العدد 2509 - الأحد 19 يوليو 2009م الموافق 26 رجب 1430هـ

حدث خليجي... والإعلام «خبر خير»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خلال الأسبوع الماضي وتحديدا في يومي الخميس والجمعة، أقيمت في البحرين البطولة الخليجية الحادية عشرة للكاراتيه لفئات الشباب والناشئين والأشبال وبمشاركة خمس دول خليجية.

الغريب في الأمر أن أيا من وسائل الإعلام لدينا لم تهتم بهذه البطولة ولم يُذكر سطر واحد في جميع الجرائد المحلية عن هذه البطولة، ما عدى جريدة واحدة غطت الحدث الخليجي على مدى اليومين.

وعلى قدر الاهتمام البحريني بهذه البطولة جاءت النتائج، فلم تحصد البحرين غير ميدالية ذهبية واحدة أحرزها اللاعب مصطفى حمود الشيخ ليرفع الحرج عن البحرين أمام 12 ميدالية ذهبية أحرزتها الكويت، ولا عجب في ذلك فإن دولة الكويت قد سيطرت على المركز الأول منذ انطلاق البطولة في العام 1992.

لم يكتفِ الوفد الكويتي بإحضار اللاعبين والإداريين، وإنما كان هناك وفد إعلامي من تلفزيون دولة الكويت ينقل الإنجازات التي يحققها أبطاله أولا بأول، وتصدرت هذه الإنجازات الصحف الكويتية وحتى برامج الإذاعة والتلفزيون هناك. قد يكون عذر وسائل الإعلام لدينا أن هذه البطولة قد تزامنت مع المباراة الختامية على كأس جلالة الملك لكرة القدم التي أقيمت في يوم الجمعة بين فريقي المحرق والرفاع، وتشريف جلالة الملك لهذه المباراة ما دعا جميع الصحف (فيما عدى صحيفة واحدة فقط) لتخصيص جميع ملاحقها الرياضية لهذه المناسبة، ولكن ذلك لا يمكن أن يكون عذرا مقبولا في العمل الإعلامي، فمهما كانت أهمية الخبر «المتصدر للعناوين» فإن ذلك لا يعني تجاهل الأخبار الأخرى.

هذه البطولة شارك فيها 22 لاعبا من دولة الكويت و13 لاعبا من مملكة البحرين و10 لاعبين من دولة الإمارات، بالإضافة إلى 24 لاعبا من المملكة العربية السعودية، و15 لاعبا من دولة قطر، فهل جميع هؤلاء اللاعبين لا يستحقون ولو خبرا بسيطا في الملحق الرياضي لأية جريدة.

ربما تجاهلت وسائلنا الإعلامية هذه البطولة بسبب أن الفئات المشاركة فيها هي من «الأطفال» وليست على مستوى الكبار، ولكن ذلك يعد مبررا خاسرا أيضا، إذ ربما يكون العكس هو الصحيح فالاهتمام بالرياضيين وتشجيعهم يجب أن يبدأ من الصغر، أي من القاعدة وذلك ما يحدث في جميع دول العالم لكي نستطيع أن ننشئ، ونكوّن ما يكفي من الرياضيين في المستقبل ولا نضطر إلى استيرادهم من الخارج، ولذلك يجب على الصحافة أن تنتقد نفسها أولا وتقيم ما تقدمه من دعم وتشجيع لجميع الرياضيين لدينا - وليس فقط للاعبي كرة القدم - لكي تستطيع أن تنتقد الدولة في تقصيرها في دعم الرياضة والمواهب الشابة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2509 - الأحد 19 يوليو 2009م الموافق 26 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً