العدد 2759 - الجمعة 26 مارس 2010م الموافق 10 ربيع الثاني 1431هـ

ترشيد إكسير الحياة في الخليج

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

دول مجلس التعاون الخليجي نجحت في تحقيق أمنها المائي بواسطة تحلية مياه البحر عن طريق محطات التحلية المكلفة ماديا سواء من ناحية الاستثمار الأولي أو مصروفات التشغيل. لكن زيادة هدر نعمة الماء عن طريق الاستخدام غير المسئول قد أدى إلى وصولنا إلى حقيقة مؤسفة بأننا شعوب تعتبر الأفقر من ناحية الموارد المائية الطبيعية لكن الأسرف من ناحية الاستهلاك.

الأرقام الإحصائية توضح أن متوسط حجم استهلاك الفرد الخليجي يصل إلى 470 ليتر في اليوم مقارنة بـ 100 ليتر للمتوسط العالمي وهذا يعتبر استنزافا خطيرا سواء للمياه المحلاة أو الطاقات الغير متجددة مثل الغاز أو النفط مما يدعو إلى زيادة الاهتمام بتثقيف العامة. لاشك أن الأنشطة التثقيفية تعتبر إحدى مهمات إدارات الترشيد في وزارات وهيئات المياه وأعتقد أن إحدى مجالاتها زيادة التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والجامعات ولكن لا يجب أن تقتصر على بعض الفعاليات الفصلية بل يجب أن تمتد لدمج العديد من المفاهيم السليمة في المناهج التعليمية سواء تلك النظرية أو التطبيقية.

تحتفل منظمة الأمم المتحدة ودول العالم المختلفة كل عام باليوم العالمي للمياه بتاريخ 22 مارس/ آذار تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1993. يهدف هذا الاحتفال في هذا اليوم الرمزي إلى الدعوة لتنفيذ مجموعة من التوصيات التي يقرّها خبراء الموارد المائية على المستوى العالمي، وتشجيع وتنسيق الأنشطة والحملات التوعوية الوطنية في هذا اليوم.

تنظيميا، تقوم إحدى وكالات الأمم المتحدة المختلفة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، أو منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، أو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أو برنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونيب)، أو منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بتنسيق الجهود العالمية في هذا المجال أما برنامج الأمم المتحدة للمياه فيقوم باختيار العنوان الرئيس سنويا.

في هذا العام، فإن العنوان الرئيس هو «مياه نظيفة من أجل عالم صحي» وسيقوم برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتنسيق الجهود العالمية في هذا المضمار. من خلال قراءة الصفحة الإلكترونية لهذه الحملة العالمية

«http://www.worldwaterday 2010.info/»، فإن المقصود من هذا العنوان هو المحافظة على جودة ونوعية الماء فلا يمكن خلق مجتمع صحي من دون المحافظة على البيئة المائية.

الإحصائيات الدولية توضح صراع ثنائي الصحة والماء فهناك نحو 3.5 مليون حالة وفاة بسبب شرب الماء الملوث و 84 في المئة من هذه الحالات تصيب الأطفال بين سن 0-10 سنوات، و98 في المئة من حالات الوفاة تحدث في البلدان النامية. الماء النظيف هو نعمة من رب العالمين بل إن الماء هو إحدى أهم نفائس أهل الجنة حيث يقول الخالق في سورة محمد «مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسنٍ وأنهار من لبن لم يتغير طعمه».

اليوم العالمي للمياه هو إحدى نواقيس الإنذار السنوية لإحدى المؤشرات المهمة لأصحاب القرار وهو متوسط استهلاك الفرد الخليجي لإكسير الحياة، فلمَ لا يكون هناك هدف محدد تحاول إدارات الترشيد تحقيقه تدريجيا؟!

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2759 - الجمعة 26 مارس 2010م الموافق 10 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً