العدد 2512 - الأربعاء 22 يوليو 2009م الموافق 29 رجب 1430هـ

ماذا دهاكِ يا وفاق... أما اكتفيتِ؟

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

شخصيا أحترم نواب الوفاق وأقدرهم، غير أن احترامي لهم يدفعني لكتابة هذه الكلمات، والتي أنا على يقين أن صدرهم أوسع منها.

كنت على يقين أنه منذ أن بدأ الشيخ محمد علي المحفوظ توجيه انتقاداته إلى النواب أن ما كان يقوله سينتهي بعد فترة وجيزة لو لم ترد الوفاق بحدة على تصريحاته، واكتفت بتوضيح الموضوع ذاته، أو بقيت صامتة حالها في ذلك حال بقية الكتل والنواب الآخرين، غير أن ردها الحاد جرها لحرب إعلامية وحتى جماهيرية ليس مع مريدي المحفوظ فقط بل حتى أنصار حق والتحرك الجديد والوعديين وغيرهم.

لن أطرق الأبواب التي فتحت على الوفاق، لكنني أجد أن الوفاق جُرّت لحيث أريد لها أن تنجر، كان مطلوبا منها أن تستثار الوفاق لتنشغل بخلافاتها مع أقطاب المعارضة بدلا من أن تستمر في نضالها الوطني.

اليوم كررت الوفاق ذات الخطأ حينما ردّت بحدة على تصريحات صحافية أطلقت قبل أيام تنتقد فيها أداءها البرلماني، وتكرر ذات الأمر فقد تجاوز الرد النقاط التي ذكرت ضد أدائها، ليتم توجيه الانتقادات يمينا وشمالا، وكأن ما قيل عن إخفاق «وفاقيي 2006» كان مناسبة للرد على كل الانتقادات التي وجهت للوفاق حتى تلك التي ذكرت في الأشهر الماضية.

برأيي من حق الوفاق، بل من الواجب عليها أن ترد على من ينتقدها، لكن بمنطق يختلف عن منطقها الحالي، فلا داعي لمن يتهمك بالفشل أن ترد عليه بأنك أنت الفاشل ولا ليس أنا، ليكن ردك أنا لست فاشلا أنا ناجح وهذه دلائل نجاحي، فإذا كانت الوفاق ترى أن أداءها البرلماني كان ناجحا فليس عليها أن تدلل على هذا النجاح باتهام الآخرين بالفشل حتى لو اتهموها بذلك، لأنني أعتقد أن الوفاق أكبر من أن ترد الإساءة بمثلها، كما أنني أعتقد أيضا أن على الإخوة في الوفاق أن تتسع صدورهم أكثر لأي انتقادات توجه لهم، خاصة إذا كان ما ذهبوا إليه صحيحا من أن تصاعد الانتقادات تجاههم مردها لقرب الانتخابات المقبلة، وليس فعلا لقصور في أداء الوفاق أو لفشل فيها.

جميل جدا أن تبيّن الوفاق لشارعها وللمعارضة وحتى للموالاة والسلطة كيف كان أداؤها وما محصلته، وكيف دافعت عن قضايا الناس وطرحت همومهم، لكن غير جميلٍ النظر بحساسية مفرطة إزاء أي انتقاد يوجه لها حتى ولو كان قاسيا، وخاصة إذا كان الانتقاد جاء ممن يحسبون على أنهم حلفاء وتجتمع معهم في قضايا مصيرية ووطنية.

لننظر اليوم كيف أصبح واقع المعارضة بعد هذا السيل من الانتقادات والانتقادات المضادة، لا أتهم قطعا الوفاق بتسببها في ذلك، لكنني أجد أن التعاطي الحاد مع أي طرف يولد تعاطيا أكثر حدة من الطرف الآخر، ربما لم تكن علاقة الوفاق بأمل ممتازة، لكنها لم تكن بهذا السوء يوما، بعد مواجهة «التقاعد»، ولم تكن يوما بهذا السوء مع وعد، نحن لا نقول للوفاق لا تردي عليهم أو لا تأبهي بهم حتى يظن شارعكِ أنك فعلا مدانة أو ضعيفة، لكننا نقول لها من سيكون المستفيد من ردودك الحادة على انتقاداتهم الحادة أيضا، لتكوني أنتِ الشقيق الأكبر لهم وجادليهم بالتي هي أحسن، لأن الحال الذي وصلت له العلاقة بين قوى المعارضة لا يسر إلا المناوئون لها.

دعوا إنجازاتكم تتحدث عنكم، أو تحدثوا أنتم بإنجازاتكم، لكن لا تنساقوا لرد الاتهام بالاتهام، والتسقيط بالتسقيط، إذا كنتم قد أنجزتم الكثير، فلديكم من الوقود ما يكفي لأن تقارعوا الجميع بالحجج والمنطق البليغ، فلستم في حاجة مطلقا للحديث بحدة عمن «يرمونكم بالسهام»، لأن ذلك سيكرس مقولة إنه «بإمكانك أن تنتقد الحكومة لكن ليس بإمكانك أن تنتقد الوفاق»، وإذا كنتم تعيبون على السلطة ضيق صدرها، فلا أجدى من أن تكون صدوركم أوسع، فالوفاق ليست منزّلة من السماء، وليست معصومة، وليس جميع نوابها من الملائكة، هناك من الأخطاء ما يحق للآخرين أن يتحدثوا به، وهو أمر لا يعيب الوفاق بل يزيدها قوة، ورحم الله من أهداني عيوبي، وصدقوني «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»، فإن كان حديث الآخرين زبدا فلن يبقى، وإذا كنتم أنفع للناس فأنتم الباقون.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 2512 - الأربعاء 22 يوليو 2009م الموافق 29 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:49 ص

      نرفع ايادينا اجلالا لمقالك

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أخي العزيز:حسن المدحوب ، في البداية أشكرك عل هذا المقال الاكثر من رائع الذي يتحدث عن وعي ومنطق وعقل وكذلك اشكرك عل هذا الاسلوب الراقي والمتحضر في الطرح وأتمنى من أخواني وأعزائي في الوفاق ان يقرأو المقال ببصيرة منفتحه وأن لاتأخذهم العزة بالاثم .....
      وأشد على قلمك بأن تكثر من هذه الاساليب المقالية التي تبصر المخطئ بخطئه دون تححس ...
      شكرا

    • زائر 1 | 5:31 ص

      ااصابها الغرور وصدقت عمرها هالجمعيه

      رغم فشلها وعدم تحقيقها لاي انجاز الاانها فرحه بعمرها وبأعضائها هذه هي جمعيه الوفاق الوفاق العنكبوتيه رغم اخفاقها بالبرلمان ومواقفها المحرجه وفتاويها المعلبه لكن انتظروا الانتخابات الجايه سترون الوفاق العنكبوتيه في كل مكان تلق عمالها ومناصريها للضغط على الناس وتخويفهم بالنار والجنه وهالمره راح تستخدم فليفل للضغط على الناس لترشيحها ووصيلها للبرلمان وبعد الوصول بتحط الف والف مكتب عشان المظاهر واهي اصلا لاتساعد احد ولاشي

اقرأ ايضاً