العدد 2732 - السبت 27 فبراير 2010م الموافق 13 ربيع الاول 1431هـ

«ضاعت الطاسة» في منتخبنا!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

يبدو أن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم فقد بوصلته وقيادته منذ الإخفاق في التأهل إلى مونديال 2010 وهو الأمر الذي نلاحظه في الأوضاع الإدارية والفنية والنفسية التي يعيشها المنتخب في الفترة الأخيرة وأدت إلى أن يدخل منتخبنا غيبوبة لا نعلم كيف سيخرج منها في غياب المسئولين وأصحاب القرار الحقيقيين عن ساحة المنتخب الذي أصبح «يتيما» منذ صدمة نيوزيلندا!

وليست المشكلة في خسارة مباراة سواء أمام اليمن أو الكويت أو في الأخطاء الدفاعية أو إهدار فرصة أو غياب لاعب بقدر ما تكمن في الأوضاع العشوائية التي يعيشها منتخبنا إداريا وفنيا ومعنويا ويجب علينا الاعتراف بالتشخيص الحقيقي لـ «العلة» وهي تمثل نصف العلاج... ومن وحي متابعتي وقربي للمنتخب أرى أن المنتخب يعيش حاليا فترة تخبط غير مسبوقة في السنوات الأخيرة وهي تزداد سوءا من دون حسيب أو رقيب وهو ما تجسده غياب الرؤية الواضحة والتخطيط منذ ضمان منتخبنا التأهل إلى كأس أمم آسيا 2011 بعد الفوز على هونغ كونغ وحينها تضاربت الأقوال والأفعال لدى القائمين الإداريين والفنيين للمنتخب عن الرؤية خلال المباراتين المتبقيتين أمام اليمن في صنعاء واليابان في طوكيو في التصفيات الآسيوية، فضاعت شعارات منح الفرصة للعناصر المحلية والشابة التي ظلت تتدرب بلا هوية ومن دون ثقة حتى وجدت نفسها في وجه مدفع مباراة اليمن فظلموها ووقعت الخسارة بثلاثية!

وها هو السيناريو يتكرر بالسقوط أمام الكويت برباعية لم تتعرض لها البحرين أمام الكويت منذ كأس الخليج الرابعة 1976 حتى لو حاولنا تخفيف وطأتها بأنها ودية وعدم الإعداد الجيد وغياب عدد من المحترفين، لكن ما يهمنا قراءة ما بين سطور الخسارة من تخبط في إدارة وقيادة المنتخب من دون التعلم من تجربة اليمن؟

فهل يعقل أن يذهب منتخب وطني إلى مباراة دولية بـ 18 لاعبا فقط؟ وهل أن البحرين لا يوجد بها لاعبون أو 4 جيدين؟ وماذا عن المنتخب الأولمبي الذي بدأ إعداده بالقيادة التدريبية نفسها، فلماذا لا يستفاد من عناصره في مثل هذه الظروف بدلا من تعليق الآمال الغامضة على لاعبين في أوروبا سيصلون طوكيو برحلة طويلة قبل يومين من مباراة اليابان؟

وحتى اليوم تتقلب الأمور في قائمة المنتخب المغادرة إلى اليابان في الوقت الذي يفترض أن تكون هذه الأمور واضحة ومحسومة مسبقا وخصوصا أن المباراة محددة منذ فترة طويلة وكان يفترض خلالها أن حددنا هدفنا من هذه المباراة وكيفية تعاملنا معها بدلا من التخبط الحالي في اختيار اللاعبين حتى «ضاعت الطاسة» بين ماتشالا وإدارة المنتخب في تحديد رؤية واضحة للهدف من مباراتي اليمن ومن ثم اليابان، في حين يحدث العكس للمنتخب الياباني الذي ضمن تأهله، إذ حدد مدربه هدفه من لقاء منتخبنا واعتبره خطوة على طريق الإعداد لمونديال 2010 واستدعى محترفيه وعناصره المحلية مستفيدا من إقامة اللقاء ضمن أيام الفيفا ووصل جميع محترفيه في أوروبا إلى طوكيو.

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منتخبنا الكروي إلى إخفاق بل هناك الكثير من المنتخبات التي استعادت عافيتها بعد الإخفاقات ومنها منتخب مصر الذي عاد قويا بعد إخفاقه المونديالي ليفوز بعد شهرين فقط بكأس إفريقيا وبتشكيلة غالبيتها محلية تفوقت على المنتخبات المحترفة وبمدرب محلي أيضا، ولكن مشكلتنا أننا لا نتعلم من الدروس والأخطاء ونتعامل مع الأمور بمنظور الاجتهادات و»الأمزجة» التي تارة تضع المنتخب محط الاهتمام والدعم في لحظات النشوة وتارة يبتعد الجميع عنه عند الخسارة ويظل يعوم في فلك العواطف والانفعالات مثلما يحدث الآن، وحتى العجوز ماتشالا «عرف السالفة» وبدأ يتعامل معنا وفق هذا المفهوم وما بات عنده في الأمر مشكلة من الخسارة أمام اليمن بثلاثية أو السقوط أمام الكويت برباعية، والله يستر أمام اليابان الأربعاء المقبل بعدما «ضاعت الطاسة»

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2732 - السبت 27 فبراير 2010م الموافق 13 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً