العدد 2927 - الجمعة 10 سبتمبر 2010م الموافق 01 شوال 1431هـ

المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عبء جديد

علي محمد حسين فضل الله comments [at] alwasatnews.com

يعودُ المفاوضُ الفلسطينيُّ من العاصمةِ الأميركيَّةِ، وهو يحملُ على ظهره ثقل المفاوضات الّتي تحوّلت إلى عبء جديد على كاهله، لأنّها فرضت عليه الالتزام بالسّقف الأميركيّ ـ الصّهيونيّ، والخضوع للامر الواقع الذي يفرضه العدو، في استئناف الاستيطان الّذي لم يتوقّف في الأصل، وإن كان أُعلن سابقاً عن إيقافه بطريقةٍ رسميّةٍ وضبابيّة.

وعلى هذا الخط هناك من يتحرّك في السّاحة العربيّة بالخفاء والعلن لتعميم هذا النّمط، ليُقنع بقيّة الدّول العربيّة المعنيّة بالانضمام إلى مسيرة التّفاوض والسّقوط...

إنَّنا في الوقت الّذي نثق بالوعي المتنامي لعدم جدوى هذا النهج نرى أنَّ عمليَّات المقاومة في فلسطين ضدَّ الاحتلال هي السَّبيل الوحيد للردِّ على هذا الواقع الاستسلاميّ، مما يتطلب أن تقف الشُّعوب العربيَّة والإسلاميَّة مع هذه المقاومة، وأن تمدَّ يد العون والدّعم للشّعب الفلسطينيّ،لكي لا يخضع أمام الضغوط وأمام حاجاته الاساسية حتَّى يواصل صموده ومقاومته ومقارعته للاحتلال، ليصل بالقضيَّة إلى برِّ الأمان.

ولعلَّ من المفارقة هنا، أنَّنا فيما نرصد أصواتاً مرتفعةً في الواقع العربيّ والإسلاميّ تدعو إلى الرّضوخ لمنطق المفاوضات والمهادنة والاستسلام للعدوّ، وتتنكّر لسلاح المقاومة والتّحرير، نرى أنّ وزير حرب العدوّ يذهب إلى العاصمة الرّوسيّة ليوقّع اتّفاقاً للتّعاون الاستراتيجيّ بين الجيشين الرّوسي والصّهيونيّ، يتضمّن صفقات أسلحةٍ، ومنع سوريا وإيران من التزوّد بأسلحةٍ روسيّة دفاعيّة، بعد صفقات الأسلحة الهائلة الّتي عقدها الكيان الصهيونيّ مع الإدارة الأميركيّة.

إنّ من السّذاجة بمكان، أن يعمل البعض في الأوساط العربيَّة الرّسميَّة على تسويق ثقافة السَّلام، فيما يعمل العدوّ على التزوّد بكلِّ أسلحة الدّمار الشّامل، استعداداً لحروبٍ قادمةٍ يُتحضّر لها في مواجهة العرب والمسلمين، ودول الممانعة والمقاومة تحديداً.

ونأتي إلى لبنان وفي الوقت الّذي نؤكِّد أهميَّة الأصوات التي ارتفعت مؤخَّراً تدعو إلى التَّهدئة ومراجعة الذّات، والخروج من دائرة الفتنة. نريد لكلّ هؤلاء أن يحسبوا حسابات النّاس، ومصلحة البلد العليا، وأن يعملوا لتجنيبه كوارث ومآسيَ جديدة، ليتحوّل الجميع إلى ورشةٍ واحدةٍ تعمل على حلّ قضايا النّاس الحياتيّة والمعيشيّة، وخصوصاً أنّنا على أبواب عامٍ دراسيّ جديد، تكثر فيه الأزمات، وتتوالى فيه المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة، الّتي يدفع فيها الفقراء والمستضعفون فاتورة الانقسام السياسيّ والتّقصير والإهمال الّذي لا يزال يمثّل سياسةً عامّةً في لبنان.

إننا ندعو الى اعلان حالة طوارئ اجتماعية في البلد على مختلف المستويات لمعالجة القضايا الاجتماعية الملحة فلم يعد إنسان هذا البلد قادرا على تحمل الأزمات المعيشية المتتالية والظروف الاقتصادية الصعبة... أما آن لهذا الليل الاجتماعي أن ينجلي، أما آن لإنسان هذا البلد أن يحس بوجود دولة تخطط له وتتابع كل قضاياه بكل جدية ومسئولية وأن يكون ضمن مجتمع متكافل متعاون يتحسس آلام بعضه البعض، ويتعاون فيه الجميع لتضميد جراحات بعض البعض.

أيّها المسئولون... الله الله في قضايا النّاس... الله الله في مصير البلد ومستقبله... الله الله في وحدتكم، لأجل إنسانه لا على حسابه الله الله في عزة وحرية وكرامة إنسانكم وكل وطن وانتم بخير

إقرأ أيضا لـ "علي محمد حسين فضل الله"

العدد 2927 - الجمعة 10 سبتمبر 2010م الموافق 01 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:48 ص

      14نور::تابع:: المشكلة يا إبن الحبيب بأن من تكلمهم موتى فهل ينفع الموتى النصح

      والكرامات معاً فإن فعلنا ذلك ضج الالعالم بما نكون بعد ذلك فنحن أهلُ ُ لذلك فديننا هو الحق ونبينا هو الخاتم وكتابنا هو أحد الثقلين وأئمتنا الآخر فلم لا ننهض لفعل ذلك فنكون خير أمةٍ أخرجت للناس من جديد والسلام على من عقل الكلام.

    • زائر 4 | 10:45 ص

      14نور::تابع:: المشكلة يا إبن الحبيب بأن من تكلمهم موتى فهل ينفع الموتى النصح

      دعى لتحرير الأقصى وعقول المسلمين وهو الذي شد على أيدي المجاهدين وهو الذي خاض الشرق والغرب ضده الحرب لأنهم الفقيه الذي أعلن الحرب على الأسياد بدل السقوط على أقدامهم وتقبيلها وهي كانت بداية ولا تزال مستمرة على يد قائد المسيرة حجة الإسلام والمسلمين آية الله السيد علي الخامنائي دام ظله الشريف ولكن لا تزال هذه الدولة وحيدة في هذا الطريق ويجب علينا أن نوجه الشعوب لترغم حكامها على إتخاذ المثل فمن عاد لرشده أهلاً به ومن أبى سجلنا إسمه بمزابل التاريخ ومن هذه النقاط نستطيع عقد العزم على إسترجاع المقدسات

    • زائر 3 | 10:40 ص

      14نور::تابع:: المشكلة يا إبن الحبيب بأن من تكلمهم موتى فهل ينفع الموتى النصح

      فرق اللإستجداء العربية و الإسلامية على الخط حتى الآن فكما أسبقنا الذكر بأنهم هم وأسيادهم ممن يضعون الخطط لتجويع شعوبهم ولحرف التفكير لديهم من تحرير الأرض و المقدسات إلى السعي وراء القوت وهي أيضاً حقيقة ولكن ؟ ألم يكون موقد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد روح الله الموسوي الخميني أول من قلب الأمور وهدم هذه الإسطورة وجلب دين محمد لأرض فارس من جديد ومهد الطريق لنهاية عصر الإستعباد وبداية عصر الإسترشاد والرشاد أليس السيد الخميني هو أطاح الصنم وأقام مكانه المسجد أليس هو من

اقرأ ايضاً