العدد 2901 - الأحد 15 أغسطس 2010م الموافق 05 رمضان 1431هـ

بين بطولة «ناصر» والدوري فوارق تنظيمية وفنية

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

هل يعجز اتحاد الكرة بما يملكه من قدرات عن تنظيم المسابقة الأم (دوري الدرجة الأولى والثانية) كما هو الحال مع التنظيم الرائع الذي أتحفتنا به بطولة سمو الشيخ ناصر؟ تلك البطولة التي ومنذ انطلاقتها قبل 4 سنوات تقريباً والتطور الكبير يلازمها في جميع مساراتها الفنية والتنظيمية بل في مفاجأتها التي ترفع من درجة الحرارة لدى البطولة ولدى الحضور الجماهيري المنقطع النظير من خلال الإغراءات التي رصدتها البطولة من جوائز مالية وعينية يسيل لها اللعاب وتجبر الجماهير حتى تلك التي ليس لها اهتمامات كروية بل رياضية على الحضور ولو من أجل هذه الجوائز والتي ينعكس حضورها بالإيجاب على من هم داخل المستطيل الأخضر، بالإضافة إلى التغطية الشاملة في الإعلام الرياضي المحلي من خلال كادر وطني ولجنة إعلامية تقدم كل ما يهم البطولة بالإثارة والحماسة والمنافسة القوية بإظهارها على صفحات الإعلام المقروء ومشاهدة لها بالإعلام المرئي.

نحن لا نتصور أن هناك دورة صيفية أو رمضانية محلية تحظى بهذا الاهتمام كما هو الحال مع بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وخصوصاً مع استقطاب الشركات الراعية التي وصل عددها إلى 10 شركات رصدت الكثير من الجوائز القيمة منها السيارات ومنها الجوائز المالية.

نحن نسأل كيف استطاعت هذه البطولة أن تصل إلى هذا الحد من المستوى المتطور أداء وتنظيماً وخصوصاً في المجال الإعلامي لولا الاستراتيجية الواضحة وخطة العمل التي تعتبر هي خارطة الطريق للجان العاملة في هذه البطولة كفريق واحد ومنظم ليس فيها التداخل في المهمات وبالتالي ينتج العمل النجاح الباهر.

قد يقول لنا قائل إن وجود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة نجل جلالة الملك كافٍ للوصول إلى هذه الحالة من النجاح. نعم نقول كذلك ولكن سمو الشيخ ناصر أعطى الضوء الأخضر إلى كل اللجان العاملة بالعمل كل في مسئوليته من دون التدخل في صلاحيات هذه اللجان إلا بما يضع الأمور في مصلحة الدورة وبالتالي نجاحها في كل عام جعل الشركات الوطنية الأخرى تفكر جدياً في الدخول بقوة مع الشركات الأخرى لرعايتها وهذا هو الهدف الأكبر الذي يتمناه كل من يرغب في تنظيم أي دورة.

بعد ذلك نقول أين اتحاد الكرة من الدروس المستفادة من تنظيم هذه الدورة الرمضانية وكيفية السيطرة على باقي الدورات بأرباح هائلة. ولماذا لا يخرج الاتحاد بخارطة طريق متطورة مأخوذة من نتائج نجاح هذه الدورة وخصوصاً أن في اللجان العاملة هناك لجنة خاصة بالتنظيم من اتحاد الكرة ولكن للأسف الشديد وكأن الأمر لهؤلاء لا يعنيهم بشيء.

هل وجدوا التنظيم في هذه الدورة صعباً وبالتالي عجزوا عن وضع اللمسات الإيجابية لتطوير دورينا المريض بل الميت؟ لماذا لا يتحرك اتحاد الكرة كتحركه في بطولة سمو الشيخ ناصر للبحث عن مخارج المأزق نحو النجاة من السقوط والغرق في تنظيم الدوري.

هل الحصول على الشركات الراعية صعب أم أن الشركة الراعية الأساسية والوحيدة لمسابقات اتحاد الكرة تقف حجر عثرة في التطوير وحصد الشركات الأخرى لجلب الجماهير إلى دورينا الهزيل.

متى نرى اتحاد الكرة وقد شد من عزمه وقرر جازماً نحو التطوير الفعلي الذي يعيد الجماهير إلى مدرجاته عبر الجوائز الفورية والقيمة وإن كنا نعتقد أن جماهيرنا تحتاج فقط إلى المستويات الفنية المتميزة لكي تحضر ولكن هذا ألا يمنع من إيجاد حلول عبر الجوائز المالية والعينية للجماهير وإلى كل اللاعبين في كل المباريات حتى نبدأ معها خريطة الطريقة نحو التطوير.

كما نقترح على اتحاد الكرة بتشكيل لجان عاملة غير لجنة المسابقات من خارج الاتحاد ولكن برئاسة عدد من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وضرورة رصد شركات راعية غير الشركة الأساسية لكي نستطيع أن نصل إلى الهدف المطلوب.

قد يخرج علينا أحد في اتحاد الكرة ليقول أعطني ملاعب واحصل مني النجاح... نقول لهذا إن التخطيط الذي رأيناه من اتحاد الكرة لم يكن مرتبطاً بالملاعب إلا القليل... فهو إلى الآن لم يستطع أن يضع برنامجه الزمني وفق ما لديه من ملاعب. وخانه التوفيق في الكثير من الأمر في وضع جداول المباريات بصورة عادلة وحتى النظام كان متغيراً من سنة إلى سنة أخرى بالإضافة إلى مجهولية انطلاق الموسم لعدم وجود الشجاعة الكافية في وضع نظام لكل الفرق وإن تأثرت منه الفرق الكبيرة مثل الرفاع والمحرق والأهلي والنجمة وغيرها وبالتالي من الصعب بعد التردد أن نصل إلى نهاية الطريق بنجاح. أخيراً نقول إلى العاملين باتحاد الكرة تحركوا في الاتحاد كما تتحركون في بطولة سمو الشيخ ناصر بنفس الجهد والحماس والتفكير وصدقوني ستصلون إلى النجاح المنتظر أو أنكم بإمكانكم عرض الموضوع من أجل المساعدة على سمو الشيخ ناصر لإحداث نقله نوعية في التطوير وإيجاد مخارج لإنقاذ الدوري وإلا فأجعلوا دورة سمو الشيخ ناصر دوري الدرجة الأولى بمشاركة الأندية المعتمدة في هذه الدرجة وعندها ستحقق النجاح الباهر بإذن الله.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2901 - الأحد 15 أغسطس 2010م الموافق 05 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً