العدد 2645 - الأربعاء 02 ديسمبر 2009م الموافق 15 ذي الحجة 1430هـ

ستبقى دبي

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الأمر غير المشكوك فيه هو أن إمارة دبي ستبقى كما كانت على رغم الأزمة التي تمر بها شركات تملكها الحكومة لعدة أسباب منها، أن دبي أنفقت على البنية التحتية مليارات الدولارات بهدف تأسيس منطقة حديثة تستقطب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، وأجزم أن هذه الأموال لن تذهب هباء منثورا كما يعتقد البعض لأنه بدون بنية تحتية لن تستطيع الدول التقدم ومجاراة العولمة، والجميع يعترف بأن دبي لديها معظم مقومات التطور والنماء، وأن انفتاح دبي على العالم سيستمر، على رغم الأزمة المالية، وأن العديد من الشركات الأجنبية لن تشد الرحال بسبب هذه المشكلات الآنية، وإنما ستستمر في استغلال الفرص التي ستوفرها هذه الأزمة، ودبي مدعومة، وأعتقد أنها ستظل كذلك، من أبوظبي التي لديها دخل مالي قوي من النفط، ولا أعتقد أنها ستتخلى عنها في وقت الأزمات الحادة. لكن هذه الأزمة قد تكون افتعالية، وستأخذ وقتا قصيرا يتم بعدها استعادة السيطرة الكاملة. دول كبيرة وصغيرة عليها ديون تقصم ظهرها، مثل الولايات المتحدة الأميركية، ولكنها لاتزال تسيطر على الاقتصاد العالمي برمته. فلماذا لا تكون دبي كذلك؟ وخصوصا أنها اكتسبت شهرة إضافية بسبب المشكلات المالية الحالية. الخبر الذي نقلته إحدى الوكالات العالمية من أن لندن ستستقطب الأموال من المنطقة العربية التي قد تهجر دبي، هو في حد ذاته مؤشر على تطلع الدول الغربية إلى جر الاستثمارات العربية التي عادت إلى المنطقة في الآونة الأخيرة بعد تكبدها خسائر طائلة في الأسواق الغربية، تقدر بمليارات الدولارات.

من وجهة نظري، دبي حققت في السنوات القليلة الماضية الكثير وستستمر في نهجها، في وقت أخفقت فيه معظم دول المنطقة الغنية بالنفط والغاز في تحقيق تطلعات بسيطة لشعوبها. ولكن مع ذلك، ليس هناك شك في المقابل في أن الأزمة المالية التي تمر بها هذه الإمارة ستنعكس سلبا على وضع ومتانة بعض المصارف التي ستكون أولى ضحاياها، إذا كان هناك بالفعل ضحايا، وستكون درسا من الدروس المستخلصة من الأزمة المالية العالمية التي ألقت بثقلها على هذه المنطقة. كما أن تسابق بقية الإمارات التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة لكي تلحق بركب دبي، من ضمنها إنشاء شركات طيران ومطارات جديدة وغيرها، هو هدر لأموال دولة لا يتعدى عدد سكانها 4 ملايين شخص، نصفهم من الأجانب. فإذا كان لنا عزاء فلنعزي أنفسنا أولا في إخفاقنا في توحيد الجهود من أجل مستقبل مشرق. حفظ الله دبي وأدام عليها نعمته.

العدد 2645 - الأربعاء 02 ديسمبر 2009م الموافق 15 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:55 ص

      الله يديم الامان

      الله يديم الامان على الخليج يارب ويزيد الخيرات والنعم ز

    • زائر 2 | 12:03 ص

      الاقربون اولى باالمعروف

      عندما صارت الازمة الاقتصادية الامريكية هب حكام العرب لنصرتها بمليارات الدولارات على حساب شعوبهم المستضعفة فمادا عساهم فاعلون اليوم؟ اليس الاقربون.........؟

    • زائر 1 | 7:50 م

      اذا طاح الجمل ....

      "حفظ الله دبي وأدام عليها نعمته" احسنت و شكرا لكاتب المقال, دبي كانت و سوف تبقى الفتاة الجميلة التي يغارن منها بقية الفتيات القبيحات.

اقرأ ايضاً