العدد 2489 - الثلثاء 30 يونيو 2009م الموافق 07 رجب 1430هـ

التحفيز الذاتي

تراه فاترا باردا وكأنه أخرج لتوه من البراد لا تحركه إلا الظروف المحيطة به، ذاك هو الشخص المحبط ذاتيا كل أبواب الدنيا عليه مسدودة، ولكن في حقيقة الأمر هو من سد جميع الأبواب على نفسه وأحكم إقفالها و قام ببلع المفتاح، بينما على العكس من ذلك تجد العنفوان والحماسة وانفتاح الأفق لمن يجهد في تحفيز ذاته والإيمان بقدراته الذاتية ما يساعده على تحقيق أهدافه.

إن التحفيز الذاتي هو عملية شحذ للهمم يقوم بها الإنسان نفسه لرفع معنوياته والمحافظة عليها في صعود دائم وبين عيني أهدافه التي يسعى لتحقيقها ولا يرضى بغير ذلك. نقوم بالتحفيز الذاتي عندما نشعر بتباطؤ حركة التوجه لتحقيق الأهداف فتقوم هذه العملية بتسريع الحركة وكذلك عندما نشعر بأننا يائسون وغير قادرين على تحقيقها على رغم قناعتنا بفائدة تلك الأهداف.

أن يدفعك أحدهم لتحقيق أهدافك الخاصة أمر نادر وقلما يتحقق على أرض الواقع وانتظارك الإطراء والتحفيز من الآخرين يجعلك معلقا بهم غير قادر على عمل الإنجاز دون حركة خارجية إيجابية دافعة بالاتجاه الذي تريده ولكن تخيل أن تكون تلك القوة الدافعة سلبية وتدفعك للإحباط واليأس، فماذا تفعل في تلك الأثناء؟ هل تخضع لتلك الظروف أم تدفع نفسك باتجاه تحطيم القيود والسعي بجد واجتهاد بدافع ذاتي نحو الاتجاه الذي رسمته لذاتك؟

من أساليب التحفيز الذاتي الألفاظ والكلمات والعبارات التشجيعية من قبيل «اجعل من العقبات التي تتعثر فيها أحجارا ترتقي عليها» و»إذا كان الشيء يستحق أن تقوم به، فعليك القيام به بشكل جيد»، ولا يخفى على القارئ الكريم دور الكلمة في شحذ الهمم وإيقاظ جذوة الحماس.

والتركيز على الاتجاهات الإيجابية وعلى رغم ذلك الأثر الكبير للكلمة إلا أننا نفتقدها في أجوائنا الأسرية والمجتمعية وحتى السياسية والتي نحرج من قولها حتى لأبنائنا على رغم أننا لا نتورع عن إطلاق النقد والألفاظ المحبطة والتي نوزعها في كل الاتجاهات فهلا كففنا عن إحباط أنفسنا والآخرين وبدأنا بزرع جذوة الحماس والأمل في النفوس.

العدد 2489 - الثلثاء 30 يونيو 2009م الموافق 07 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً