العدد 2705 - الأحد 31 يناير 2010م الموافق 16 صفر 1431هـ

الملاحقة الدولية للجلادين ثغرة في الجدار

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هل كان غريبا تجاهل أغلب الصحف المحلية لزيارة مسئول عربي كبير في منظمات حقوق الإنسان الدولية للبحرين مثل هيثم مناع؟

لو لم يكن له من إنجازٍ غير تشكيل التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة... لكان حريّا بنا أن نستقبله على البساط الأحمر، بدل استقبال رئيس أحد اتحادات «الغونغو» العربية التي تعمل بطريقة هاتف العملة!

في ندوته «غزة... عين العدالة الدولية»، بجمعية الأطباء البحرينية مساء الأربعاء الماضي، تحدّث مناع عن هروب الوزيرة الصهيونية السابقة تسيبي ليفني من وجه العدالة. وكان انتشار خبر دعوتها من قبل منظمة يهودية في لندن، كافيا لإقامة دعوى بإصدار مذكرة توقيف بحقها، وتواطأت عدة جهات في إنجاح عملية التهريب!

العالم اليوم لم يعد ملعبا حرا للجلادين، فهناك فضاءٌ دولي يعمل على ملاحقة منتهكي حقوق الإنسان، بما فيهم بلير وباراك ورامسفيلد وهندرسون، بعدما اشتد ساعد المجتمع المدني، وزاد عدد المنظمات غير الحكومية 120 ضعفا، وهي من أفضل المؤسسات حيوية وتنظيما. ولعل أكبر الأدلة «التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب» الإسرائيليين، الذي يضم 8 ملايين عضو، ما يعطي فكرة عمّا يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في العصر الحديث في مجال الإصلاح والتغيير السلمي.

إلى جانب ليفني، كان هناك وزيرٌ شمال إفريقي، ذهب سماحته إلى سويسرا ليلقي محاضرة عن حقوق فلسطين، وأقام أحد الضحايا دعوى ضده بتهمة حضور جلسات تعذيب السجناء... فاضطر للمغادرة على متن أول طائرة طلبا للستر والعافية!

هناك ست دول إفريقية أيضا لا يتمكن مسئولوها من السفر للدول الأوروبية حتى للعلاج، لمشاركتهم في عمليات تعذيب لمواطنيهم، أو سكتوا عن الانتهاكات. فهناك وقائع جديدة، قد تلعب فيها السياسة ومصالح الدول دورا، ولكن هناك أعرافٌ يجري التأسيس لها... فالمعذِّب، والمحرّض على التعذيب، والساكت عنه شركاء ثلاثة.

الدول التي استمرأت انتهاك حقوق مواطنيها لعقودٍ طويلة، و استباحت كرامة شعوبها على أيدي مخابراتها، تشهد اليوم انتعاشا لآمال الضحايا بعدما أوصدت الدول القطرية أبوابها أمام أية محاولات للمصالحات الوطنية الواسعة، ورفض سياسة العدالة الانتقالية.

من السهل أن تقوم إحدى الوزيرات، أو رئيس إحدى كتل الموالاة بالبرلمان بترديد شعاراتٍ تعرقل مساعي مؤسسات المجتمع المدني للاستفادة من تجارب العدالة الانتقالية في جنوب إفريقيا أو تشيلي أو المغرب الشقيق. لكن هذه العرقلة التي قد يعتبرونها «نصرا»، إنما هي إجهاضٌ لآمال آلاف الضحايا والمعذَّبين الذين لم يجدوا من ينصفهم في القضاء المحلي، أو يستمع لشكاواهم وتظلماتهم.

في تحليله ذي الطابع السيكولوجي، يذهب منّاع إلى القول إنه عندما يتم الاعتداء على شخص في عزّ شبابه، حيث يشعر أنه يريد أن يقدم شيئا لمجتمعه، فيشعر أنه كائنٌ مهان، وليس هناك حرمةٌ لكرامته النفسية أو سلامته الجسدية. وهو لن ينسى هذه المسألة وإنما يحتاج إلى اعتذار وتعويض لأن هناك خطأ فادحا ارتكب بحقه. وهذه النظرة السيكولوجية تغيب عن بلداننا العربية، التي لا يفكّر أكثر مسئوليها بغير الحل الأمني لمشاكل ذات طابع اقتصادي واجتماعي حادّ.

الحوادث المستجدة، تعيد الأمل للضحايا بنيل العدالة من فضاء قضائي بعيد بعد أن أغلقت الأوطان أبوابها.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2705 - الأحد 31 يناير 2010م الموافق 16 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 10:53 ص

      اذاكااااااااااااااااان

      اذا كان رب البيت بالف ضاربا ..فشيمة اهل البيت كلهم الرقص.
      لا يحمى الذئب الا ذئب مثله.

    • زائر 6 | 7:31 ص

      العيسرينه

      انتهي الجلادون القدماء وكل له قصته وعذابه وهناك تامل في الطريق جلادون جدد قادمون في الطريق وكل هذا واضح مثل وضوح الشمس

    • زائر 5 | 5:01 ص

      هندرسون أبو الجلادين في البحرين

      يجب أن يتحرك كل من له حق ويجب العمل على تكوين لجنة من شأنها إثبات القضايا والإنتهاكات التي قام بها هندرسون ومعاونوه والعمل على تقديم ملف حقوقي متكامل بكل جرائم هندرسون البشعة ولا بد أن يلقى هذا المجرم جزاءه حتى ولو لم يبقى له من الدنيا إلا يوم يجب أن يلقى العقاب الدنيوي قبل العقاب الأخروي
      يجب أن يلاحق هذا المجرم وينال جزاءه مثل صدام مجرم القرن وهندرسون مجرم القرن بالنسبة للبحرين
      فهو من اذاقنا الويلات قاتله الله أني يؤفك

    • زائر 4 | 1:14 ص

      قانون56 السىء الصيت

      لايفكرن احدا منكم ان ثمة مهرب ان كانت لكم الدنيا فأن الاخرة لنا-المجرم هندرسون لمن تم تهريبه بصفقة مع جاك سترو (وزيرالعدل حينها)آبان كريسمس2001لم يزر بلده الام الا فى اواخر2006 كان يتوجه لجنوب افريقيا ويأتيه ابنه لبيت ابنته هناك ولكن ما المفر هل رقم 56 يشفع لكم لا فلتنسوا قوانينكم وعقرب الساعة قد دق ناقوسه وحذاري من سفركم القريب الى اماكن قد تتوسموا طيب الاقامة والتجمم والاستحمام فالشمس لكم هناك بالمرصاد قد تلسعكم فى يوما لاينفع فيه لامالا ولابنون والعاقبة للمتقين

    • زائر 3 | 10:59 م

      ممن ننتظر النصرة ؟؟؟؟؟

      ممن ننتظر النصرة وديننا يأمر بها انصر اخاك ظالما أو مظلوما اين انتم يامن تتأبطون كتاب الله وتدعون العمل به وتقأون ايات التهديد والوعيد لمن تخلى عن نصرة المظلوم عامة فكيف اذا كان المظلوم مسلما وانت ترى ظلامته وترى ظالمه ونصافح الظالم وتهجر المظلوم اين انصر اخاك ؟؟؟؟؟

    • زائر 2 | 10:44 م

      عقبال هندرسون

      يا رب... عقبال هندرسون وكل من عذب ابناءنا

    • زائر 1 | 9:40 م

      هل سياتي يوم الجلاد!

      هناك من الجلادين من شارك فى عمليات التعذيب ضد مواطنينا وهم الان يسرحون ويمرحون ومنهم من يطالب بطي صفحته السوداء من اجل ان يرشح للانتخابات!
      نحن نريد كل مجرم عذب مواطنا ان يمثل للقضاء ولكن من يحاسبك يا مجرم اذا كانت اختكى مثلكى

اقرأ ايضاً