العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ

نوستالجيا مهند.. أزمة نصوص وقيم

منصورة عبد الأمير mansoora.amir [at] alwasatnews.com

أحب الصحافيون رشيد عساف، أعجبوا بلباقة جمال سليمان، جذبتهم ابتسامة سلوم حداد. المصورون من جانبهم تحلقوا بكاميراتهم حول دينزل واشنطن، استفردت هند صبري بصورهم دون الثلاثة المحيطين بها.

لكن كل احتفاء الصحافة بواشنطن وصبري وغيرهم من النجوم أمثال منة شلبي وديمي مور، وكل من مروا على السجادة الحمراء إبان افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي، لم يكن ليضاهي ذلك الذي حصل عليه كيفانش تاتليتوغ.

من هو كيفانش تاتليتوغ على أية حال؟ لكثيرين لا يعني الاسم شيئا، وقد لا يعرفون لمن يعود، وإن علموا فلن يمكنهم حل الأحجية ومعرفة سبب استقطابه للعدسات خصوصا مع غياب سجل واضح لإنجازات وبطولات كيفانش الفنية أو الشخصية.

لكن كيفانش أو «مهند» بطل المسلسل التركي «نور» كان هو من استقطب عدسات المصورين خلال حفل افتتاح المهرجان الخميس الماضي بقصر الإمارات. بدا وكأنه الأشهر والأهم نجومية من بين كل من حضروا. لم يتساءل أي من المصورين الأجانب الذين ملأوا القاعة عمن يكون وماذا يشكل، جميعهم كانوا يعرفون الاسم ... «الحركي» بالطبع ... مهند، الاسم الذي حقق له شهرة ما كانت على حسبانه لا هو ولا أي من شاركوا في مسلسل نور ولا حتى من قاموا بدلجته.

ربما بدا ذلك طريفا، ولعله مستهجنا مستنكرا، حتى لمهند ربما، الذي لا أظنه يعلم شيئا عن سر نجوميته لدينا، وربما، أقول ربما، يعيش الفتى حالة تأمل لوضعه ذاك إذ يقارن حجم إنجازاته الفنية بواقع نجوميته.

أن تحتفي به الفتيات الصغيرات والشابات الجميلات والنساء الناضجات، فذلك ما لا يمكن الحديث عنه، أسبابه كثيرة وعوارضه مثيرة للشفقة. أن يثير غيرة الشباب ليشنوا حملات تشويه سمعة له، فتلك نتيجة طبيعة للاحتفاء أعلاه. لكن أن يستقطب عدسات المصورين، أن يكون أحد الوجوه التي يحتفي بها المهرجان وليس أدل على ذلك من تضمين الحديث عنه في الخطاب الذي افتتح به المدير الفني للمهرجان بيتر سكارليت، فذلك ما يستحق فعلا التوقف عنده.

لماذا يصبح مهند بطل الشاشات، ما الذي يملكه، وسامته، أم إنها شخصية العاشق الشهير التي نفتقدها في حياتنا ونظل نعيش حالة نوستالجيا دائمة نحو الجمال والحب والعطاء وكل ما فقدناه من قيم. ثم ما الذي يريده المشاهد العربي، وأي واقع يمكن أن يكشف هذا التعلق والوله والإعجاب والاحتفاء بممثل مثل كيفانش، ليس استخفافا به لكن لأن سجله خال من أي إنجازات تذكر.

مهما تكن الأسباب فإن نجومية مهند أمر لا ينبغي الاستخفاف به، هو إشارة لأزمة نعيشها كشعوب عربية، أزمة قيم مجتمعية أولا، ثم أزمة يعيشها كتاب النصوص الذين نضبت أفكارهم، هي أزمة أول عوارضها حالة الحنين التي يعيشها المتفرج للفكرة التي يقدمها مهند. هي حالة تستدعي أخذها بكل جدية من قبل كتاب السيناريو وصناع الأعمال الدرامية والسينمائية ربما لنقدم أعمالا ونجوما أكثر واقعية وأكثر ارتباطا بقيمنا المجتمعية وثقافتنا الشرقية من مسلسل «نور».

إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"

العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 3:56 م

      تضخيم إعلامي

      عفواً عزيزتي منصورة فما جعل كيفانش أو مهند نجماً مهماً تسغربين من تحلق المصورين حوله في مهرجان سينمائي ليس هو الحال المتردية التي تعيشها الدراما العربية ولا هو سخافة التفكير العربي بل هو الإعلام نعم فظاهرة مهند ماهي إلا تضخيم إعلامي فهو بالون نفخ فيه الإعلام وعلى رأسه قناة أم بي سي حتى جعلت من ممثل لاوزن له في بلده نجماً في بلاد العرب تشرأب له الكاميرات أينما حل , وليست الأستاذة منصورة ممن يخفى عليه دور الإعلام في التأثير على ثقافة الشعوب وتفكيرهم . ليلى علي .

    • زائر 4 | 2:13 م

      مسلسلات رخيصة كأصحابها

      قبل سنوات إبتلينا بالمسلسلات المكسيكية المدبلجة القبيحة التي تسابقت تلفزبونات دول الخليج إلى شرائها وكأنها كانت فرض وواجب عليها. اما اليوم فقد إبتلينا بالمسلسلات التركية التي لا تقل قبحاً عن المكسيكية إن لم تكن اقبح منها، حيث المشاهد الغرامية الساخنة التي تدخل بيوتنا وتجتذب فتياتنا المراهقات وفتياننا بل وحتى نساءَنا. ادعو الصحافيين عدم الكتابة عن هذه المسلسلات ولا عن ممثليها، فمجرّد الكتابة عنها يعني مساهمتنا في إظهارها وإشهار ممثليها الذين يزدادون غنىً على حساب غفلتنا وغبائنا.

    • زائر 3 | 7:55 ص

      مهند

      مهند يملك مالايملكه جميع من حضر الحفل
      وبالمناسبه جمال سليمان واحمد السقا و احمد عز جميعهم يغارون منه

    • زائر 2 | 7:22 ص

      لنراجع اعمالنا اولا

      اود الاشارة ان ما جعل مهند وغيره من المسلسلات التركية التى اقتحمت شاشاتنا وبيوتنا هي ما قدمتة الدراما التركية بشكل عام من سلاسة وجمال في عرض القصة وحبك الاحداث وما قدمه مهند بشكل خاص من صورة الرجل او فتى الاحلام لكل امرأة ,, لدرجة ان المشاهدين لم يعودوا قادرين على متابعة المسلسلات العربية والخليجية المليئة بالعنف والخيانة وتشويه لصورة الرجل والمرأة والمجمتع العربي والخليجي ما نحتاج اليه فعلا ليس مهند وشكلة الوسيم او مناظر تركيا الخلابة نحتاج لقصص وعبر من ثقافتنا البعيدة عن العنف

    • اسالني انا | 1:51 ص

      yes we can

      you fulll same pepoel same time but you cant full all pepoel all the time

    • زائر 1 | 1:37 ص

      ازمة فراخة

      لا نص ولا عاطفة .. ملحان شافوا واحد فرخ انزهقوا

اقرأ ايضاً