخطيرة عن البحرين لم يواجه بأي نفي رسمي حتى الآن، ما يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها. وأقل ما ينتظره البحرينيون دفاعا رسميا عن كرامة هذا البلد المسلم

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 2480 - الأحد 21 يونيو 2009م الموافق 27 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً