العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ

هذا في جوانزهو... فكيف في السويد

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع الخروج الحزين للمنتخب الوطني العالمي لكرة اليد من الدور الأول بدورة الألعاب الآسيوية بجوانزهو، بعد تلقيه الخسارة الثانية يوم أمس من المنتخب الإيراني، والتي حدّت بشكل كبير من آمال المنتخب في الوصول إلى الدور الثاني بانتظار مفاجأة كبيرة لا يتوقعها أحد بالتأكيد، بخسارة إيران مباراتين وبفارق نسبة أهداف أيضا.

المتتبع لمباريات المنتخب الثلاث التي لعبها في البطولة، أدخل الشكوك في النفوس حول القدرة على مواصلة المشوار، غير أن المستوى المتذبذب والمتوسط منه إلى الجيد، أجبر الجميع على استغراب مفاجأة توديع البطولة مبكرا، مع عدم مشاهدتنا لأي تحسن يذكر على مستوى الأداء الفني والبدني والتكتيكي، على رغم التوقعات بتحسنه مع إعادة استقطاب المدرب الدنماركي أورليك، رغم المدة القصيرة التي تواجد فيها مع المنتخب بعد إقالة المدرب السابق المونتنيغري بيرو، خصوصا بعد الاستعداد المثالي الذي تحصل عليه المنتخب، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، فكان التخبط سمة لمشوار المنتخب، أقله في لقائه الأخير.

المباراة مع إيران والتي خسرها المنتخب بفارق 7 أهداف بعد ان خسر من كوريا الجنوبية بفارق 9 أهداف، جاءت لتدق ناقوس الخطر على مستوى المنتخب في الاستحقاق المقبل والأهم بكأس العالم بالسويد، إذا ما عرفنا أن الخسارة من منتخبات آسيوية تقاربنا مستوى جاءت بهكذا فارق، فكيف يا ترى ستكون الخسارة من أبطال العالم، نعلم أننا سنتلقى خسائر كبيرة هناك، لكن ليس من منتخبات آسيوية لديها ما نمتلكه من إمكانات فنية وبدنية، فالهزيمة تلك كشفت الكثير من النواقص الموجودة في المنتخب، من لاعبين وحتى المدرب، مع اعتقادنا أن الطاقم التحكيمي كان له دور بسيط جدا في الخسارة من إيران، إلا أن المنتخب لم يكن في جزء ولو بسيط من مستواه حتى يمكننا القول بأن الحكام هم من تعمدوا إخراجنا من البطولة.

الحقيقة تقال، لم يكن مدرب المنتخب الجديد القديم أورليك على مستوى الطموح، ليس في هذه البطولة فقط وإنما حتى في التصفيات الآسيوية بلبنان والتي تأهل فيها المنتخب لبطولة كأس العالم، فأخفت آثارها، فالدنماركي وعلى رغم معرفته التامة بجل لاعبي المنتخب، واصل سياسته المحببة بإحداث التغييرات الغريبة جدا في التشكيلة، من مباراة لأخرى، وكأنه في بطولة تنشيطية ودية وليس في بطولة تنافسية، لست مقتنعا تماما بحجته عندما سئل في لبنان حينها، في اعتماده هذا الأسلوب الذي لا تطبقه المنتخبات العالمية من التغيير الدائم المتواصل وعدم الاعتماد على تشكيلة معينة أو قيامه بتغييرات بسيطة، ولا زلت غير مقتنع، لأننا نرى العكس في كل المنتخبات الأخرى والعالمية منها.

كنا نتمنى أن يبتعد المدرب عن اللعب بالنار واستعادة هوايته بإحداث التغييرات الكثيرة في تشكيلة اللعب وفي أقل من دقائق، ومعاقبة اللاعب المتألق بإخراجه، وبالتالي الدخول بالتشكيلة الأفضل، وخصوصا أن اللقاء كان فيصليا في تحديد المتأهل إلى الدور الثاني، لكن هذا ما حدث، إذ رأينا كيف تحول اللاعب حسن شهاب مثلا من لاعب سوبر في لبنان لا يغادر الملعب إلا ما ندر، إلى حبيس دكة الاحتياط طوال اللقاء مع إيران على رغم حاجتنا التامة له، على الأقل في الحال الدفاعي السيئ، وهو المعروف عنه ذلك.

البقاء الطويل للاعب مثل جعفر عبدالقادر على دكة الاحتياط، ليس فقط في مباريات الدورة الآسيوية، بل أيضا كان ذلك في تصفيات لبنان، أمر مثير للتفكير، مع الإمكانات المعروفة للاعب وحاجة المدرب لمثله ولخبرته.

كل ذلك وغيره، فإن مسئولية المستويات المتدنية تعود أيضا للاعبين، الذين لم يقدموا ما يملكون من إمكانات معروفة، على رغم المسئولية الكبيرة على عاتق المدرب، وهو ما أوصل المنتخب لهذه المرحلة وانتقاله بشكل كبير للمنافسة على مراكز الترضية.

نتمنى أن تكون البطولة درس جيد للمنتخب لتحسين صورته في المباريات المقبلة، وجعلها استعدادا قويا للاستحقاق الأهم، وتعويض ذلك في السويد بتحاشي نتائج كبيرة من الخسائر المتوقعة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:22 ص

      ليش انتوا جذي

      ليش انتوا يا الصحفيين ما تكونون اكثر مباشرة وتلومون وتنتقدون عدل نفس الدول الاروروبية ونفس الناس
      اللي يقرا لكم كانه يقره تحليل فني وكانكم دكاتره

    • الحقيقة المرة | 4:18 ص

      هذه هى المشكله

      طول عمرنا ما راح نتطور والسبب انتم يا الصحفين ما تقولون كلمه الحق الا بعد ان يقع الفأس على الراس وينكم من قبل ..... اشاده ومدح علشان يمكن تكون من الوفد الاعلامى وبعدين تتطلع الفطائح .... هذا الطريق هو سبب الفشل فى جمع البطولات ........

اقرأ ايضاً