العدد 2943 - الأحد 26 سبتمبر 2010م الموافق 17 شوال 1431هـ

و«انتصرت» أميركا قبل أن تشن حرباً على إيران

عبدالجليل النعيمي comments [at] alwasatnews.com

من أهم الأخبار التي تناقلتها الصحف العالمية بداية الشهر الحالي كان ما تنويه حكومة المملكة العربية السعودية من شراء أسلحة أميركية بقيمة 60 مليار دولار. وفي الأسبوع الماضي أخذت الصحافة العالمية تكتب عن عدوى حمى التسلح التي سرعان ما سرت إلى بلدان الخليج الأخرى. وفي محصلة الأمر فإن بلدان مجلس التعاون الخليجي سوف تشتري أسلحة تصل قيمتها إلى 123 مليار دولار. وتشمل هذه الصفقات طائرات مقاتلة نفاثة، نظما حديثة ومعقدة لرادرات ودفاعات مضادة للصواريخ.

الحجة التي ترتمي في العين لأول وهلة هي أن إيران قد تصبح عاجلا أو آجلا قوة نووية وتمتلك نظما قوية لإيصال الشحنات إلى مسافات قريبة ومتوسطة. وتجري الإشارة أيضا إلى أن الاستراتيجية الأميركية المتبعة حاليا بمواصلة تشديد العقوبات ضد إيران لن تجبر حكومتها الإكليركية على التخلي عن برنامجها النووي. وإلى ذلك أيضا يجري التأكيد على أن ضربات جوية إسرائيلية أو مشتركة مع أميركا للمنشآت النووية الإيرانية أصبحت وهمية أكثر منها خططا واقعية. بينما يشير آخرون بأنه حتى ولو كانت مثل هذه الضربات ستسدد فإن ذلك سوف يؤجل فقط، ولن يلغي دخول إيران نادي القوى النووية العالمي.

وهكذا فإن مكنة إعلام قوية تسيرها قوى الإعلام الغربي قد اشتغلت منذ زمن لتبرر أهمية استعداد دول مجلس التعاون الخليجي لليوم الذي قد تتعين فيه مواجهة جارها المدجج بالسلاح النووي. وتمضي مكنة الإعلام في سوق تبريرات إضافية حتى لاحتمال تطورات الأوضاع الداخلية في إيران أو من حولها، قد تؤدي إلى وصول نظام يتصف بالعقلانية إلى حكم إيران «النووية». هذا النظام - تقول المكنة - هو الآخر قد لا يقاوم إغراء العدوان ضد دول مجلس التعاون. ويشيرون في هذا الصدد إلى أن عددا من القضايا المختلف عليها بين إيران وجيرانها الخليجيين ستبقى دائما تقدم الحجج لاستعراض السلاح ورقصات الحرب في الخليج. إذن، - تقول لنا المكنة - تبدو صفقات الأسلحة الضخمة هذه مقابل أرقام فلكية من الدولارات استراتيجية دفاعية رشيدة لدول لاتزال تتمتع بفوائض مالية ضخمة منذ ما قبل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. ولاحظوا أننا لانزال هنا في مرحلة حمى سباق التسلح الاعتيادي وليس النووي بعد.

لندع جانبا، ولو لحين، صحة كل هذه الحجج من عدمها، فقد تناولها وسيتناولها كثير من المحللين المتابعين. وسأذهب معكم، من أجل تفسير الظاهرة، إلى مصدر قوي، لكنه لايزال غضا بعد.

كعادته في كل خريف أطلق المجلس الوطني الأميركي للاستخبارات تقرير «اتجاهات العالم حتى العام 2025: عالم متغير». ولايزال من غير الممكن حتى الآن دراسة تقرير الخبراء الأميركيين كاملا. فلا يوجد على الموقع الرسمي حتى كتابة هذا المقال سوى حواش تفسيرية مقتضبة تسبق نشره كاملا. ومع ذلك، واستنادا إلى المتوافر، وباحتساب حقيقة أن لمعظم التوقعات الأميركية عادة «التحقق»، إما بحكم نظرية «المؤامرة» أو التنبؤ العلمي، فلنقرأ إشارات مهمة منه.

هذا التقرير مكرس في الأساس لتسليط الضوء على دور الصين والهند في عمليات التطور العالمي. ومع ذلك فإن قسما منه تطرق إلى منطقة الخليج ومكانها في هذه العمليات. وهو يرى أنه إلى جانب الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ستشارك كل من الهند، الصين، البرازيل وكذلك الخليج في لعب الدور القيادي في العالم. ويفترض خبراء المجلس خمسة سيناريوهات للتطور في العالم. وحسب السيناريو الأخطر بينها فسيحدث في العالم نزاع عسكري كبير أو كارثة طبيعية كبيرة تحتم على الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي أن توحد قواها لصد التهديد العام. لكن أي البلاد سيكون مصدر النزاع المحتمل؟ هذا ما لم يتحدث عنه المحللون. من جهة أخرى، وحسب رجال الاستخبارات الأميركيين فخلال الخمسة عشر عاما القادمة هناك أمران سيحددان حالة العالم: المال ومواد الطاقة. ودون الغوص أكثر، فليس من النافل القول بأنه عندما يجري الحديث عن مصدر نزاع عالمي وعن دور المال ومواد الطاقة في مستقبل العالم، على الأقل حتى العام 2025م، فإن الحديث يدور عمليا عن منطقة الخليج بكاملها كمسرح أحداث. كما يفسر أيضا ظاهرة حمى التسلح ورقصة الحرب في منطقتنا.

إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل النعيمي"

العدد 2943 - الأحد 26 سبتمبر 2010م الموافق 17 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:55 م

      الى صاحب التعليق المعنون بــــ مضحكة تعليقاتكم

      واضح انك في وادي والمقال والمعلقين في وادي ثاني
      ياأخي كلف على نفسك وأقرأ المقال والتعلقات وبعدين علق

    • زائر 9 | 3:37 م

      مضحكة تعليقاتكم

      بصراحة تعجبت من تعليقاتكم تفوح منها ائحة ضيق الافق تبون ديمقراطية وانتم غير قادرين على تقبل الراي والراي الاخر.
      حقيقة اضحكتني بعض التعليقات التي تصف ابن النعيم طائفي في مرئياته بشان ايران كما لو تصفوا شخص اسود بانه عنصري ما اعرف على اية مقاييس استنتم في اعتباره طائفي بس لان قال راي لايعجبكم تعلموا يا اخوان تقبل الراي المخالف بروح رياضية.
      الله يصلح شانكم ويهديكم

    • زائر 8 | 2:27 م

      أنت يا المشموخ ما تجوز من كلامك

      هذا المدعو المشموخ دائما كلامه أستفزازي طائفي هذا اللي فالح فيه ،، بدل ما تدعو على أسرائيل وأمريكا هم سبب مصائبنا ليش تدخل الفرس ، في أي زمن أنت قاعد معروف كلامك الطائفي دائما أيران الأسلام شوكة في حلقك وأنشاء الله دائما ..ز
      أنشر يا كنترول أرجوك

    • زائر 6 | 8:45 ص

      بهلول

      زائر 5 ، باين وواضح أن الحقد قد أعمى قلبك وجعلك من المصرقعين ! الفرس المجوس إنتهوا من زمان يا "شاطر" !
      بدل الدعاء على الناس بالدمار أدعو لهم بالهداية والشاد و الخير بما فيهم بعض العرب النجوس وحتى الأمريكان و اليهود أرجوك أن تدعو لهم بالهداية و أن يعم السلام العالم بدل هذه الروح الواطية التي تدعو على الناس بالدمار و البعيدة عن أخلاق الإسلام .

    • زائر 5 | 8:04 ص

      اللهم دمر الفرس المجوس و الأمريكان في يوم واحد

      اللهم دمر الفرس المجوس و الأمريكان في يوم واحد

    • زائر 4 | 6:18 ص

      خالد الشامخ : الله يكفينا شر جيراننا

      لن يتركونا بحالنا في السابق هاجمونا تحت رايات القوميه الفارسيه و الان تحت رايات المذهب و غداً ....

    • زائر 3 | 12:16 ص

      هذا ليس جديدا على مدى التاريخ 2

      انما هي المصالح والغاية تبرر الوسيلة ، والميكيافيلية ، ليس هناك أخلاق وإنسانية وتعايش سلمي ، وإلا لماذا تأتي أمريكا بجيوشها واساطيلها من بعد ملايين الأميال لترويع الإنسان ، الا توجد طريقة اخرى غير هذه الوحشية من القتل البشع ضد الاطفال والنساء والحجر والمدر لا يسلم احد ابدا من هذا التنكيل والفساد بالإنسانية المسالمة الآمنة في بلدانها ، هل اعتدى علبها احد وذهب اليها في عقر دارها كلا والف لا .

    • زائر 2 | 12:15 ص

      هذا ليس جديدا على مدى التاريخ

      وحسب السيناريو الأخطر بينها فسيحدث في العالم نزاع عسكري كبير أو كارثة طبيعية كبيرة تحتم على الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي أن توحد قواها لصد التهديد العام. لكن أي البلاد سيكون مصدر النزاع المحتمل؟ هذا ما لم يتحدث عنه المحللون. هذا ليس جديدا على القوى الاستكبار العالمي ، من الذي يبدأ دائما بالحروب والكوارث على مدى التاريخ ؟ وكذلك على مدى التاريخ دائما وابدا نلاحظ ان الكفر العالمي متوحد ضد السلم العالمي منذ الخليقة الى الآن .

    • زائر 1 | 10:30 م

      أجودي// لله ذرك يا نعيمي


اقرأ ايضاً