العدد 2636 - الإثنين 23 نوفمبر 2009م الموافق 06 ذي الحجة 1430هـ

الاتحاد العام لطلبة البحرين

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

لا يزال العمل النقابي الطلابي في البحرين يشكل قلقا وهاجسا مرعبا للمسئولين عن دور العلم والمعرفة، كما لو أنه جناح سياسي متطرف يهدف إلى تقويض سلطة الهيئات التعليمية وزعزعة إيقاع الحركة الأكاديمية، لا عمل سلميا مدنيا ينظم حق مجموعة من الناس يشتركون في مهنة من أجل حفظ مصالحهم، ويعتبر أحد أوجه التحضر والوعي بالنسبة لدول قطعت أشواطا طويلة في تقبل الرأي والرأي الآخر، بل يعد أحد المؤشرات لقياس مستوى الانفتاح والحرية والديمقراطية في أي بلد.

ومن الواضح أن الطلبة البحرينيين في المدارس والجامعات ليسوا من جنس البشر، لذلك لا يحق لهم أن يؤسسوا اتحادا يلم شملهم ويوحد كلمتهم، ويطلق العنان لهم للتعبير عن تطلعاتهم وآرائهم وطموحاتهم في مرحلة من أهم مراحل حياتهم التي تتميز بالحماس والجرأة والطاقة الإنتاجية العالية، وبالتالي فإن عليهم الركون إلى مجالس طلابية صورية مفرغة المحتوى منزوعة الصلاحيات، لا يمكنها تعديل لائحتها الداخلية، فكيف لها أن تمتلك القدرة على المواجهة والدفاع عن مصالح الفئة التي تمثلها؟

لا ينبغي لوزارة التربية والتعليم أن تؤسس لأعراف جديدة قائمة على تقويض الشخصية الطلابية، وتعزيز سياسة تكميم الأفواه، على غرار ما تعرضت له الطالبة نور حسين التي قوبلت بشطب فصل دراسي من سجلها الأكاديمي، حينما تحركت للمطالبة بإصلاح الأوضاع في جامعة البحرين من خلال بيان طلابي بحت لم يكن يمثل أي طيف سياسي أو مذهبي أو أيديولوجي، بل كان يعبر عن هم شريحة واسعة من زملائها الطلبة الذين أرهقهم الخوف على مستقبلهم الوظيفي والدراسي. وليس من اللائق لبلد يخطو بصورة متسارعة نحو تعزيز مفهوم العمل الديمقراطي المؤسسي، أن يسمح بفرض أجواء الوصاية والإشراف الأبوي المباشر على الطلبة في هيئاته ومؤسساته التعليمية، فيما يسمح دستوره في المادة (27) بـ «حرية تكوين الجمعيات والنقابات على أسس وطنية ولأهداف مشروعة وبوسائل سلمية، مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، بشرط عدم المساس بأسس الدين والنظام».

ولا يجوز لجهة رسمية أن تقفز على المواثيق والتعهدات الدولية التي وقعتها البحرين وألزمت بها نفسها، ومن ضمنها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي ينص في المادة (22) على أن «لكل فرد الحق في حرية تكوين الجمعيات مع آخرين، بما في ذلك حث إنشاء النقابات والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه»، والمادة (35) من الميثاق العربي لحقوق الإنسان والتي توضح أن «لكل شخص الحق في حرية تكوين الجمعيات والنقابات المهنية والانضمام إليها، وحرية ممارسة العمل النقابي من أجل حماية مصالحه».

وليعلم النواب أنهم مقبلون على نهاية المطاف، والحسم يحتم عليهم الوقوف بصدق مع شريحة الشباب التي تحتل مساحة مؤثرة من تكوين المجتمع البحريني، وليتأكدوا أن جميع المواثيق والأعراف تدعمهم في توجههم الرامي لتمرير مقترح قانون «الاتحاد العام لطلبة البحرين».

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2636 - الإثنين 23 نوفمبر 2009م الموافق 06 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:31 ص

      علي

      انا ردي على صاحب التعليق "نائب طلابي سابق"
      المضحك أنه يتهم العمل الطلابي الحالي بأنه مختطف من قبل الجمعيات السياسية و لا أدري ماذا يسمي العمل الطلابي السابق الذي لم يحمل غير الشعارات و الفعاليات السياسية
      لا يوجد في البحرين عمل طلابي حقيقي، هناك مهزلة في جامعة البحرين

    • زائر 1 | 2:59 ص

      نائب طلابي سابق

      عزيزي أحمد..
      العمل الطلابي بواقعه الحالي مختطف سياسياً بأيدي الجمعيات السياسية بكافة أطيافها وألوانها..فكيف لنا باتحاد عام للطلبة لن يولد إلا مسخاً قبيحاً يعزز الانشغال السياسي للجميع وأولهم الجمعيات السياسية التي ستسعى لتعزيز نفوذها وقوتها ببسط نفوذها على جسم طلابي حيوي ومهم كاتحاد الطلبة..
      لابد من تأسيس قواعد واضحة لولادته وإلا فلا مرحباً به..

    • النعيمي2 | 8:25 م

      الثلاثاء 24 نوفمبر 2009م

      تخاطب من في مقالك أخي الكريم ؟؟
      هل تخاطب البطون الممتلئة؟ اما تخاطب الجياع المسحوقين من أبسط معاني الحياة او الحرية !!
      اذا كان خاطبك الى النواب :المثال الشعبي يرد عليك لسان الحال :عمك أصمخ !!
      اما ان كنت تخاطب العامة من الناس :لاحول ولا قوة الا بالله !!

اقرأ ايضاً