العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ

سحب البنزين من جيوب المساكين

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

من المستغرب أن يتحدث بلد نفطي ذو رقعة جغرافية محدودة، تتمتع أراضيه الجنوبية بحقول النفط والغاز عن وجود حاجة لرفع أسعار البنزين والكيروسين على مواطنيه بحجج كثيرة من بينها التغلب على آثار الأزمة المالية العالمية.

والأكثر غرابة أن ينبري شوريون للدفاع عن وزيري «المالية» و«النفط والغاز» اللذين لم يقدما جوابا شافيا للنواب عما إذا كانت الحكومة جادة في توجهها الذي ترمي إليه أم لا.

البحرينيون كانوا يترقبون موقفا حازما من الشوريين بموازاة الإجماع النيابي بالوقوف صفا واحدا ضد توجه رفع أسعار المحروقات، إلا أنهم تفاجأوا بالواقع المرير الذي أفرزه وجود مجلسين تشريعيين الأول معين والثاني منتخب، إذ ثُبت بشكل جلي مدى حرص المنتمين للغرفة المنتخبة على مواقعهم واستماتتهم لتقمص دور المحامي عن الوزراء بدلا من مساءلة الجهة التي أصدرت مثل هذا القرار المجحف بحق شريحة لا يستهان بها من الفقراء الذين لا يجدون في جيوبهم ما يعينهم على إكمال الشهر منذ بدايته، فكيف هو حالهم بعد أن تقرر امتصاص المزيد من جيوبهم بدلا من تحسين وضعهم المعيشي ورفع رواتبهم لمواكبة متطلبات الحياة؟

وإذا أخذنا برأي الغرفة المعينة الذي يرمي إلى إيصال الدعم الحكومي لمستحقيه فقط، فمن لديه الضمانة بأن يتحقق هذا المسعى من دون أن تظلم الطبقة المعدمة والفقيرة في هذا البلد؟ وهل سيتم توزيع كوبونات للوقود أم سيتم زيادة مبلغ علاوة المواصلات للفئة المستحقة بعد دراسة قاعدة بيانات الموظفين لدى الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي؟ وكم هي نسبة الشريحة المقتدرة والغنية من التعداد السكاني العام حتى يتم تعميم عقاب رفع أسعار البنزين على الجميع؟

المواطن بحاجة إلى إجابات واضحة وصريحة، فهو مستعد لأن يفني عمره في سبيل توفير العيش الكريم لأفراد أسرته، ولن يقبل لأحد أن يزاحم أبناءه في لقمتهم. ومن الضرورة في هذا الموضع تجاهل الأقلام المنحرفة التي تدعو السلطة إلى عدم الاستماع لنداءات المواطنين، بذريعة أن من يقود الشارع في هذه الأثناء هي الجمعيات السياسية وعدد من النواب الذين يأملون الوصول مجددا إلى قبة البرلمان، فحتى لو صدق هذا الحديث فما الضير من وصول أشخاص أثبتوا أنهم قادرون على التصدي لكل ما يؤثر على معيشة الناس؟ وما العيب إن سجل لهم التاريخ وقفة صادقة في محطة تستلزم منهم التخلي عن السيارات الفارهة والمكافآت الشهرية المغرية للالتفات إلى من قض مضجعهم الفقر والحاجة؟ أوليس لكل مجتهد نصيب؟

اتخاذ موقف الدفاع في ملعب مكتظ باللاعبين يستلزم توافر القدرة على المراوغة والتحكم بالكرة لتحقيق الفوز، واللعبة التي يمتهنها بعض الصحافيين بدعمهم لكل قرار حكومي حتى وإن جاء معارضا للمصلحة العامة سيرضي عنهم بعض الأطراف، ستسجل لهم في أرصدتهم صرخات الاستهجان والتهكم من قرائهم ومتابعي كتاباتهم، وعاجلا أم آجلا سيفقدون البوصلة وسيضلون طريقهم ولن ينالوا من الأرشفة إلا التجاهل والنسيان.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:42 ص

      فليدفع الأجانب ضريبة تمتمعهم بالدعم

      ما هو حاصل هو خطأ من أخطاء الدولة فما بالهم يطالبوننا بتحمل مسؤلية خطأهم .
      وإذا كان لزوم لدفع هذه الضريبة فلماذا لا تكون ضريبة على رواتب الأجانب.. ما بالهم معفون من كل شيء؟
      من له المغنم فعليه المغرم وإذا كانت الحكومة تقول أن الدعم المقدم لا يجب أن يتمتع به الجميع فمن باب الأولى فرض ضريبة على الأجانب مقابل تمتعهم
      بهذا الدعم
      فرض ضريبة على دخل الأجانب هو أفضل طريقة لتغطية العجز اذا كان هناك وإلا نحن ما كارنا نحن
      الأجانب يتمتعون بكل شي ونحن ندفع الضريبة

    • زائر 4 | 2:27 ص

      لماذا لا يسحب من جيوب المجنسين وهم كثر

      لماذا لا تكون ضريبة يدفعها المجنسون الجدد فهم كثروا وقد جنسوا بغير حق فإذا كانت ميزانية الدولة تعاني فبسببهم. هل يعقل هم ومن جنسهم يتسببون في الأزمة ثم يكون المخرج من كيس المواطنين.
      اللي شرمه يغرمه هذا مثل شعبي ويعني اللي كان السبب فهو المفروض أن يدفع جزاء ما اقترفت يداه.
      يعني هم اللي يدمروا البلد من التجنيس وتالي احنا مسؤلين عن بلاويهم وأخطائهم.
      الكل يصرخ في الجرايد والمحافل عن كارثة التجنيس ولا في احد يسمع الحين الناس مطالبون بدفع فواتير التجنيس

    • زائر 3 | 1:05 ص

      لا حياة لمن تنادي..

      يا استاذ احمد.. اكيد ان الشوريون سوف يقفون الى جانب الحكومة ويبررون مساعيها.. اليست هي من عينتهم .. لكن الكتاب الذين يحرضون الحكومة هم من فقدوا ظمائرهم حتى اصبحوا لايحسون بالفقير .. والنهش والنخر في عظامه لأجل منصب هنا او هناك في حياة لايضمن متى وفي اين وكيف سيغادرها الى حساب عسير لايغادر كبيرة ولاصغيرة.. فويلا لهم من عذاب يوم عظيم..

    • زائر 2 | 12:35 ص

      الحل زيادة الراتب

      صح الله يمينك ياأخي فلو الحكومة صادقة في مسعاها في رفع مستوى المعيشة للمواطنين لزادت رواتبهم 50% كحد ادنى أو لأسقطت القروض التي هي السبب في نغص المواطن ماالفائدة لوكان الراتب 500 د.ب ونصفه يدهب الى قرض البنك ومافائدة 50 +100 او اي إعانة من قبل الحكومة إدا دهب الى الالتزمات لانريد اي اعانات مادية او علاوة مواصلات بل نريد زيادة عامة في الرواتب +هده الاعانات لعل وعسى نستفيد من الراتب شئ

    • زائر 1 | 7:41 م

      وإلا فليقبلوا بالذل والهوان

      السبب وراء زيادة الأسعار هو خسارة بعض المتنفذين في بنوك أمريكا، فازدادوا جوعا وعشطا. وهم معروفون عبر تاريخ أجدادهم بحالة الجوع المستمرة، فكلما نهبوا جاعوا وكلما جاعوا نهبوا. لكن هناك حل. على الموظفين أن يضربوا عن الذهاب للعمل، وأن يقفوا يدا واحدة، وإلا فليقبلوا بالذل والهوان.

اقرأ ايضاً