العدد 2793 - الخميس 29 أبريل 2010م الموافق 14 جمادى الأولى 1431هـ

توثيق الروابط بين رُوّاد الأعمال في أميركا والمجتمعات الإسلامية (2 - 2)

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

الآن، إنني أعلم أن البعض قد تساءل - لماذا، في ضوء كل التحديات والمشاكل الأمنية والسياسية والاجتماعية التي نواجهها، تُعقد قمة لرواد الأعمال؟ والجواب بسيط.

ريادة الأعمال - لأنكم قلتم لنا إن هذا مجال يمكن أن نتعلم فيه من بعضنا البعض، وحيث يمكن لأميركا أن تشرك الآخرين في تجاربنا وخبراتنا كمجتمع يمكّن المخترع والمبتكر، وحيث تتاح للرجال والنساء فرصة تحقيق الأحلام - وهي أخذ فكرة تبدأ حول طاولة المطبخ أو في كراج وتحويلها إلى مشروع تجاري جديد، أو حتى صناعة جديدة يمكن أن تغير العالم.

ريادة الأعمال - لأن السوق ظلت عبر التاريخ أقوى قوة عرفها العالم لخلق الفرص وانتشال الناس من الفقر.

ريادة الأعمال - لأنها تدخل في صميم مصالحنا الاقتصادية المتبادلة. صحيح أن التجارة بين الولايات المتحدة والبلدان ذات الأغلبية الإسلامية قد نمت. ولكن كل هذه التجارة مجتمعة مازالت بحجم تجارتنا مع بلد واحد تقريبا - مع المكسيك. إذن، هناك الكثير جدا مما يمكننا أن نعمله معا بالشراكة، من أجل تعزيز الفرص والازدهار في جميع بلداننا.

وأما الريادة الاجتماعية - فلأن التغيير الفعلي، كما تعلّمتُ من عملي كمنظم في المجتمع المدني بشيكاغو، يحدث من القاعدة إلى القمة، من القاعدة الشعبية، بدءا بالأحلام والحماسة لدى الأفراد الذين يخدمون مجتمعاتهم.

وهذا هو السبب في أننا موجودون هنا. ويوجد هنا معنا جيري يانغ الذي غير كيفية التواصل والاتصال عبر شركة ياهو. وهناك أيضا رواد أعمال من الذين افتتحوا مقاهي الإنترنت ومنتديات جديدة على الإنترنت للمناقشة والتطور. فأنتم قادرون على أن تطلقوا معا التكنولوجيات التي من شأنها أن تساعد في تشكيل القرن الحادي والعشرين.

ولدينا قصص نجاح، مثل ما حققه محمد إبراهيم والذي قابلته في وقت سابق، الذي بنى إمبراطورية اتصالات مكّنت الناس عبر إفريقيا. وعندنا رواد أعمال طامحون يتطلعون إلى تنمية أعمالهم التجارية وتوظيف عاملين جدد. أنتم تستطيعون معا أن تعالجوا مشكلة الحصول على رأس المال. فعندنا هنا رواد مثل الشيخة هنادي من قطر ووعد الطويل أيضا التي قابلتها في وقت سابق - الطالبة البالغة من العمر 20 سنة من الضفة الغربية تريد أن تبني مركزا رياضيا واجتماعيا للشبان الفلسطينيين. وهكذا فهما معا تمثلان المواهب الرائعة للنساء رائدات الأعمال وتذكراننا بأن البلدان التي تعلّم النساء وتمكنهن من حقوقهن هي البلدان المرجحة أكثر من غيرها لتحقيق الازدهار. وإنني أؤمن بذلك.

عندنا رواد طليعيون مثل كريس هيوز، الذي أوجد فيسبوك كما أوجد مجتمعا على الإنترنت جمع هذا العدد الضخم من الشبان في حملتي الانتخابية الرئاسية - موقعي باراك أوباما دوت كوم. عندنا أناس، مثل ثريا سلطي من الأردن، ممن يمكّنون الشبان من رجال ونساء سيكونون قادة الغد. فهم معا يمثلون الإمكانيات والتوقعات العظيمة الكامنة في الشباب حول العالم.

وهناك رواد مشاريع اجتماعية من أمثال تري مومبوني الذي ساعد مجتمعات ريفية في إندونيسيا في توليد الكهرباء من الطاقة المائية وتوظيف عائداتها. ومعنا أنديشا فريد، السيدة الخارقة من أفغانستان التي قامت بمجازفات كبرى لتعليم الجيل القادم من الفتيات، فتاة في كل مرة. ومعا فإنهم جميعا يرشدون نحو درب مستقبل يكون فيه التقدم مشتركا والرخاء مستداما.

وقد لاحظت وجود يونس - من الرائع أن أراك ثانية. وأعتقد أن الكثيرين على علم بتاريخ بنك غرامين وكل العمل العظيم الذي أنجز، لتمويل ريادة الأعمال في أوساط أفقر فقراء العالم، بداية في أنحاء جنوب آسيا وبعد ذلك حول العالم.

وبالتالي، تلك هي الإمكانات الرائعة التي تمثلونها، والمستقبل الذي يمكننا أن نغتنمه سوية. ولهذا فإنني أفخر الليلة بأن أعلن عن سلسلة من الشراكات والمبادرات الجديدة التي ستحقق ذلك بالضبط.

فستطلق الولايات المتحدة عدة برامج جديدة للتبادل. فسوف نستقدم رواد أعمال تجارية ورواد مشاريع اجتماعية من بلدان ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة فيما سنوفد نظراءهم الأميركيين للتعلم من بلدانكم. وهكذا ستتاح الفرصة للنساء العاملات في مجالات تكنولوجية ليحضرن إلى الولايات المتحدة للمشاركة في برامج تدريب وتطوير مهنية. ولأن الابتكار جزء أساسي من ريادة الأعمال فإننا سنؤسس برامج تبادل جديدة لمدرسي العلوم.

كما أننا سنشكل شراكات جديدة حيث سيقوم قادة التكنولوجيا المتقدمة من وادي السيليكون بتبادل خبراتهم مجالات مثل مشروعات رأس المال المغامر، والإرشاد، وحضانات التكنولوجيا، مع شركاء لهم من الشرق الأوسط وتركيا وجنوب شرق آسيا.

وبإمكاني أن أقول لكم إن الصندوق العالمي للتكنولوجيا والابتكار الذي أعلنت عنه في القاهرة سيكون بمقدوره مبدئيا أن يحشد استثمارات تقدر بأكثر من ملياري دولار. وهذا رأس مال من القطاع الخاص سيتيح فرصا جديدة للناس في جميع بلادنا في قطاعات مثل الاتصالات، والرعاية الصحية، والتعليم، والبنية الأساسية.

وفي الختام، فإنني فخور لأننا في هذه القمة لا ننشئ تلك البرامج التي ذكرتها فحسب، وإنما لأنها لن تتوقف هنا. فنحن معا قد أطلقنا الشرارة لعهد جديد من ريادة الأعمال، بتنظيم فعاليات وأنشطة في شتى أنحاء واشنطن خلال هذا الأسبوع وللمؤتمرات الإقليمية الوشيكة في جميع أرجاء العالم.

ويسعدني أن أعلن أن رئيس الوزراء اردوغان وافق على استضافة قمة ريادة الأعمال القادمة في تركيا في العام القادم. ولذا أشكر رئيس الوزراء والشعب وقادة القطاع الخاص في تركيا لمساعدتهم في المحافظة على الزخم الذي سنطلق عنانه هذا الأسبوع.

وكما أسلفت، فهناك الذين شككوا في ما إذا كان بمقدورنا أن نؤسس هذه البدايات الجديدة. وفي ضوء جسامة التحديات التي نجابهها في العالم - ودعونا نكون صرحاء، فالكثير من الأنباء السيئة التي تبث عبر التلفزيون يوميا - يكون من المغري أحيانا أن نصدق أن النوايا الحسنة والأعمال الطيبة للناس العاديين غير كافية للمهمة الماثلة أمامنا. لكنني أقول لكل الذين لايزالون يشكون في أن الشراكات بين الناس يمكن أن تعيد تشكيل العالم، انظروا إلى السادة والسيدات المجتمعين هنا.

انظروا إلى الأستاذ الجامعي الذي ابتدع فكرة - فكرة تمويل المشروعات المتناهية الصغر - الذي مكّن فقراء الريف في أرجاء بلاده، لا سيما النساء والأطفال. فذلك هو المثال الفذ ليونس.

وانظروا ما حصل حينما تبادل محمد أفكاره مع سيدة من باكستان تمكنت من انتشال مئات الآلاف من الأسر والأطفال من براثن الفقر من خلال مؤسسة اسمها يعني حرفيا كلمة «معجزة» فذلك هو مثال روشانه ظفار.

انظروا إلى ما حدث حينما انتشرت تلك الفكرة عبر العالم وطالت أناسا بمن فيهم والدتي بالذات التي عملت مع الفقراء في الأرياف من باكستان إلى إندونيسيا. تلك الفكرة البسيطة أبصرت النور بشخص واحد حوّل حياة ملايين الناس. فتلك هي روح ريادة الأعمال.

إذن، نعم، إن البداية الجديدة التي نسعى إليها ليست ممكنة فحسب، بل هي بدأت فعلا. وهي حية داخل كل منكم ولدى الملايين حول العالم ممن يؤمنون، كما نؤمن نحن، بأن المستقبل ليس ملكا لأولئك الذين يبثون الفرقة بيننا، بل لأولئك الذين يتلاقون معا، وليس لأولئك الذين يدمرون بل لأولئك الذين يبنون، وليس لمن هم أسرى الماضي بل لمن هم مثلنا ممن يؤمنون بثقة وقناعة بمستقبل من العدالة والتقدم والكرامة لجميع البشر بغض النظر عن أعراقهم وبغض النظر عن دياناتهم.

تلك هي الإمكانات الهائلة التي ننشد أن نطلق لها العنان من خلال هذا المؤتمر ونرجو أن يواصل عمله خلال الأشهر والأعوام المقبلة أيضا.

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 2793 - الخميس 29 أبريل 2010م الموافق 14 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً