العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ

يتطلعون إلى عالم عربي وإسلامي منزوع السلاح

السيد محمد حسين فضل الله comments [at] alwasatnews.com

يحتفل الكيان الصهيوني في هذه الأيام، بالذكرى الثانية والستين لقيامه على أنقاض الشعب الفلسطيني، الذي بات يواجه مخططاً صهيونياً جديداً لتهجيره من الضفة الغربية نفسها، تحت عنوان التسلل إليها من الأراضي الفلسطينية الأخرى!

وتأخذ هذه الاحتفالات طابعاً دولياً، حيث يتسابق العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، للإعلان عن تبنّيه ورعايته لهذا الكيان، إذ أعلنت الإدارة الأميركية على لسان رئيسها، أن فلسطين «التاريخيّة هي أرض الشعب اليهودي»، في التزام جديد بالخرافة الصهيونية التي تفرض نفسها على الرؤساء الأميركيين واحداً تلو الآخر، منذ أن سارع الرئيس الأميركي الأسبق «ترومان» إلى الاعتراف بهذا الكيان بسرعة قياسية لا تتجاوز الثماني دقائق، كما تعلن وتفتخر بذلك وزيرة الخارجية الأميركية الحالية.

وفيما لا ينسى بعض الرؤساء العرب أن يبعثوا برسائل التهنئة العلنية إلى مسئولي هذا الكيان الغاصب في ذكرى اغتصاب فلسطين، ويبعث بعضهم الآخر برسائل تهنئة أخرى من تحت الطاولة، يرسل العدو رسائل الوعيد والتهديد إلى الكيانات العربية التي تُشعر العدو بمزيد من الذعر والخوف، ويتحدث القادة الصهاينة عن خيار القوة الذي لا خيار غيره في مواجهة العرب والمسلمين وقوى الممانعة والمقاومة، فيما يدفن معظم القادة العرب رؤوسهم في الرمال، ولا يتلفّظون بكلمة حول مصالحهم القومية والاستراتيجية، إلا إذا كانت المسألة تتصل بجيرانهم وإخوتهم من العرب والمسلمين.

إن الصورة تتحدث عن نفسها، حيث يخرج رئيس الكنيست في كيان العدو ليقول: «لن نعتذر عن احتلال يافا وصفد، ولا عن تحرير الخليل، ولا عن البناء في عاصمتنا القدس»، فيما يرفع المسئولون العرب الرايات البيض في قلب اجتماعات الجامعة العربية، ليلوّحوا بخيار التفاوض، وبتقديم المزيد من الفرص للعدو لكي يواصل إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس، وليزحف أمنيّاً واستيطانيّاً نحو ما تبقى من أراضي الضفة الغربية.

إننا نخشى من أن يُقابَل إعلان العدو عن التزامه الصارخ بيهودية الكيان، وتهويد ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية، بتحضيرات في النوادي السياسية العربية يجري الإعداد لها على أرفع المستويات، للقبول بخيار التّوطين، والركون إلى سياسة الترحيل، ليُصار إلى تفجير هذه القنبلة داخل البلدان العربية نفسها، بما فيها تلك التي تعلن رفض ما يسمى «الخيار البديل»، لتبدأ مسيرة جديدة في رحلة الألف ميل، لتشتيت الفلسطينيين في البلدان العربية أيضاً. وعلى الشعوب العربية والإسلامية وحركات المقاومة وطلائع الأمّة، أن تقول كلمتها - ميدانيّاً - قبل فوات الأوان.

ولعلّ ما يبعث على الأسف والأسى في آنٍ، أن الأمين العام للأمم المتحدة، لا يتذكر قرار العودة، ولا القرارات الدولية الأخرى التي تشير إلى احتلال العدو صراحةً للأرض العربية، وخصوصاً في الضفة الغربية والقدس والجولان وبعض الأراضي اللبنانية، ولكنه يواصل الحديث في تقاريره التي يمليها عليه ناظر القرار 1559 «لارسن»، المعروف بصداقته وإخلاصه للعدو، ليثير هواجس الكيان الصهيوني، ويكرر كلام مسئوليه حول الأسلحة العابرة إلى لبنان، في نطاق مزاعم أميركية صهيونية فرضت نفسها على الأمم المتحدة التي باتت رهينةً للعدو، وباتت تقارير أمينها العام تبدو وكأنها تخرج من درج وزارة خارجية الكيان الغاصب.

إنهم جميعاً - في المواقع والإدارات الغربية، وحتى في دائرة الأمم المتحدة - يتطلعون إلى عالم عربي وإسلامي منزوع السلاح، وإلى أمّةٍ لا تحتضن مجاهديها، ولا تمتلك عناصر القوة للدفاع عن نفسها، ولذلك يواصلون الحملة على مواقع الممانعة فيها، لتخويفها وترهيبها ودفعها إلى التراجع عن دعم المقاومة، والعمل على إشعارها بالذنب لمجرد حيازتها بعض الأسلحة التي من شأنها توفير سبل الحماية والدفاع عن النفس، في مواجهة كيان عدواني يملك ترسانة نووية وأسلحة بالستيّة وطائرات وغوّاصات هجوميّة تشكل تهديداً مستمرّاً لأمن المنطقة والعالم.

إننا في الوقت الذي نعرف أن إثارة مسألة السلاح والصّواريخ هي مجرد إثارة إعلامية وسياسية لا تمتلك أيّة معطيات واقعية، ندعو الأمة إلى حسم خيارها في الإعداد - على جميع المستويات - لمنع العدو من تحقيق الأهداف، التي يتطلع إليها في حال ركون الأمة للوعود الدولية وانحسار المقاومة عن القيام بواجبها الشرعي والوطني.

أمّا لبنان، الذي يتحضّر للدخول إلى ميدان الانتخابات البلدية بالقوانين السابقة، وبالأسلحة التي جرى استخدامها في الانتخابات النيابية، مع فوارق عائلية ومناطقية، فهو أحوج ما يكون إلى الوحدة التي تصوغها رؤية سياسية واستراتيجية واضحة تحمي البلد من الهزّات الارتداديّة لزلازل المنطقة، وإلى رؤية سليمة فيما هي قضايا الناس الحياتية التي باتت رهينة الصعود المتواصل لأسعار المحروقات وغيرها، فيما يتحدث الجميع عن صيف حار بلا كهرباء، أو عن صيف سياسي ملتهب يأكل فيه «الكبار» مزيداً من حقوق المستضعفين... وكلّ ربيع وصيف ولبنان الوطن والدولة والشعب بألف خير!

إقرأ أيضا لـ "السيد محمد حسين فضل الله"

العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:12 ص

      14 نور :: تابع كي نصبح العبيد المثاليين!

      كل آثار التحضر ليعيدوننا لعصر الجاهلية سيقضون على القدس و حلمها إلى الأبد سيشردون الذين يشكلون الخطر أو سيقومون بتصفيتهم نهائيا وهذه هي الخطة بكافة أطرافها لو سلمنا السلاح فهل تريدون ذلك يا عرب المستنقعات إن أنتم أردتم فنحن سنرفع الرايات للإطاحة بمن يسعى نحو هذا المخطط المريض.

    • زائر 3 | 4:10 ص

      14 نور :: كي نصبح العبيد المثاليين!

      أولاً سلامُ ُ على شمعةُ ُ من شموع الشامخين سيدي و منارتي و منارة المسلمين حجة الإسلام والمسلمين آية الله السيد محمد حسين فضل الله, كي نصبح العبيد المثاليين يجب علينا أن نسلم السلاح ونجرد أنفسنا منه لكي تكون الخدمة الكبرى لأحفاد الشيطان وعبد الأصنام وأقول قولي في بضع كلمات: نسلم السلاح بالكامل حتى ما يشكل الخطر من السلاح الأبيض ويمكننا أن نحتفظ بسكاكين المطبخ الصغيرة فإن نحن سلمنا أسلحتنا بالكامل للأعدا فهم سيقومن بالتالي: سيحتلون أراضينا سيسرقون مقدراتنا سيستعبدوننا ويستحيون نسائنا سيقضون على

    • زائر 2 | 4:04 ص

      تقى البتول

      الله يعينك ياسيد ما فيه الا انت تنفخ في كربه منفوخه نسال الله التوفيق

    • زائر 1 | 10:44 م

      يحتفلون منذ1948!!

      يا سيدي دمت عزا وفخرا للأمه العربيه,اذا كانوا رؤساء العرب ضعاف ويرسلون التهاني الى مسؤلى الكيان فماذا ننتظر من واقعنا غير هذا.. ويخرج رئيس الكنيست ليقول لن نعتذر عن احتلا ل يافا وغيرها من المناطق وعن بناء عاصمه القدس ورؤساء العرب رؤسهم تنحي لهؤلاء ولكنهم أقوياء امام شعوبهم ويستقون وهذا هو واقعنا المرير,فعلا اذكياء بمخططاتهم ضد شعوبهم.

اقرأ ايضاً