العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ

فرز النفايات وإعادة التدوير

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

شاركتُ في برنامج إذاعي يدعى «أنتم والحدث» وهو يبث من إذاعة مونت كارلو الدولية، وقد ناقش البرنامج المذاع صباح يوم أمس (الجمعة 16 أكتوبر/ تشرين الأول) موضوع «من يقوم اليوم بفرز النفايات؟». عنوان الحلقة تم اختيارة بواسطة المقدمة صونيتا ناضر بعد قراءتها مقالا عن اهتمام الشعب الفرنسي بفرز النفايات في المنازل وخاصة مع توفير الحكومة الفرنسية سلات مهملات متنوعة وملونة الألوان لوضع الأنواع المختلفة من أوراق، بلاستيك، وزجاج. وذكرت المذيعة في ختام حلقتها أن نحو 90 في المئة من أوراق الصحف اليومية في فرنسا تأتي من ورق مدور.

المشاركون في البرنامج أكدوا اهتمام شعوب دولهم (البحرين، الكويت، لبنان، الإمارات) بالمشاركة في هذه الأنشطة الحضارية وخاصة أنها دول صغيرة المساحة ومتقدمة في المجال التعليمي لكن دعوا حكومات بلدانهم إلى توفير الوسائل التي تساهم إيجابيا في التوعية عن طريق نشر العادات السليمة في المجتمع وتوفير سلال المهملات والتي يمكن فرزها في المكاتب والمنازل.

على الصعيد المحلي، فقد تم إنشاء شركة خاصة منذ أشهر قليلة في مملكة البحرين تدعى «Recycle for Charity». هذه الشركة تهدف إلى جمع آلاف الأطنان من المخلفات الصلبة المحلية ومن عدة نقاط تجميع موزعة على محافظات المملكة لإعادة تدويرها في مصنعها في منطقة سترة أو تصديرها إلى المصانع القريبة لإعادة استخدامها. هذه المخلفات الصلبة يتم فرزها في المصدر أي من قبل المواطن أو الوافد ومن ثم يتم وضعها في سلال ملونة ومن ثم يقوم موظفو الشركة بالتعامل معها بشكل آمن وسليم ومن دون التسبب بتدمير البيئة.

وقد أتيحت لي الفرصة لمقابلة المدير العام لهذه الشركة الخاصة الألماني بوريس أولييغ وهو شخص طموح في خططه وقد قام خلال مدة وجوده القصيرة نسبيا في المملكة من القيام بعمل مميز حيث نجح في إقناع الشركات والمدارس الخاصة والفنادق والمصانع (يلاحظ اختفاء الجامعات من اللائحة) من المساهمة في خدمة المجتمع بيئيا عن طريق التدوير وجمع مبالغ لا بأس بها للأنشطة الخيرية المحلية بعد بيع المهملات التي تم تدويرها.

تُعتبر إدارة المخلفات من أنجح الأعمال في ألمانيا حيث تم في العام 1991 فتح أول شركة لتدوير المخلفات ويقوم الألمان بتدوير نحو 75 في المئة من 30 مليون طن من المخلفات السنوية مقارنة بالإنجليز الذين يطمرون صحيا 75 في المئة من مخلفاتهم. ثقافة التدوير في ألمانيا لها قوانين صارمة ونظم دقيقة بل إن المدارس والحضانات تقوم بتعليم هذه العادات والأخلاقيات وهذه هي أسباب نجاح سياسة التدوير المربحة ماديا.

يلاحظ في البحرين أن الأجانب - وخاصة الغربيين - والشركات الأجنبية لهم الريادة في الإقبال على العادات البيئية الحسنة والاحتفال بالمناسبات العالمية للبيئة. المفترض أن يحدث العكس فهذه ديرتنا ونحن الأَوْلى بالحفاظ على النظافة العامة والصحة ويجب أن نكون القدوة الحسنة لأن هذا نابع من ديننا. لاشك أن هناك حاجة إلى تطوير سياسة إدارة المخلفات في المملكة ففي كل يوم يتم رمي نحو 3500 طن إلى المجموع السنوي.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:34 ص

      زائر

      شكككككككككككككككككككرا

    • زائر 2 | 6:26 م

      جمال بلادي

      عملية فرز النفايات تعكس ثقافة المجتمع و و عيهم بأهمية البيئة

    • زائر 1 | 7:18 ص

      حبذا لو تطبق في جميع المدارس

      أعمل في مدرسة خاصة يوجد بها ثلاث حاويات كبيرة ، كل حاوية مختصة بنوع كالبلاستيك أو الورق. كما يوجد في كل صف إبتداء من صف الحضانة صناديق كارتونية لوضع المخلفات التي يعاد تدويرها كالورق.

    • العشق الالهي | 2:25 ص

      طلب حاويات تدوير

      نحن بدورنا "مدرسة حكومية " تقدمنا بطلب جلب حاويات الى مدرستنا من تلك الشركة .. حتى يتسنى للبحرينين من هيئة ادارية وتعليمية وتلميذات التعرف على مثل هذه البرامج الناجحة وبالتالي نشرها بين ذويهم والاستفادة قدر الامكان من هذه الشركة .. وما أعجبني في هذه الشركة أنه تدوير للدعم الخيري .. نتمنى من جميع المدارس الحكومية والخاصة التقدم بطلب لجلب الحاويات ... وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .

اقرأ ايضاً