العدد 266 - الخميس 29 مايو 2003م الموافق 27 ربيع الاول 1424هـ

اتركها لا تأسف عليها!

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

لماذا تخون المرأة وما دوافعها للتخلي عن بيتها وعفتها وطهارتها لترتمي في أحضان السقوط والرذيلة. ألقسوة الزوج عليها وأ نانيته في التعامل معها؟ أم ان طباعه الفظة وقلبه الغليظ اديا إلى التنافر بينهما. وقد يكون بسبب انشغاله المستمر بشؤنه الخاصة وعلاقاته الشخصية وعمله المتواصل. هل تعاني من العوز المادي نتيجة بخل الزوج عليها بسبب راتبه القليل وتراكم الديون والقروض عليه، وربما تعطشها للحب والحنان والمعاشرة الزوجية التي قد يهملها الزوج مرغما إما لعجز يشعر به واما لفرط اعياء في العمل. وقد تكون مبالغة الزوج في اظهار حبه والتعبير عن مشاعره وعجابه بها ما يدفعه إلى الافراط في تدليلها واعطائها الثقة المطلقة، كل هذه الأسباب لا تدفعها إلى الخيانة بل إلى التعفف والفضيلة والترفع عن الفاحشة والرذيلة وان تحيط نفسها وبيتها بسياج من التقوى وتجعلها حصنا منيعا وحاجزا ايمانيا بينها وبين السقوط في مهاوي الخيانة. الا اذا كانت بذرتها في الأصل فاسدة وهذا أمر يطول شرحه.

ان الزوجة العاشقة للآخر الخائنة لقدسية الحياة الزوجية هي امرأة جوفاء لا تعي من أمور الحياة الا المتعة الحسية والجسدية أي يخيل لها ان الآخر قد اختارها من بين نساء كثيرات لانها اجملهن وأذكاهن وان نظراتها أخذته بسحرها وجاذبيتها. أبدا هو اختارها لانها أسهلهن طريقا أضعفهن ايمانا واسرعهن فسادا فهي تمثل له ذلك السحر الخطير الذي يجذب إليه من بعيد على دروب الإغراء والغواية من دون حاجة إلى أن ينتقل من مكان ويسعى اليها ويكتفي بمداعبة عواطفها ومشاعرها الرخيصة عبر المكالمات الهاتفية أو يرمقها من بعيد بنظرات محرمة بها يخدر أعصابها فتندفع بكل قواها كالفريسة إلى شبك العنكبوت فينقض عليها ويأسرها في خيوطه...

ان هذا ليس حبا يا امرأة انه ضرب من الخداع ولوقت قصير يستيقظ بعده الطرف الآخر بعد ان نال مراده وحطم كبريائك وأخذ منك ما أخذ عندها تكونين في حياته مجرد سطر في مذكراته يتفاخر به في كل جلسة حب وصفاء مع رفيقة دربه للأبد. اما أنت فمجرد معركة يضيف بها انتصارا جديدا إلى انتصاراته أو مخاطرة يظفر من ورائها بامرأة يضيفها إلى تاريخه الحافل بالنساء الخائنات. اذن انت بالنسبة إليه سلعة رخيصة وغنيمة من دون مقابل فقد استغل ما تعانينه من مشاعر النفور والتقزز والسأم في حياتك الزوجية فجعلك مجرد سلوة ملل ودعوة للحب زائفة مضللة. انه طالب لذة ومبادر شهوة وانسان منحل رخيص سرعان ما ينصرف عنك إلى فريسة اخرى، عندها سترخصين وتهونين حتى على نفسك. فالرجل القوي يا امرأة دائما يهاجم فريسته وكان عليك ان تدافعي وترفضينه وتصديه وتصوني من منحك اسمه وجعلك أما لأولاده وفتح لك بيته وقلبه وأعطاك الثقة والامان.اعتقاد منه بأنك امرأة ذات صون وعفاف تحضنها الفضيلة وتمنعها التقوى.

ان الدلال المفرط ياسيدي والثقة المطلقة ألا محدودة قد تدفعها إلى عمل مشين، فالمرأة بطبعها تحب من يغار عليها ويراقبها ويحاسبها ويحتضنها ويرعاها ويبعدها عن مزالق الشيطان بإشباع رغبتها وتعطشها للحب والحنان... انت تحبها ولا يمكنك الاستغناء عنها على رغم الجو العاصف بينكما وعلى رغم تهديدها ووعيدها الذي تهاجمك به كل يوم الا أنك تفضل ان يقترن الحب بالألم والخوف والعذاب أملا في ازالة الشك من قلبك وطمعا في تحقيق الاطمئنان والسكينة في بيتك واولادك.. انك ترفض بإصرار فكرة ان زوجتك خائنة وانها على علاقة محرمة مع شخص آخر. لفرط حبك وثقتك العمياء بها ولكنك يا سيدي لن تستطيع تحقيق ما تأملة من طمأنينة في ظل شك يقض مضجعك ويقلق بالك على رغم تحملك وصبرك على الجروح العميقة التي تفرضها عليك عوامل الضعف والجبن امامها والاستسلام لرغباتها على رغم عدم التفاهم بينكما على رغم أنانيتها وسيطرتها وخداعها لمشاعرك، فكم مرة وقعت فريسة الغيرة وواجهتك بصراخها وأكاذيبها وجعلتك تستسلم بل تعتذر لها حتى وجدت نفسك وجها لوجه امام الخيانة فما انت فاعل وقد احاط بك الشقاء؟

كن على ثقة يا سيدي بان هذا النوع من العلاقات لن يكون ابدا بين متنافرين أو متضادين لان الشكل يستدعي شكله وعزاؤك ان سقوطها في بحر الخيانة لان طبيعتها فاسدة ومنجذبة إلى احاديث الجنس الرخيص والشهوة الفاحشة، فلم تحرص على قدسية حبك ولا رباطك الزوجي المقدس، فدعك منها واتركها ولا تأسف عليها

العدد 266 - الخميس 29 مايو 2003م الموافق 27 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً