العدد 2845 - الأحد 20 يونيو 2010م الموافق 07 رجب 1431هـ

الحاجة إلى «الحوار»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعيش المنطقة العربية الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية التي صاحبتها ممارسات ومفاهيم تشكلت بحسب ظروف كل مرحلة من المراحل التي شهدها كل بلد عربي تبعاً لخصوصيته وطبيعته.

وعند الحديث عن «الإصلاح» فإن ذلك يأتي ضمن اعتبارات مختلفة على رأسها تجنب الغضب الغربي والابتعاد عن تهمة التخلف والشمولية. ولعل دول الخليج تعد أفضل مثال في هذا الجانب لأنها سعت إلى التغيير حتى ولو كان نسبياً في ظل الأعراف القبلية، لكنه أفضل لو قارناه مع دول عربية أخرى تحول بعض أسلوب أنظمتها الجمهورية إلى وراثية مناقضة بذلك دساتيرها ومفهوم النظام الجمهوري في العالم وهو ما يعد للأسف جزءاً من الفوضى التي يعيشها المشهد السياسي في بعض الدول العربية.

وفي التجربة الخليجية نجد أنها في السنوات الأخيرة، عززت دور النخب السياسية في الخليج وتنوع الحراك المجتمعي بمختلف أطيافه وتلاوينه وهو الجانب الذي أشارت إليه الباحثة الإماراتية فاطمة الصايغ بإحدى كتاباتها وهي تتحدث قبل ثلاثة أعوام عن قضايا الإصلاح عند دول الخليج المنشورة في مجلة «آراء» الإماراتية بتاريخ 13 فبراير/ شباط 2007، إذ تقول «التغير الوحيد الذي طرأ على السلطة القبلية هو تحولها من سلطة تقليدية إلى سلطة حديثة ذات أطر معينة ومعالم سياسية واضحة تسود الآن كل دول الخليج. لذلك فإن نجحت هذه الإصلاحات في تحقيق مرادها كان ذلك رمية ناجحة عززت دور النخب السياسية في الخليج، وإن فشلت تكون دول الخليج قد جنبت مجتمعاتها أمر الدخول في صراع سياسي وحضاري مع الغرب الذي يبدو أنه متعطش للمواجهة. وهكذا بدأ مشوار الإصلاح في دول المجلس».

وتضيف الصايغ «ولكن ما هو جوهر هذا الإصلاح: هل هو تلبية لحاجة داخلية ملحَّة للتغيير أم أنه مجرد جراحة تجميلية لإخفاء بعض العيوب في داخل هذه المجتمعات؟ وهل هذه الإصلاحات مجرد رغبة سطحية لإرضاء الغرب دون اقتناع رسمي بأهميتها أم أن هناك اقتناعاً رسمياً بأهمية هذه التغييرات وحاجة المجتمع (...) لذلك على دول الخليج أن تلمس مكامن الخلل لتقويم الاعوجاج وهو الذي سيفتح أبواب الإصلاح الحقيقي في هذه المجتمعات».

كلام الصايغ يأتي في محله فيما لو نظرنا إلى الحالة الخليجية كما هي الحالة العربية إلى معالجة صور الخلل داخل مجتمعاتنا وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الشارع لأن ما هو موجود اليوم في مجتمعاتنا الخليجية ليس باقياً بينما ما يحدث في الدول العربية الأخرى يشير إلى أن مجتمعاتنا متعطشة إلى التغيير الذي يسمح لها بالتنفيس عن آرائها وبتحقيق معادلة المواطنة التي هي أصلاً غائبة عن مفهوم الدولة والمجتمع.

إن لجوء البعض إلى العنف لن يكون حلاً سريعاً لتحقيق المطالب ولن يكون حلاً سحرياً لتغيير ما هو بحاجة إلى تغيير ولكن التحدث بلغة حضارية يفهمها الجميع هو أيضاً ما تحتاج إليه شعوب المنطقة وهذا لن يتحقق إلا مع الحاجة إلى الحوار وفتح قنوات التواصل.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2845 - الأحد 20 يونيو 2010م الموافق 07 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:49 ص

      الزائر 7

      تحتاج لطبيب نفسي تلاحق روحك أنت مازلت بنعمة شوف الفقارة في الدول الأخرى الذين ليس لديهم قوت يومهم ويأكلون من القمامة والمواطنين العايشين بالقرون الوسطى يحتاجون لعمليات جراحية بدون مخدر لأن العلم والإكتشافات والإختراعات للحين ما وصل إليهم أرجو ألا تكون أحد منهم..

    • زائر 8 | 6:29 ص

      الى زائر 4

      عمليه جراحيه للمواطنين بدون مخدر(بنج) تعتبر حوار حضارى يا حضارى ؟؟؟؟؟

    • زائر 7 | 5:35 ص

      العدالة في الحكم هو الاساس

      لو كانت الحكومات العربية عادلة لكان العرب في المقدمة كما كان في عصر النبي محمد ( ص ) ولكن طمع الحكومات بالكرسي والاستواذ الكامل على الثروات وجعل الناس عبيد هو الذي خلق هذه الصراعات بتخطيط من الحكومات انفسها

    • زائر 6 | 3:44 ص

      ما أورد البلد إلى حافة المهالك إلا صمّ الآذان

      وسوف يوردها أيضا مهالك جديدة كلما صمّت الآذان فلن يخرج هذا البلد من القوقعة والتقوقع وسوف ينحدر إلى أسفل السافلين وليس ببعيدا أن نصل إلى ما وصل إليه اليونان بل وأسوأ من ذلك لأن اليونان لديه مشكلة إقتصادية فقط أما نحن فمشاكل لا تعد

    • زائر 5 | 2:35 ص

      حوار حضاري

      حوار حضاري يتطلب أشخاص ومواطنيين حضاريين إلقي نظرة أختى الكاتبة على الردود التي تكتب على مختلف المواضيع وستعرفين نوعية الحوار الحضاري سب شتم لعن تخوين طائفية ومن مختلف المستويات والطوائف إلا من رحم الله نحتاج لوقت طويل.

    • common sence | 2:02 ص

      ماذا ام كيف؟

      إيجاد الحل للتناقض القائم هو عين الحل. الحلول الترقيعية تعقد المشكلة ولا تحلها.
      فمن البديهي أنه رغم التغيرات العديدة في المجتمعات البشرية على مر العصور، الا ان الحوار الصحيح هو ثابت. فبدونه نلغى كل التقدم الذي وصلت اليه البشرية. فالعصبية والاعتداد بالرأي رغم وضوح خطأه - معضلة.
      الإصلاح مفهوم واسع، لتحديده علينا ان نسأل أيضا إصلاح ماذا تحديداً؟
      فلا تنصلح الأمور بحل جزئي مثل التسوية في الأمور، فالتسوية ليست حل بل علاج مؤقت للحالة سيعقد المشكلة أكثر والضرر سوف يكون اكبر لأنه لم تحل المشكلة.

    • زائر 4 | 1:03 ص

      مواطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

      استاذتنا الكريمه ريم الخليفه ... هناك إختراع حديث و قديم بنفس الوقت ولكنه تطوراً في زماننا الحاضر إلي أشكال وألوان ومواصفات لاتخطر على بال ناسا أو كل ماقدمته اليابان من تقنيه وعلم وحضاره الا وهو ( البشت ) وله لقب وإسم آخر وهو ( المشلح ) فكل من يحمل هذا الإختراع على كتفيه تجدين أنه حرباً على ماتطالبين به الآن وهو الحوار فهذا الكلمه وماتعنيه لايمكن بأي حال من الأحوال أن تخترق كل خيوط الحرير والقصب التي تم تشييد وبناء تلك المشالح منها .. بإختصار شوفي لك موضوع بعيد عن أي بشت وبتلقين نتائج أفضل .

    • زائر 3 | 12:59 ص

      بندول من نوع جديد

      حوار مع من ؟ سؤال يطرح نفسه . .....

    • زائر 2 | 11:39 م

      الحاجة الى ((الاصلاح))

      عادة الاصلاح يحتاج الى تضحيات فهل هناك من مضحي لاجل الوطن و يتنازل....

    • زائر 1 | 10:17 م

      كيف يعني ..؟

      الحوار مع من اذا كان الخصم يعطيني الأذن الصمخه ؟؟
      الحوار مع من اذا كانت كل الأبواب مغلقه وتتقاذف الاتهامات قبل حدوثها ..؟؟

اقرأ ايضاً