العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ

مدينة القاعدة في اليمن... لعنتُها فقرها واسمها

القاعدة... مدينة يمنية غارقة في الفقر والجريمة والآفات الاجتماعية، واسمها يشكل لعنة إضافية لها ولو أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن لا يتمتع بأي سيطرة فيها.

وعلى بعد 220 كلم جنوب غرب صنعاء، تقع القاعدة على سفح جبال محافظة إب. وعلى الرغم من الموقع الجميل يعيش 90 في المئة من سكان المدينة البالغ عددهم 70 ألفاً تحت خط الفقر وهم يصارعون من أجل البقاء.

وشكا الأهالي لوكالة «فرانس برس» من صعوبة بالغة في الحياة في المدينة التي ليس فيها طرقات معبدة ولا مجاري للصرف الصحي، كما تخلو من المستشفيات وفيها مدرستان فقط.

وقال أحمد الصبري (45 عاماً)، وهو أحد سكان المدينة «القاعدة جميلة لكن هناك من يعبث بجمالها ويجعل منها قاعدة لعصابات الإجرام والقتلة... قبل عشرين سنة كان أبناؤها لا يعرفون أنباء الإجرام وقطع الطرق وقتل الأبرياء، واليوم تكونت جماعات تحمل الأسلحة وتنهب وتسرق دون رادع».

واتهم الصبري مسئولاً في السلطة المحلية لم يسمه، بتجنيد الشباب العاطلين عن العمل وتسليحهم «ليقوموا بالتهجم على البسطاء من أبناء المدينة، وإذا لزم الأمر القتل».

وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» سيارتي شرطة في سوق المدينة تتحركان بسرعة، وأفاد المارة أن الشرطة تبحث عن مطلوبين أمنياً فروا إلى القاعدة من مدينة قريبة.

ورداً على اتهامات السكان بوجود وضع أمني خطير في المدينة، قال مدير أمن القاعدة، العميد عبد الله الشدادي إن «مدينة القاعدة كانت تعيش انفلاتاً أمنياً قبل أعوام وكنا نتلقى بلاغات بعدة جرائم قتل وسرقة لكن استطعنا أن نحد من هذه الجرائم».

إلا أنه أضاف أن «هناك جرائم تتم خارج اختصاصنا ومرتكبيها يفرون إلى المدينة ولا نستطيع متابعتهم لأنهم يجعلون من المدينة ترانزيت (نقطة عبور)».

وذكر المسئول الأمني أن «هناك أشخاصاً في السلطة المحلية يحمون أولئك المجرمين ويقومون بإخفائهم» واتهم أحد المسئولين المحليين دون تسميته بأنه «تهجم على إدارة الأمن حتى أنه صفع أحد مسئولي الأمن وقام بإخراج أحد المسجونين المتهمين بالقتل من السجن ولا أحد حرك ساكناً».

لكن سكان القاعدة يشاطرون باقي مواطنيهم قيم الضيافة والكرم وهم يرحبون بالزائر ويتسابقون لخدمته.

وقال أحد سكان المدينة المسنين «الدولة لا تستطيع أن تزيل مجاري الصرف الصحي التي تمر (في الهواء الطلق) من أمام منزلي وأصابتني أنا وأسرتي بجميع الأمراض ولا يمر شهر إلا و أحد أفراد العائلة في المستشفى».

وأضاف «أنا منزلي أمام الطريق الرئيسي الرابط بين تعز وصنعاء وأستطيع أن أعمل مثل الحوثيين وأقطعه حتى يتم إصلاح المجاري» في إشارة إلى المتمردين الزيديين في شمال البلاد.

وتنتشر الدراجات النارية بكثافة داخل المدينة نظراً لرخص ثمنها، وهي تعتبر وسيلة المواصلات الرئيسية في المدينة نظراً للحالة الاقتصادية التي يعيشها سكان المدينة من جهة والطرقات غير المعبدة من جهة أخرى.

وقبل نحو خمسة عقود كانت مدينة القاعدة مركزاً لتحصيل الجمارك بين الشمال والجنوب ولذلك سميت بالقاعدة.

وأكد مدير أمن مدينة القاعدة، العقيد عبد الله الشدادي «إن اسم القاعدة لا صلة له بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن» والذي ينشط أنصاره في اليمن وتشن السلطات حملة ضده.

وقال في هذا السياق إن «المدينة خالية تماماً من الجهاديين والمتشددين ويكثر فيها شاربو الخمور وهناك من يتعاطى المخدرات فكيف لمثل هؤلاء أن يتبعوا أسامة بن لادن».

إلا أن اسم القاعدة «صار شبهة لأبنائها» بحسب الشدادي الذي قال «هناك عدد من أبناء المدينة ممن يحالفهم الحظ ويحصلون على منح للدراسة في الخارج، يلاقون مشاكل جمة بسبب اسم المدينة التي يتحدرون منها، أي القاعدة».

وذكر الشدادي أن «أحد أبناء القاعدة سافر إلى دولة عربية لغرض العلاج وفي المطار، وجدت الجهات المختصة على جواز سفره اسم القاعدة فتم احتجازه والتحقيق معه وأعيد من حيث أتى».

كما أوضح المسئول الأمني أن هناك صحافيين أجانب يأتون لزيارة المدينة نظراً لاسمها «وصار كل ما يتعلق باسم (القاعدة) محل شبهة ويلتصق مباشرة بالإرهاب وبأسامة بن لادن» الذي تتحدر أصول عائلته من اليمن.

وذكر مسئول أمني آخر طلب عدم الكشف عن اسمه «أن هناك تجار مخدرات يستغلون الحالة الاقتصادية لسكان المدينة ويجندوهم للترويج للمخدرات ليس في المدينة فحسب بل في جميع المحافظات اليمنية».

وقال إنه تم القبض على عدد من مروجي المخدرات والحشيش والخمور في عدة محافظات يمنية «غالبيتهم من أبناء مدينة القاعدة».

العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:40 م

      صلاح النعماني

      الكلام هذا كله غير صحيح ، ممكن نقول ان المدينة مهمله من الجانب الحكومي ، لكنها غنية بالموارد البشرية وخاصة الشباب الذين ينتقلون إلى كل المدن اليمنية من اجل زيادة التحصيل العلمي ... وشكرا

اقرأ ايضاً