العدد 2833 - الثلثاء 08 يونيو 2010م الموافق 25 جمادى الآخرة 1431هـ

نحو واقع بلافوضى مرورية

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

من المناسب جداً أن تتحرك الإدارة العامة للمرور في اتجاه تطوير آلياتها وإمكاناتها لمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع على صعيد ضبط المخالفات والتجاوزات وسلوكيات القيادة الخاطئة، والتي باتت تمثل عاملاً رئيسياً لحالات الوفيات المتعددة.

ويأتي توجه الإدارة لاستبدال لوحات 400 ألف سيارة لمراعاة الاحتياطات الأمنية، في إطار رغبتها في التماشي مع المتطلبات الحديثة من خلال لوحة تحتوي على أرقام كبيرة بارزة يمكن التعرف عليها عن بعد، غير أن ذلك يجب أن لا يكون على حساب المواطن، فمن أتى بفكرة استبدال اللوحات للمرة الثانية هي الإدارة العامة للمرور ذاتها وليس الشخص البسيط الذي يستخدم سيارته الشخصية لقضاء مشاويره الخاصة.

فإذا ما افترضنا أن هيئة الكهرباء والماء قررت استبدال عدادات الكهرباء لجميع المنازل في البحرين بأخرى حديثة متطورة ذات أرقام إلكترونية، فإن المواطن يجب أن لا يتحمل أية أعباء مادية في فاتورته الشهرية وإلا اعتبر ذلك تعدياً على حقه من دون استئذان، مثلما تم استقطاع مبلغ الـ 1 في المئة لمشروع التأمين ضد التعطل شهرياً من جيبه الخاص، من دون أخذ موافقته.

وعلى رغم وجود التسهيلات الحكومية الموفرة للمواطن على مستوى التعليم والعلاج وغيرها، إلا أنه يعاني من التزامات متعددة تقطع أوصال راتبه الشهري إلى قطع صغيرة لا تشبع بطن جائع حتى منتصف الشهر، فكيف سيكون حاله إن تحمل كلفة أي تحسينات قد تطرأ على الخدمات المقدمة له من الجهات الرسمية؟

وإذا كانت الإدارة العامة للمرور مصرة على تقديم خدمات ذات مستوى عالٍ من الجودة إلى الجمهور، فلماذا لا تزال صامتة إزاء لوحات السيارات التي تحمل عبارة (البحرين – خصوصي) وهي التي قامت بإلغائها منذ سنوات واستبدلتها بأخرى تحوي أرقاماً إنجليزية؟ هل يعقل أن تختبئ هذه السيارات طوال تلك الفترة عن أعين رجال المرور لتكون عصية على الرصد وتصحيح وضعها القانوني؟ ألا يعتبر ذلك شيئاً من التمييز في التعامل والازدواجية في تطبيق القوانين والقرارات؟

حتى يحترم الناس الإجراءات التي تتخذها الإدارة العامة للمرور بحقهم في حال ضبطهم وهم يتحدثون في الهاتف المحمول أو يقودون مركباتهم بسرعة عالية أو يضعون حاجب الرؤية بصورة مخالفة، فإنهم بحاجة إلى دروس وعبر في تطبيق القانون على الجميع، الكبير قبل الصغير، وإلا فلا داعي لهدر وقت دوريات المرور في تتبع المخالفين إن كان هناك من يضرب كل القوانين عرض الحائط، ولا يكلف نفسه عناء النزول إلى مستويات عامة الناس فيستبدل لوحات سيارته بأخرى مماثلة للوحاتهم.

المسألة أكبر من رصد السرعة من خلال كاميرات مثبتة في سيارات دوريات المرور أو ملاحقة مركبة لأنها تحوي ملصقاً على زجاجها الخلفي، إذ إن الفكرة النمطية السائدة في الأذهان عن الإدارة العامة للمرور سلبية وتحتاج إلى تصحيح من خلال ممارسة واقعية عملية بصرف النظر عن أية اعتبارات شخصية، فلايزال البعض يتساءل عن آلية استغلال الأموال المتحصلة من المخالفات وتسجيل المركبات والفحص الفني السنوي، والأسباب التي تمنع إدارة «المرور» من استخدامها لاستبدال اللوحات القديمة بأخرى جديدة بدلاً من تحميل جيوب المواطنين أعباء إضافية.

الإدارة العامة للمرور تمتلك عناوين جميع أصحاب مركبات السيارات في البحرين، وبإمكانها التأكد بكبسة زر من استبدال لوحاتها بأخرى جديدة أم لا، وحتى لا تتبدد جسور الثقة بينها وبين الناس، فإن عليها التركيز والتدقيق في حملتها القادمة على هذه المسألة لأنها أصبحت تمثل معياراً للتمييز بين مستخدمي الطريق

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2833 - الثلثاء 08 يونيو 2010م الموافق 25 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:14 ص

      عدال

      الناس مستخفه بس كله سرعه على ماميش , بسكم عاد لو زين في قطارات ولا شوفة شوارعكم ...

    • زائر 7 | 4:51 ص

      زمن العجائب

      بارك الله فيك علي المقال الرائع..
      خصوصاً ظ، في المئه...
      ياريت جايه السالفه علي الارقام بس الا على المرور والتعامل ويه المواطنين اللي ايقول هادلين مو مرور لا قضاة يحكم ويفصل ويأمر لكن من اشوف سيارة تحمل رقمين يتغير واصير من مرور الي ممرضه الرحمة.

    • زائر 6 | 4:28 ص

      علاويي

      بدل ما يحطون الارقام بالعربي ويفتخرون بلغتهم الاصليه حطوا ارقام انجليزيه

    • زائر 5 | 3:07 ص

      مقال رائع

      مقال رائع لكاتب رائع ...
      تقبل تحياتي العطرة ...

    • زائر 4 | 2:54 ص

      رااائع يا أحمد

      مقاااااااال أكثر أكثر من رااااااااااااااااااائع
      أصاب الواقع
      ولكن .. هل من مستمع لك يا أخ أحمد..
      هل من آذان صاغية !!!
      وكما يعلم الجميع ..
      نشك في ذلك..
      ابتسم ..
      انت في البحرين

    • زائر 3 | 1:42 ص

      بوانيش عسكر

      كما الربيان ممنوع صيده على بوانيش ستره وغيرها أما بوانيش عسكر فهي خارج القانون.. كذا نكون القوانين المرورية والمخالفات تُطبّق على أهالي المنامة ومدينة حمد والمحرق والقرى أما البعض في عسكر والرفاع والزلاق فهم مستثنون.. الكل يعرف هذه الحقيقة المرة.. لذا فقط نسمع بان هناك ما يسمى إصلاح ولكن لا نراه..

    • زائر 2 | 12:51 ص

      حاميها حراميها.

      اي عدل مساواه يا احمد. روح اسال باعه الربيان الممنوع من وين ياخذونه. بوانيش عسكر تبيع الربيان الممنوع على السماجين بالسوق.... وتالي يطبون عليهم وياخذون 500 دينار من جيوبهم. هالكلام من احد الباعه بالسوق المركزي! غريبه عجيبه ديرتي ..

    • زائر 1 | 12:34 ص

      الى متى

      هذه هي مجموعة الضغوط التي يعيشها المواطن بدأً بأبو الكبائر التجنيس السياسي المبني على الطائفية الذي خلف وراءه أزمة الإسكان والصحة والبطالة والتعليم والتميز والطائفية والفقر وغياب الهوية والتراث إلى ضريبة ال1% التي أخذت بالقوة إلى لوحات المرور التي تأخذ قيمتها بقير وجه حق

    • الناصر كنك | 11:07 م

      اذا كان خصمك القاضى فمن تقاضي

      يا أخ أحمد
      كلامك على العيون والراس والكل يعرفة ويفهمه، بس المشكلة من الا ينفذه، المواطن الذى لا حول له ولا قوة او الجهة الرسمية المعنية، التى معظم من يمثلونها لا يمتثلون لما يامرون به الناس (مثل تغيير لوحات السيارات - الخصوصي ووضع حاجب للزجاج السيارات يكون غير قانونى)
      وانا ابي اسئل المرور عن مهمتة الرئيسية
      هل هي مخالفة المخالفين
      او توعية المخالفين ومحاولة معرفة سبب المخالفة (مثل مشاكل المواقف فى المناطق الحرجة) نجوف المرور يعطى مخالفات وتارك الازدحامات بدون ان يحرك ساكن لحلها

اقرأ ايضاً