العدد 2870 - الخميس 15 يوليو 2010م الموافق 02 شعبان 1431هـ

«الفيس بوك»... البيت العود!

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

أضحى موقع التواصل الإلكتروني العالمي الشهير «الفيس بوك» البيت الآخر الكبير أو (البيت العود) باللهجة البحرينية الدارجة للكثير منا، البيت الذي نلتقي فيه بلا حواجز وفي كل الأوقات ومع الجميع بلا استثناء وبعيداً عن الترسانات التي تكبح حريتنا التي وهبنا إياها رب السماء وشرائع الأرض المنصفة.

في بيت «الفيس البوك» لسنا بحاجة إلى أن نحدد يوماً لنلتقي، لسنا بحاجة إلى ترك أشغالنا، ولم نعد بحاجة ماسّة إلى يوم إجازة حتى يلتئم الشمل ولا حتى إلى مواعيد مسبقة لنلتقي.

في «الفيس بوك» نلتقي مع الناس كل الناس، الأجمل هنا أننا في عالم يكاد يخلو من أمراض الواقع، فـ «الفيس بوك» لا يعرف التمييز بين الناس، ما عليك سوى التسجيل للدخول في عالم تواصلي مليء، إنه عالم يكشف لنا عوالم الناس في ملتقى متعدد الأديان والمذاهب والتيارات والأعراق... إنه ملتقى خالٍ من أية قيود مفروضة.

مشكلات العالم الواقعي انتقلت إلى هذا العالم الافتراضي اللامحدود، فـ «الفيس بوك» يعج يومياً بصرخات من حناجر كثيرة لمناهضة العنصرية ولمحاربة الطائفية، وحملات بغلاف إنساني راقٍ، وحملات لمواجهة الإنترنت المحدود وأخرى لكشف التقصير في الخدمات الصحية وخدمات الكهرباء والماء، كما يحفل «الفيس بوك» يومياً بالعرائض الإكترونية.

عبر نافذة هذا الموقع أجد سعادتي في التواصل مع الشباب من كل الفئات، غالبيتهم يؤمنون بالوطن الذي أؤمن به، نتشارك الآمال والآلام، نتبادل الشعور بالسعادة... بالغضب... يتملكنا شعور بتقاسم كل المعاني.

«الفيس بوك» مرآة للشفافية التي قلّما نجدها على أرض الواقع. هناك يمكننا أن نبوح بأفكارنا، يمكننا أن نحلق بأحلامنا، يمكننا أن ننسج خيوطاً لا تنتهي... وهو مكان للتنفيس عن شعورنا المكبوت أو المخنوق أحياناً.

هنا فقط نتذكر أننا نعيش في رحاب هذا العالم الكبير بلا قيود ولا حدود، ويستحضرني خطاب مهم لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ألقته قبل أشهر قليلة عن حرية الإنترنت، كلينتون كانت محقة حين رأت «أن انتشار شبكات المعلومات يشكل حالياً جهازاً عصبياً جديداً لكوكبنا. فحينما يحدث شيء في هايتي أو في أية بقعة، فإننا جميعاً نعرفه في التو واللحظة، من الناس الحقيقيين، ويكون بمقدورنا الاستجابة في الوقت الحقيقي المناسب أيضاً».

الميزة الأولى المبدعة والخلاقة والملهمة لـ «الفيس بوك» هي إنهاء كل أدوات الدكتاتورية، والقمع والتسلط، لتحل محلها أدوات التواصل والحوار والمشاركة والتعددية... من الحري بكل حكومات الأرض أن تستوعب من خلال هذا الموقع المجاني أطروحة العالم الجديد بكل ما يحمل من قبول للتعايش والتنوع... هنا تحلق كل الطيور بعيداً عن سهام «القناصين»!

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 2870 - الخميس 15 يوليو 2010م الموافق 02 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • السكر المر | 2:20 م

      لا تنسى

      هو يحمل كل الأوجه فيه الزين والسيء لا نريد المبالغة بمدحه

    • زائر 1 | 4:20 ص

      فاعل خير

      كل الشكر والامتنان للكاتب الكريم لما ينويه من فعل الخير للجمهور الكريم فالدال على الخير كفاعله والله ولي التوفيق@@@@

اقرأ ايضاً