العدد 2970 - السبت 23 أكتوبر 2010م الموافق 15 ذي القعدة 1431هـ

الحكومة والنواب... و»قنابل» الرياضة والشباب

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

عاشت المملكة بشتى شرائحها أمس عرسها الديمقراطي بإجراء الانتخابات النيابية والبلدية والتي يتفاعل معها البحرينيون بشتى القطاعات ومن بينهم ما يهمنا هنا هو القطاع الشبابي والرياضي الذي شارك بالأمس في العملية الانتخابية، والكثير منهم يتطلعون بأمل وتفاؤل في أن يجد هذا القطاع الذي يمثل 60 في المئة الاهتمام والدعم في المجلس الجديد.

لاشك في أن القطاع الشبابي والرياضي في البحرين يمثل شريحة كبيرة من الشعب وبالتالي من الظلم أن يكون بعيدا عن دائرة الاهتمام والدعم وخارج الحسابات والأولويات سواء من جانب الحكومة التي تمتلك الموازنات ومصادر الدعم أو المجلس النيابي الذي يفترض أن يكون ممثلاً للشعب والشباب، وبالتالي يظل هذا القطاع «مغيّبا» على رغم أن الكثير من المرشحين يعولون على دور الشباب في العملية الانتخابية، وعلى النواب الجدد أن يخرجوا من عباءة تنظيم بعض الدورات الرياضية برعايتهم في رمضان وغيرها، فذلك لا يمثل الطموح الأدنى للشباب والرياضة في البحرين الذي يعاني الكثير وأصبح مرضاَ مزمناً ينتظر علاجاً جذرياً وليس دعاية واستغلالاً لأغراض شخصية وآنية من قبل الدولة أو بعض النواب.

وفي الوقت الذي نلاحظ فيه غياب كلمة الشباب والرياضة عن البرامج الانتخابية للمترشحين ولو بالإشارة وغياب طرح قضايا الشباب خلال الجلسات النيابية، فإن التمعن في الوضع الذي تعيشه البحرين يفرض التوقف بجدية واهتمام عند أهمية التعاطي مع القضايا الشبابية والرياضية، إذ يلاحظ أن هناك العديد من قضايا الوطن مرتبطة بقضايا الشباب والرياضة مثل المشكلات الاجتماعية والأمنية والصحية والتعليمية، إذ إن غياب المنشآت والمقار الجيدة للأندية والمراكز الشبابية وقلة الموازنات المقدمة لها تجعلها غير قادرة على القيام بدورها الاجتماعي والرياضي والارتقاء بالمستوى الشبابي، فضلاً عن أن الشاب لا يجد الأرضية والأجواء المناسبة المهيأة لممارسة الأنشطة والهوايات وصقلها وتفجير الطاقات الشبابية الإبداعية الكامنة داخلها، وبالتالي تفتح الباب لانسياق الشباب نحو اتجاهات مختلفة في عالم ومجتمع مفتوح على مصراعيه ومعها تنتشر المشكلات المختلفة في الوطن والمجتمع وحينها لا ينفع الندم.

ولعلها ليست المرة الأولى التي نطرح فيها مثل الوضع الصعب الذي يعيشه القطاع الشبابي والرياضي في المملكة الذي يجب أن ننظر إليه كمشكلة أساسية وليس أمرا ثانويا ترفيهيا لا يستحق حتى طرحه، ويمكن اعتبار المحافظة الشمالية مثلاً مهماً في هذه المشكلة، إذ لا يعقل أن أكبر محافظة من حيث الكثافة السكانية والشبابية لا تضم سوى نادياً نموذجياً هو نادي الشباب فيما تتناثر بقية الأندية والمراكز على امتداد شارع البديع والمنطقة الغربية أشبه بالدكاكين وأندية تعاني الكثير من الصعوبات في تنفيذ دورها الوطني والاجتماعي والشبابي والرياضي.

إن العرس الديمقراطي الذي عاشته المملكة أمس فرصة من أجل تفجير شجون الشارع الشبابي والرياضي مجدداً علهّ يجد آذاناً صاغية من الدولة بأجهزتها المعنية وشريكها مجلس النواب حتى لا تظل بوصلة الإصلاح والتصحيح ضائعة عن الاتجاه السليم، ونظل ندور في فلك الضياع الذي يجعل شباب البحرين «قنابل موقوتة» قابلة للانفجار في أية لحظة في أي اتجاه وحينها لا ينفع الندم

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2970 - السبت 23 أكتوبر 2010م الموافق 15 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً