العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ

عشائر شمّر العراقية تدخل دائرة الضوء بعد تعرضها لهجمات القوات الأميركية

مهدي السعيد comments [at] alwasatnews.com

أثارت العمليات العسكرية الأميركية الأخيرة في المناطق الغربية من العراق اهتمام وسائل الاعلام المختلفة ارتباطا بما اشيع من ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يختفي وعائلته في هذه المناطق التابعة لعشائر شمّر العراقية.

ولاتزال القوات الأميركية تواصل التفتيش والاقتحام العشوائي للمدن والقرى والارياف التي تقطنها هذه العشائر بعد ان توافرت معلومات من بعض المسئولين السابقين في النظام المخلوع الذين ألقي القبض عليهم من قبل القوات الأميركية بأن صدام حسين ونجليه عدي وقصي وزوجته ساجدة طلفاح وابنتيه يختفون في هذه المناطق. ولعل الرسالة التي تلقاها جلال الطالباني من أحد اعيان العشائر والتي تشير إلى وجود زوجة صدام وبناتها في ضيافة العشائر السبب الذي دعاه الى التصريح علنا امام وسائل الاعلام عن استعداده لتوفير الأمان والحماية لهن في كردستان اذا ما قرروا القدوم اليه.

ومعلوم ان مناطق عشائر شمّر تتداخل في شمال العراق مع الأراضي الخاضعة للاكراد، فمدينة الموصل وامتداداتها وكركوك والبيجي والحويجة كلها مناطق تقطنها عشائر شمّر وهي تقع في اطراف الجزء الجنوبي من كردستان العراق.

بيد ان العمليات العسكرية الأميركية للبحث عن الرئيس العراقي المخلوع لا تتركز على تلك المناطق، لأن معظم الأدلة الواردة حاليا تشير الى ان عائلة صدام ليست معه في مكان واحد، وانما من المفترض ان يكون معه عدي وقصي، وبعض انصاره وانهم ربما يختفون في المناطق الغربية من الحدود مع سورية، وهي ايضا مناطق تابعة لعشائر شمّر العربية.

عشائر شمّر واحدة من اقدم العشائر العربية المهاجرة من جزيرة العرب والممتدة في الجزء الشمالي من بلاد العرب وفي سورية والعراق وقد انتشرت في مناطق العراق الغربية والشمالية الغربية، واشهر شيوخها المعروفين المرحوم احمد عجيل الياور الذي كان نائبا في مجلس الأعيان في العهد الملكي، ثم تلاه ابناؤه واحفاده صفوك عجيل الياور ومحمد الياور وفارس ناصر الياور وهذه المشيخة مقرها في الموصل وتشرف على مناطق واسعة تمتد الى الحدود مع سورية.ولابد من تأكيد ان عشائر شمّر تنقسم الى ثلاثة بطون أو «مشايخ» ترتبط بوحدة الدم والانتماء ولكنها ايضا تستقل كل في مناطقها المحددة، وهذه البطون هي: شمّر طوكة وشمّر جربة، وشمّر العزيزة ولكل وحدة من هذه الاقسام اعيانها وافرادها وتقاليدها.

فشمّر طوكة وهي الأكبر تقطن مناطق الموصل الممتدة الى الحدود مع دير الزور والقامشلي السوريتين وكما اشرنا فان شيخها الكبير هو احمد عجيل الياور وخلفه ابناؤه واحفاده، اما شمّر جربة فيقطنون منطقة الحويجة الواقعة بين كركوك وبيجي في شمال العراق، ومن شيوخهم المعروفين عيادة صديد حواس الشمّري الذي عينه صدام حسين محافظا للسماوة ثم غضب عليه واقصاه من موقعه، وكلا العشيرتين شمّر طوكة وشمّر جربة يدينون بالمذهب السني في حين ان ابناء عشيرة العزيزة التي تمتد اراضيها بين سلمان باك والكوت والنعمانية وغيرها من المناطق الوسطى القريبة من بغداد تدين بالمذهب الشيعي. وان ابرز شيوخ عشيرة شمّر العزيزة هو الشيخ حامد السيد. وقد قدمت عشائر شمّر معونات جمة للحكومات السالفة بما فيها حكومة الرئيس العراقي السابق ولكنها في الوقت نفسه جنت الكثير من الكوارث على ايدي هذه الحكومات، وقد عرف من معظم الضباط العراقيين وخصوصا القوات الجوية انهم ينتمون الى عشائر شمّر، لأن هذه العشائر تتحلى بالجرأة والشجاعة والاقدام، الامر الذي جعل صدام حسين يعتمد على الكثير من شبابها، فقد كلف العميد قاسم محمد الشمّري على سبيل المثال بوزارة الدفاع المدني وكلف آخرين بمسئوليات كبيرة، وأغدق على أبناء العشيرة الكثير من المساعدات والمكافآت ولكنه ايضا اضطهد وقتل بعض رموزها ولعل واحدا من ابرز المعارضين لنظام صدام حسين هو العميد فوزي الشمّري قد التحق بالمعارضة العراقية منذ امد بعيد وهو يقيم الآن في الولايات المتحدة ويتزعم منظمة للضباط الاحرار.

بين وجهاء عشائر شمّر من يحتفظ لصدام ببعض من الجميل، لذلك فإن تقاليد وقيم هذه العشيرة ربما تعرض عليهم تقديم المساعدة له ولأفراد وعائلته وهنا لابد ايضا من الاشارة الى ان الاكراد عاشوا على مدى القرون مجاورين لعشائر شمّر ولديهم علاقات جيدة معهم، لذلك دعا جلال الطالباني زوجة صدام وبناته للقدوم الى كردستان تقديرا لطلب قبائل شمّر العربية

العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:28 م

      مهدي

      صح لسانك تصلح شاعر وحاول تحتفض بمعلوماتك الطيبه لنفسك ههههههههههههههههههههههههههههههه

اقرأ ايضاً