العدد 2995 - الأربعاء 17 نوفمبر 2010م الموافق 11 ذي الحجة 1431هـ

مستقبل العراق بين الحضور التركي والغياب العربي

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

للفترة من 10 - 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 عقد المركز التركي الآسيوي للدراسات الإستراتيجية (TASAM) مؤتمراً عن العراق والأمن الدولي، شارك فيه أكاديميون وباحثون وإعلاميون ودبلوماسيون من 16 دولة عربية وغربية بالإضافة إلى البلد المضيف تركيا.

وناقش المؤتمر طوال يومي انعقاده خمسة محاور متعلقة بالعراق هي:

- العراق باعتباره قضية أمنية دولية.

- اللاعبون السياسيون في العراق: بين التصادم والتعاون.

- الفدرالية العراقية... بين الدمقرطة والاستقرار السياسي.

- محور التعاون الإقليمي لاستقرار العراق.

- أهمية العراق في السياسة الخارجية التركية.

وقدم نحو 25 مشاركاً أوراقاً سياسية واقتصادية وأمنية، نوقشت في خمسة جلسات حضرها أكثر من مئة أكاديمي وباحث تركي وعربي وغربي بالإضافة إلى قادة عسكريين أتراك. وأدار جلسات المناقشات شخصيات سياسية بارزة من بينهم حقي أتون الرئيس الأسبق لمجلس الرئاسة في قبرص التركية (من العام 1985 ولغاية 1993، ومن العام 1996 ولغاية 1998) ورأس خلال هاتين الفترتين مجلس وزراء قبرص للفترة من 1994 ولغاية العام 1996، وممثل جامعة الدول العربية السفير محمد فتاح ناجيري، فضلاً عن سفراء أتراك سابقين.

وبرغم عمر مركز الأبحاث التركي القصير نسبياً، حيث لم يتجاوز تأسيسه تسعة أعوام، إلا أن ما أنجزه من مؤتمرات وأصدره من كتب وأبحاث تجعله في مصافّ مراكز الأبحاث المتقدمة في المنطقة على الأقل، حيث وصل عدد المؤتمرات التي نظمها المركز نحو 80 مؤتمراً منذ العام 2002 وحتى الآن.

المؤتمر شهد في عدد من جلساته نقاشات حامية كان بعضها معاكس جداً للتوجهات التركية الرسمية، وبعضها انتقد بشدة موقف تركيا من أكرادها. وآخرون في المؤتمر لاسيما منهم أكراد عراقيون طالبوا باستقلال إقليم كردستان ومعه كركوك والموصل عن العراق، لكن برغم ذلك لم يخرج المؤتمر عن كونه ساحة للنقاش تختلف فيه الآراء أكثر من تطابقها.

وبغض النظر عن أهمية هذا المؤتمر وموضوعه من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية بالنسبة إلى دولة مثل تركيا، إلا أن عقده أثبت أن أنقرة تعرف بواقعية ما تريده من العراق ومستقبله أكثر من معظم الدول المحيطة به وخصوصاً العربية.

مركز «TASAM» عقد منذ تأسيسه مؤتمرين كبيرين عن مستقبل العراق، لكننا في المقابل لم نرَ هذا الاهتمام الأكاديمي والبحثي في أية دولة عربية أخرى. صحيح أن الخطاب التركي يبدو هو الأقرب إلى الخطاب العربي تجاه العراق، لكن ذلك لا يعفي العرب من مسئولياتهم تجاه هذا البلد المحتل، فالعراق قضية عربية قبل أن تكون إقليمية، ومستقبل العراق يهم الدول العربية، ولاسيما المجاورة له قبل أن تكون له أهمية لدولة مثل تركيا اختارت دخول المنطقة مع فوز حزب العدالة والتنمية بالسلطة قبل ثماني سنوات لا أكثر.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 2995 - الأربعاء 17 نوفمبر 2010م الموافق 11 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً