العدد 2917 - الثلثاء 31 أغسطس 2010م الموافق 21 رمضان 1431هـ

صفر على الشمال

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

بالأمس القريب انطلق ثالث دوري للمحترفين في الإمارات العربية المتحدة، وبعد أسبوع فقط من البداية أثبتت الدولة الخليجية قدرة هائلة على تنفيذ ما هو أكثر من دوري للمحترفين، ومع دخول الإمارات نادي المحترفين ومن قبلها قطر، ولا يقل عنهما شأنا الدوري السعودي، بقينا نحن وبعض الدول الخليجية التي ربما تفوقنا في اقترابها الدخول في مسمّى دوري المحترفين.

لا نتكلم فقط عن دوري للمحترفين بمعنى تواجد اللاعب المحترف، إذ إن لهذا الدوري الكثير من المعاني التي يجب أن نطبقها، أو على أقلها، أن نخطو لتطبيق بعض أموره التي تخفى على جميع الاتحادات الوطنية أصحاب الألعاب الجماعية بالذات، وبالتالي ربما يجب علينا أن لا ندعو لأكثر مما نملك من أن نكوّن دوريا للمحترفين لدينا وسط الظروف الصعبة التي نعاني منها أصلا، وإنما فقط تعديل دورياتنا في مختلف الألعاب بالعمل على جلب الإثارة والمتعة فيها حتى وإن كانت خارج مسمى «دوري المحترفين».

يوما بعد يوم تؤكد المملكة العربية السعودية أنها تمتلك أحد أفضل الدوريات والمسابقات (دوري زين السعودي) على المستوى العربي، إن لم يكن الأفضل والأميز وهو كذلك منذ سنوات خلت، نظير القرارات المتخذة من قبل هيئة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم والتي تصب بنجاح في سبيل تطوير الكرة السعودية، ولعل ذلك يأتي مصداقا لما أعلنه رئيس هيئة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم الأمير نوّاف بن فيصل، قبل انطلاقة الموسم السعودي عن خطة عمل الهيئة في الفترة المقبلة والتي تهدف إلى جعل الدوري السعودي من أفضل 20 بطولة دوري في العالم بحلول العام 2013، والتي تعتمد في الأساس على زيادة دخل أندية الدوري من خلال تخصيص عدد من المكافآت والجوائز، على رغم أن دوريها يصل إلى مراحل متقدمة من الدوريات المحترفة ولا تحتاج إلى مثل هذا الإعلان، فيما لا نزال نحن نراوح مكاننا نبحث عن منافذ للخروج فقط بمسابقة جيّدة هذا الموسم فقط، وينصب تفكيرنا فقط على كيفية تسيير مسابقة الدوري في دورها الأوّل ثم التفكير في الثاني وهكذا.

الأخوة في السعودية أصابوا عين المشكلة، وخططوا لها خير تخطيط من خلال اعتماد مكافآت مالية ضخمة وجوائز لأفضل فريق ولاعب في كل أسبوع، من شأنها بالتأكيد نقل دوريها إلى مستويات عالية من المنافسة، وهذا ما ينطبق فعلا على الشكل الذي يقدمه فريق كالرائد الذي بقي في دوري المحترفين مستفيدا من زيادة عدد الأندية وهو الذي تأهل الموسم الماضي من الدرجة الأسفل، وها هو الآن ينافس على المراكز المتقدمة، بينما تغيب لدينا مثل هذه الحالات، إذ إن قاعدة «الصاعد هابط» حقيقة لا تبارح الأندية التي تتأهل من الدرجة الثانية، لأنها بالتأكيد لا تمتلك الإمكانات التي تقارع بها أندية قادرة على شراء نصف فريق كامل.

في السعودية الفائز فقط في أية مباراة يحصل على جائزة قدرها 50 ألف ريال، ولدينا نلعب بالمجان، هناك يحصل اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في الأسبوع على جائزة مقدارها 50 ألف ريال، ونحن لا توجد لدينا مثل هذه الجوائز بتاتا، وإن كانت فإنها لا تتعدى مبلغ 50 دينارا والتي على رغم ذلك يتفنن اللاعبون من أجل الظفر بها، ذلك؛ لأنّ غالبية اللاعبين أصحاب دخل ضعيف وغير مستقرين، والأدهى من ذلك أن الفائز بالبطولة في السعودية سيحصل على جائزة تصل إلى مليون ونصف، ونحن لا تتعدى الجائزة مع الضرائب 3 آلاف دينار، إذا ما علمنا أن المخصصات المالية المخصصة لذلك في دوري القدم للموسم الماضي لم توزع حتى الآن، والغريب أن لدينا مسابقات كدوري الطائرة واليد حاليا تلعب فيها المسابقات من دون جوائز ولا حوافز.

وسط ذلك، أمست المناشدات ومطالبات الكثير من الأندية بتدخل القيادة الرياضة أو المؤسسة لتعديل أوضاعها، شكلا من الأشكال التي تدلل على أن الرياضة لدينا أصبحت «خربطة»، لن تكون فيها قادرة على دخول عالم الاحتراف، وإلا فإنها ستحتاج إلى دعم حكومي قادر على انتشالها مما تعانيه.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2917 - الثلثاء 31 أغسطس 2010م الموافق 21 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً