العدد 263 - الإثنين 26 مايو 2003م الموافق 24 ربيع الاول 1424هـ

أعمال المقاومة تتصاعد ضد القوات الأميركية

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

استقبلت المستشفيات العراقية على مدى الأيام القليلة الماضية عشرات الجرحى والقتلى المصابين بعيارات نارية جراء تصفيات جسدية يقوم بها عراقيون ضد أعضاء من حزب البعث السابق وذلك نتيجة للمعاملة القاسية التي لقيها مواطنون عراقيون طيلة عقود ثلاثة على يد بعض العناصر البعثية. وقد شجع اكتشاف المقابر الجماعية للعراقيين الذين لقوا حتفهم على يد النظام البائد من توسيع عمليات الانتقام التي صارت تشهدها بعض المدن الجنوبية وأحياء شعبية واسعة من العاصمة العراقية في مقدمتها أحياء الحرية والبياع والشعلة في جانب الكرخ من بغداد ومدينة الثورة وحي الشعب في جانب الرصافة من بغداد.

الا أن هذه الحملة العشوائية التي تطول بعض العناصر المحسوبة على النظام السابق يقابلها تصاعد حدة اعمال المقاومة والاحتجاجات التي تستهدف القوات الاميركية في بغداد ومدن عراقية اخرى مثل الرمادي والفلوجة وبعقوبة... وعادة ما تتهم قوات التحالف عناصر حزب البعث السابق بالقيام بها. فقد شهدت بغداد هجمات بالقنابل على دبابات وعربات وحواجز تابعة للقوات الاميركية... والشيء ذاته تكرر في مدن الرمادي والفلوجة وبعقوبة والكوت. ويتوقع المراقبون ان تزداد حدة اعمال المقاومة لقوات التحالف تبعا لما توعدت به منشورات مكتوبة بخط اليد وزعت في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية وكتابات خطت على جدران بعض الأبنية. هذه الاجواء حملت القوات الاميركية على استنفار قواتها في بغداد ومدن عراقية اخرى، بما جعلها تقيم متاريس جديدة في الشوارع الرئيسية وتقوم بحملات تفتيش للسيارات بحثا عن الاسلحة التي قالت انها ستقوم بحملة واسعة بعد 15 يونيو/حزيران المقبل لسحبها من المواطنين العراقيين وفق ضوابط سيتم اقرارها خلال الايام القليلة المقبلة.

ووفقا لما يقوله عراقيون فان المقاومة متوقع لها ان تستمر وليس بالضرورة انها من قبل عناصر موالية لنظام صدام، وتبعا لما نقله بعضهم فان منشورا وزع يوم السبت في مناطق مختلفة في بغداد حذر القوات الاميركية من الانتقام من قبل ما اسماه المنشور «الضباط العراقيون الشرفاء»، اذا لم تحدد هذه القوات موعدا لرحيلها... واذا ما استمرت في عدم دفع رواتب منتسبي الجيش العراقي.

وإلى ذلك شهد الوسط الجامعي احتجاجات طلابية، فقد اعتصم لمدة يومين نحو 250 طالبا من الجامعة المستنصرية في بغداد في مجمع الاقسام الداخلية للطلبة في شارع فلسطين. وذلك احتجاجا على مطلب القوات الاميركية التي استوطنت المجمع بضرورة مغادرة الطلبة المجمع... وفي النهاية سمحت هذه القوات للطلبة فقط باستخدام الطابق الارضي من بناية واحدة في المجمع محذرة الطلبة من الصعود إلى الطابق الاول في البناية خشية اطلالهم على القوات الاميركية التي اتخذت من البناية المجاورة مقرا لاقامتها. فيما تطورت هذه الاحتجاجات في جامعة بغداد بعد ان قام الطلبة برمي القوات الاميركية بعلب البيرة الفارغة التي خلفتها هذه القوات على مقاعد دراسة الطلبة وفي حدائق الجامعة... وقد اقتادت القوات الاميركية خمسة من الطلبة الغاضبين إلى مكان مجهول. ويقول الطالب في كلية الهندسة (ميسرة محمود) ان جوا من التوتر المتزايد صار يعتلى صدور الطلبة. ويتوقع ان يتحول هذا التوتر إلى غضب عارم اذا لم يعرف الطلبة مصير زملائهم، واذا استمر وجود القوات الاميركية داخل الحرم الجامعي.وفي كل الاحوال، الوضع برمته في العراق يشهد تحولا إلى مرحلة التقييم من قبل العراقيين لقوات الاحتلال وممارساتها. فالعراقيون الآن تجاوزوا مرحلة الدهشة التي لازمتهم ابان دخول القوات الاميركية إلى بغداد كنتيجة طبيعية لسقوط نظام صدام السريع وغير المتوقع، ذلك النظام الذي أطبق على نفوس العراقيين في اليقظة والحلم لفترة زادت على ثلاثة عقود. ومن المتوقع انه ما لم تعلن القوات الاميركية وبجلاء موعد مغادرتها البلاد، وقيام حكومة عراقية معبرة عن تطلعاتهم، فان الايام المقبلة ستكون حبلى بالحوادث المفتوحة على كل الاحتمالات

العدد 263 - الإثنين 26 مايو 2003م الموافق 24 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً