العدد 2782 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ

قبل أن تتبحرن تجارة البشر

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يُعتبر الحديث عن موضوع الاتجار بالبشر في منطقتنا العربية ولاسيما بين دول الخليج ودول جنوب شرق آسيا وصولا إلى شمال إفريقيا من الأمور التي مازالت تثير جدلا واسعا على اعتبار أن ضحايا هذه التجارة الدولية الرائجة هم البشر، من الأطفال والنساء والرجال؛ فهناك استغلال بشع للنساء في ممارسة الرذائل، وهو نوع جديد من الرق الذي توجهت الأمم المتحدة للقضاء عليه عبر اتفاقات دولية.

إن مشاكل الاتجار بالبشر كثيرة وطرق مكافحتها تحتاج إلى جهود دولية وخصوصا أن تنامي هذه التجارة وازدهارها يزداد مع تنامي حاجة العوز وتردي الأوضاع الاقتصادية داخل بعض البلدان التي تنشط فيها مجموعات تستغل الأطفال والنساء في تجارة الجنس والخدمة في البيوت، كما إن استجلاب الأيدي العاملة الرخيصة وتشغيلها وإسكانها بشكل لا يليق يُعتبر إتجارا بالبشر.

وفي العام 2008 كشف تقرير أميركي عن تحول إحدى الدول العربية إلى مصدر أساسي لتجارة النساء ومعبر لهذه الشبكات، والتحاقه بقائمة البلدان المستوردة، وإن ذلك البلد عرف 150 قضية استغلال للأطفال في الجنس، وأبرز التقرير خريطة الاتجار بالفتيات لاستغلالهن في الدعارة في دول الخليج وعدد من الدول الأوروبية، كما كشف التقرير أن العديد من النساء القادمات من شبه القارة الهندية وشرق آسيا ودول أخرى ينتهي بهن العمل في الدعارة لأداء مستحقات شبكات التهريب.

والتقارير الأميركية أصبحت تصدر بصورة سنوية لتحرج الدول الصديقة، وقريبا سيصدر تقرير العام 2010، وهو بلا شك سيحتوي على معلومات أخرى تضاف إلى ما نشر على مدى السنوات الماضية، ونحن بحاجة إلى أن نتدارك الموضوع عبر نشر الوعي بين الناس ولدى جميع الجهات المعنية بشأن جرائم الاتجار بالبشر، كما إننا بحاجة إلى تفعيل الآليات التي يمكن من خلالها القضاء على سوق الرقيق الرائجة في منطقتنا.

لقد أشار سفير إحدى الدول العربية إلى الجهود المضنية التي بذلها مع السلطات البحرينية لتنظيف سوق البحرين من حالات عديدة ظهرت على السطح، وهذا الجهد مشكور، ولكن المسيرة أمامنا مازالت طويلة، وهناك خشية من أن السوق تتم بحرنتها، بمعنى أن المتاجرة التي تحصل في نساء وأطفال أجانب قد تتحول إلى متاجرة بنساء وأطفال من بلادنا إذا لم نلتفت.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2782 - الإثنين 19 أبريل 2010م الموافق 04 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:54 ص

      هذا اللي صاير

      موضوع كلش مهم و حساس, و الحكومة لازم تردم حفر الفقر و الحاجة, لأن هذه هي الحفر اللي يطيحون فيها بناتنا لو مو الحاجة للعيش في هلوقت الصعب على الفقير و الفقيره, المطلقة و الأرملة و الشابة العاطلة بالأغراء بالبيزات تخلي الحديد يلين و يسيح, لازم الحكومة تلتفت لهذلين الأوادم.

    • زائر 4 | 4:19 ص

      14 نور:: موضوع مهم و نظرة الكاتبة أيضاً مهمة ولكن يجب

      موضوع مهم و نظرة الكاتبة أيضاً مهمة ولكن يجب أن نبدأ نحن من داخل خط التماس الذي لدينا هنا وكل خطوط التماس التي لدى الدول الأخرى أيضاً وأعني بخط التماس أي المواقع التي تتواجد بها مثل هذه الممارسات مثل الفنادق والشقق المؤجرة فحرياً بالحكومة و الحكومات أن تعطي هذا الموضوع الكثير من الجهد و الوقت و الإمكانات للقضاء عليه و للدول التي تأتي منها مثل هذه الطبقات من الناس الهاربة من الفقر و البطالة أن تهتم في شعوبها لألا يكونون سلع لتابع أو تأجر في الساعة أو اليوم فهؤلاء بشر وليسوا حيوانات ليكونوا سلعاً.

    • زائر 2 | 12:37 ص

      الى متى

      نحن نعيش مرحلة اخطر من الاتجار بالبشر نحن نعيش مرحلة تصفية البشر وسلبهم حقوقهم والقضاء على كل فرص حياتهم وحقهم في السكن والعمل والعلاج والتعليم والحياة وسلبهم هويتهم عن طريق التجنيس السياسي المبنى على أسس طائفية إلى درجة منح الهوية لغير العرب من هنود وباكستانيين وأفاقين آخرين من العرب الذين لا يقلون دناءة عن غير العرب سوف تصغر دائماً كل الجرائم أمام جريمة التجنيس الكبرى

    • زائر 1 | 11:02 م

      بهلول

      ما يصير ،
      بعدين شيسوون في الفنادق و عمارات الشقق و المنتجعات ؟

اقرأ ايضاً