العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ

فضلُ اللهِ علينا!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

دائماً ما تستيقظ دروس العظماء بعد أن تغمض أعينهم عن هذه الحياة الدنيا، ودائماً ما تنهض أطروحاتهم وعبقرياتهم بعد أن تنحني ظهورهم للموت راجلين، ودائماً ما تتنفس إبداعاتهم بعد أن تنقطع أنفاسهم راحلين، ودائماً ما تتحرك فضائلهم بعد أن تسكن حركاتهم مسلِّمين. والمرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل هو أحد أولئك العظماء إذ بدأ العالم في اكتشاف عظمة هذا الرجل منذ اللحظة الأولى التي ترجل فيها عن صهوة هذه الحياة.

من أعاظم الدروس التي حفرها آية الله العظمى فضل الله إبّان سنيه الشمسية المضيئة هو درس «الحب للجميع» الذي كان ينسجه بأياديه البيضاء في كل حركاته وسكناته، بل إن هذا الدرس بلغ ذروته وأوجه، عندما بلغت حملات تسقيطه ذروتها وأوجها، فكلما تلقى ضربة على قلبه الكبير تحولت إلى قبلةٍ على وجنة من يختلفون معه قبل من يتفقون!

وإذا كان الآخرون يواجهون التهمة بالتهمة، والضربة بالضربة، فإنه لم يجد غير بضع كليمات يختصر فيها رده على كل ما قيل في حقه، والمتأمل في تلك الكليمات التي كانت تتكسر دموعاً في عينيه الثاقبتين يجد أنها لا تخرج إلا من عظيم وكبير عندما كان يقول: «إني لا أضمر في قلبي أي حقد على مؤمن، ولا أحمل في قلبي سوءاً على أحد! لأنني أحبكم جميعاً، أحب أن نعيش معاً من أجل الأخوة في الله، ومن أجل أن نتعاون على أن يكون الحب للجميع، وأن نحب كل الناس، أن نحب الذين يتفقون معنا لنتعاون معهم والذين يختلفون معنا لنتحاور معهم».

لم تكن تلك الكلمات للاستهلاك كما هو حال الكثيرين ممن يلهجون بالوحدة نهاراً، ويفتكون بها ليلاً، فالألوان والأطياف والطوائف وحتى الديانات التي سقت تربته بدموعٍ لاتزال تنزف، كانت دليلاً صارخاً على أن هذا الرجل كان تربع على عروش القلوب بمختلف مشاربها.

ستبقى الحاجة ملحة أيما إلحاحٍ؛ لأن يخرج من رحم هذا الزمان رجل بهذه الروح الدافئة المنفتحة على كل الناس صغيرهم قبل كبيرهم، وفقيرهم قبل غنيهم، وضعيفهم قبل قويهم، فعلى الرغم من انشغالاته العلمية والاجتماعية إلا أن الالتقاء به وتبادل أطراف الحديث معه ومناقشته أيضاً في أحد مكاتبه سواءً في سورية أو لبنان كانت تتم لكل من يرغب بأسهل من لقاء أصغر خطيب منبر! وهو فضل الله الذي لم يفق العالم من صدمة رحيله بعد!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:29 ص

      مدرس ثانوي

      جزاك الله ألف خير يا استاذ عقيل على هذا المقال و في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى .
      السيد فضل الله ق.س شخصية لن تتكرر ولن يكون له بديل ، هكذا هم العظماء لا يتكررون ولم يوجد من يسد جزء ولو بسيط من الفراغ الذي يسببونه عند رحيلهم . تشرفت بالجلوس مع السيد 3 مرات في مجلسه بلبنان ، عند جلوسك مع هذا الرجل تشعر و كأنك تجلس مع اسطورة و جبل شامخ و شخصية نادره تسرح بخيالك إلى الصدر الأول من الاسلام و عظماء المسلمين الأوائل ، تمر عليك الساعات و كأنها دقائق ، و عند خروجك من مجلسه تشتاق للرجوع إليه بعد دق

    • زائر 10 | 7:09 ص

      هولاء هم خريجى النجف

      عائلة الحكيم والصدر والخوئي والسيستاني وعائلة فضل اللة ومغنية ونصر اللة وشرف الدين والكاشي وعائلة الجمري والغريفي والعصفور-والخميني والقائد والصفار والقلاف -وهناك اسماء وعلماء وسادة ومراجع عطام كانوا خدام الى الاسلام والى اهل البيت-الف رحمة عليك يافضل اللة

    • زائر 9 | 5:41 ص

      فضل الله فعلا بحر

      كل يوم نكتشف شي جميل مخبأ وراء هذا الإنسان العظيم
      انا من مقلدي سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله ما كنت اعلمه في حياته القليل ولكن بعد مماته اكتشفت هذا الإنسان الملاك إنسان رائع لم أرى ولن أرى له مثيل.
      فهو فعلا حفيد الحسين وخصوصا عندما سمعته السيّد يؤبّن نفسه

    • زائر 8 | 4:03 ص

      هي كذا طبيعة البشر

      النعم عندما تغمر الإنسان يبتدي يجهل وجودها
      وكذا العلماء والعظماء لا نعرف وجودهم الحقيقي
      إلا حين نفقدهم
      بفقدهم يتبين لنا مدى الفراغ الذي تركوه
      نحن دائما كذلك

    • زائر 7 | 2:56 ص

      لقد كنت فعلا فاضلا

      وكان من صفاته (رحمه الل) أنه دائما يقول أن الفقيه أو المجتهد ليس معصوما من الخطأ ، فمن حق المجتع أن ينتقده ويناقشه ويحاوره .. فكان يتقبل (رحمه الله ) جميع الإنتقادات بقلبه الكبير ..
      ويكفي شهادة السيد محمد باقر الصدر (قدس) في حق السيد فضل الله (رحمه الله) حيث قال : إن كل من خرج من النجف الأشرف قد خسر النجف الأشرف ( لمكانتها العلمية والحوزوية ) إلا السيد فضل الله فإنه حينما خرج من النجف الأشرف خسرته النجف الأشرف ( لمكانته العلمية البارزة )
      وقال فيه الشيخ الوائلي : أنه كون لخصته سطور

    • زائر 6 | 2:49 ص

      لقد كنت فعلا فضلا من الله

      السيد فضل الله رحمه الله استطاع أن يخلد ذكره بفكره وعقله وقلبه الكبير .. ولعل من أيرز صفاته العظيمة هي نزوله إلى الساحة والمجتمع ومشاركته للجميع بفكره وعطائه ، فعل الرغم أنه فقهيه ومجتهد إلا أنه لم يحصر نفسه في زاوية واحدة بعيد عن الأمة وآلامها !! بل على العكس كان مع المجتمع بل مع جميع الناس في محاضراته وندواته ومجالسه ..
      لقد كنت فعلا فضلا من الله

    • زائر 5 | 2:09 ص

      ترى البعض يأتي وكأن نارا اشتعلت في نفسه

      لقد كان لنا قدوة حسنة
      ولم أرى مثله في رد الإساءة بالحسنة... وإلى الآن ترى من من اضطهدوه اضطهادا أشد عند ذكر اسمه .. وأكبر دليل ردود البعض في بعض المقالات التي تشيد بإنجازاته وبموقفه أمام الظلم في صحيفة الوسط .. فترى البعض يأتي وكأن نارا اشتعلت في نفسه عند رؤيته تمجيد الكُتاب لهذا الإنسان النبيل
      رحمك الله يا فضل الله وإلى جنان الخلد إن شاء الله مع محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

    • زائر 4 | 1:37 ص

      فليرحمك الله يا فضل الله

      بسمه تعالى
      اقسم لك يا استاذ عقيل اني لم افق من صدمة رحيل السيد ,
      يتمتنا يا سيدي فضل الله

    • Ebrahim Ganusan | 12:59 ص

      لأننا امة محكومة بالوصايا واننا امة لايحق لها ان تفكر الا في حدود ما يطرحه الوتد الحزبي ولكم عبرة في الذراز

      وكما قال سماحة السيد فضل الله ق س مرة من على شاشة الجزيرة عندما كان يتكلم عن بعض الانظمة العربية في طريقة استبدادها يقول كان المفكر يخاف ان يضبط وهو يفكر .. نقول إيضا أن من يحاول ان يستقل بفكره ويتامل بعيدا عن عباءة الحزب الشمولي سوف تقام له مراسيم التكفير والتسقيط ونصب مصيدة التكليف الشرعي وعلى طريقة تقول لي أنك اسلامي وأنت تستكبر على القيادة التي دل عليها الأسلام وكما في قصة قرية الدير عندما ذهب احد المشايخ ليلقي خطبة حرضوا عليه البسطاء ومن ثم قالوا للاعلام الناس منعته والعنوان تكليف شرعي

    • زائر 3 | 12:57 ص

      رحمه الله

      يحضرني رد السيد عندما هددت قوى مخابراتيّة بتصفيته ,, قال إنني شخ قد شبعت من الدنيا ,, وإن لم أمت اليوم مت غداً ,, والبركة في الأجيال القادمة,, وقد أُستهدف مرتين من قبل إسرائيل فأنجاه الله تعالى ,, فلكل أجل كتاب .//

    • زائر 2 | 12:55 ص

      ألف تحية وسلام

      لسيدنا الراحل الكبير ألف تحية وسلام ودعاء بالرحمه والمغفرة وأن يعوضنا جل وعلى خيرا ومتفائلين بوجود السيد عبدالله الغريفي كثيرا ونتمنى أن يوحد هلال البحرين خلال رمضان القادم يارب

    • زائر 1 | 11:58 م

      سواد الليل

      مقال جميل فى حق اية الله العظمى السيد فضل الله (رض)فقد احب الله ورسوله واحبه جميع الناس...
      وانا من مقلدين سماحة السيد,الذي لم ينصفه الزمان,فسلام عليك يا فضل من الله

اقرأ ايضاً