العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ

عندما يخون الأزواج

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

بعض الزوجات اللواتي يتوجسن من أزواجهن عزوفا أو اهمالا قد يراودهن الشك في انشغاله بامرأة أخرى فتعلنها حربا شعواء من دون تفكير أو تخطيط، وتبدأ على الفور في لومه ومراقبته وقذفه بأرخص الكلمات وأتفه العبارات... وتبقى أياما طويلة تتربص له في كل مكان تطارده بسيارتها أينما يذهب، وليت الأمر يقف هنا إلا أنها تعمد إلى الانتقام منه بطريقة تحسبها ذكية. طريقة لا تظهر للعيان فقد تلجأ الى اسلوب التبذير والاسراف المادي بصورة مستهترة لا تحمد عواقبها حتى تجعله يصرف آخر دينار في جيبه، ومن دون أن تترك له فرصة التقاط أنفاسه ما يقلل - بحسب اعتقادها - من فرصة النظر الى امرأة أخرى...

طريقتك فاشلة سيدتي، فقد يجد الرجل نفسه أمام مشكلات مادية لا حل لها، وبالتالي تزداد حدة التوتر والنفور في البيت، والفرصة سانحة ومؤاتية لمن تلتقطه بدفء حنانها ورقة حديثها ومواساتها له في محنة أنت سببها بجهلك وسوء تصرفك. والآن وقد نجحت في البحث عن الحقيقة. نعم زوجك يخونك مع امرأة اخرى فقد حاولت الكثير وبذلت الكثير وتربصت له حتى اكتشفت بل رأيت بعينك خيانته فماذا أنت فاعلة؟... ومصيبتك أكبر فصديقتك الحميمة ومستودع سرك هي تلك المرأة الأخرى... فهل هذا سبب يدفعك إلى التعجيل بالانتقام لكرامتك على حد تعبيرك.

سيدتي المنكوبة. اياك ومحاولة الانتقام بجهل وتسرع والتشهير بزوجك في كل مكان وفضح سره الذي شاركت في وجوده من دون شعور أو ادراك. لا تدعي غضبك يتجاوز حدوده المعقولة بالتعذيب بالايذاء النفسي. اياك وترك البيت ومواجهته من الغلطة الأولى بطلب الطلاق أو اللجوء الى تخريب بيته والعبث بأوراقه... وعندما تفكرين في الذهاب الى المرأة الأخرى وشتمها وفضحها فانت بتصرفك هذا قد كشفت سرها وسهلت عليه مهمة أخبارك. انني اوافقك في محاولة التنفيس عن ضيقتك وكربك وكسر حدة هياجك وتبديد الطاقة التدميرية التي تنتابك فقد ادركت الآن سر بروده وصدوده وهروبه من البيت.

بعض الزوجات يلجأن الى تعذيب الزوج وتجريحه في كل مكان انتقاما لكرامتهن، ولكن السؤال: هل يغفر لك الزوج. هل يعذرك. هل يصمت أم أن ردة فعله ستكون عليك أقسى من خيانته ويعمد الى تجريحك وكشف عيوبك ومساوئك ثم يهجرك وإلى الأبد ليقترن بالمرأة الأخرى؟.

سيدتي، انني أوافقك بأن الثقة تشبه بلورة شفافة هشة اذا خُدشت يلزمها الكثير من التضحية والصبر والتأني لتعود الى شفافيتها وصفائها، وأنت أهل لذلك فإنه زوجك الحبيب وعليك بالدرجة الأولى محاسبة نفسك... لماذا يخونني لخسة في طبعه أم دناءة في نفسه؟ أبدا لقد عرفته كريم النفس عفيف الروح.

فلماذا خانني؟ أعيدي ترتيب أوراقك سيدتي، حاسبي نفسك بانصاف، تذكري ما ضاع أو أضعتيه من أيام المحبة والصفاء حين كان يناشدك ويتودد اليك ويطلب منك أن تذكريه بأحلى ايام عشرتكما... وأنت غير مبالية اعتقادا منك بأنه لا مفر له مثلك فقد اصبحت زوجته وام أولاده... ابدا يا سيدتي، بالحب وحده تملكين الرجل بالحب والحنان والرعاية والصبر وتحافظين عليه... انا لنرى الرجل، شرس الخلق صعب الشكيمة جموحا ماضي العزيمة وما أن تهب عليه رياح الحب والصفاء حتى تنقلب الشراسة لينا والصعوبة سهولة والرفض والجموح استسلاما

العدد 262 - الأحد 25 مايو 2003م الموافق 23 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً