العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ

يوم الكرامة في أتلانتا

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

لم يكن للجو الدافئ في وسط مدينة أتلانتا علاقة كبيرة بأشعة الشمس الجنوبية مثلما كان له علاقة بالوجوه الصديقة التي تقدم الخدمة للمجتمع المحلي. اجتمع المتطوعون المسلمون والمسيحيون معا يوم 6 سبتمبر/ أيلول ليظهروا حبّهم لله تعالى من خلال مساعدة سكان أتلانتا المشردين، وهو أمر كثيرا ما يتم تناسيه وعدم إعطائه حقه.

شكّل هذا الحدث الذي تقوده منظمة الإعانة الإسلامية في الولايات المتحدة جزءا من مبادرتهم المسماة «يوم الكرامة»، وهي سلسلة من المناسبات التي تستمر ليوم واحد في مدن عبر الولايات المتحدة، حيث يجتمع أناس من خلفيات ثقافية وعرقية ودينية معا لمساعدة من هم بحاجة للمعونة في المجتمع المحلي. وتشكّل مساعدة المحتاجين معتقدا وممارسة مركزيين لكل من المسلمين والمسيحيين، وقد وفرت خلفية ذات معنى للناس من الديانتين ليجتمعوا معا من أجل المصالح المشتركة.

حصل المستفيدون من «يوم الكرامة» وعددهم 800 شخص على الطعام واللباس والرعاية الصحية وعلب تحتوي على مستحضرات صحية، إضافة إلى خدمات اجتماعية أخرى تبرع بها أفراد ومنظمات مختلفون من مجتمعات دينية متنوعة.

يقام هذا الحدث للتواصل مع المجتمع، والذي يبادر به المسلمون سنويا، ليس فقط في أتلانتا وإنما كذلك في 22 مدينة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتقام العديد من مناسبات التواصل هذه أثناء شهر رمضان المبارك، الشهر الفضيل الذي يصوم فيه المسلمون طوال النهار كعمل من أعمال التفاني الروحي.

وعلى رغم أن هذا الحدث كان مبادرة قام بها المسلمون، فإن مجموعة صغيرة من المسيحيين تبرعوا كذلك ليكونوا جزءا منها.

ما اجتذب هؤلاء المسيحيين إلى هذا الحدث كان فرصة مساعدة فقراء أتلانتا إلى جانب أصدقائهم المسلمين.

قرر واحد من المسيحيين كذلك أن يصوم مع المتطوعين المسلمين لينضم إليهم كتعبير عن التفاني تجاه الله تعالى وليفهم بصورة أفضل الأشخاص الذين يقوم هو وزملاؤه المتطوعون بمساعدتهم.

امتد طابور المنتظرين لتسلم الطعام المجاني حول زاوية الشارع، بينما انتظر كثيرون آخرون دورهم بصبر للحصول على الفحوص الطبية.

قالت المتطوعة شانون مون وقد غمرتها مشاعر التعاطف القوية: «من المثير جدا بناء علاقات مع المسلمين والتعلم منهم ورؤية الأسلوب الذي من خلاله يحبون ويخدمون مجتمعهم المحلي في أتلانتا».

أشار المسيحيون في الحدث إلى وثيقة «كلمة سواء» كإلهام للمشاركة في يوم الكرامة. أصدر 138 عالما مسلما في أكتوبر/ تشرين الأول 2007، بقيادة عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني رسالة مفتوحة عنوانها «كلمة سواء بيننا وبينكم» إلى المسيحيين حول العالم. تقول الرسالة: «أسس هذا السلام والتفاهم موجودة. إنها جزء من المبادئ الأساسية لكلا الديانتين: حب إله واحد، وحب الجار. هذه المبادئ موجودة بشكل متكرر في النصوص المقدسة للإسلام والمسيحية».

كانت تلك لحظة تاريخية رئيسية مد فيها المسلمون يد الصداقة والمصالحة إلى المسيحيين حول العالم، مشكلين انفتاحا جديدا نحو الحوار بين أتباع الديانتين.

كان هناك الكثير من الزعماء الدينيين عبر التاريخ الذين اتخذوا توجهات مبسّطة صدامية تجاه تأكيد دينهم، مناقشين سبب كون دينهم هو الصحيح والأديان الأخرى على خطأ. يولد هذا التوجه النزاع وسوء الفهم بل وحتى العنف، في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى التعامل باحترام وانفتاح.

قد يكون الحدث في ذلك اليوم الحار في أتلانتا أدى إلى إطعام وإلباس أكثر من 800 شخص من المشردين. إلا أنه حقق أكثر بكثير من ذلك. فقد أبرز، بأسلوب فريد، بعض الخطوات الصغيرة التي يتخذها الأفراد لترسيخ الثقة بين المسلمين والمسيحيين، العمل معا لإظهار حبهم لله تعالى والجار معا، متّحدين.

* المدير التنفيذي لتحالف الطريق المشترك وهي منظمة مكرسة لمباشرة حوار بناء الثقة وعلاقات السلام بين المسلمين والمسيحيين حول العالم، والمقال يُنشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً