التحليل الفني علم بذاته لا يحيطه الا من غاص في أعماقه وعرف اسراره وعلم نفسه كيفية الدخول في هذا المجال العميق بعيداً عن الوصف الممل الذي لا يشبع من جوع كما يقولون. وبالتالي العامة من الناس والمتابعون من هؤلاء الرياضيين ينتظرون بفارغ الصبر بعد تلك المباريات ما يقوله هؤلاء من آراء فنية متميزة بعيداً عن الفوضى والصراخ وخصوصاً من يحل ضيفاً على القنوات الرياضية بشكل مباشر والذي يحبذه هؤلاء المتابعون دون الانتظار إلى اليوم التالي ليقرأوا ما يكتب في الملاحق الرياضية في المنطقة الخليجية.

بعد مباراة منتخبنا الوطني أمام عمان والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل منهما صرت أتجول في القنوات الرياضية في الخليج لكي أقف على ما يقال من آراء فنية من رجال لهم الباع الكبير في هذا المجال لاختصاصاتهم الفنية وبالتالي نستفيد معاً من هذه التحليلات وان اختلفت من قناة إلى أخرى الا أنها تبقى محترمة لانها جاءت عبر اجتهادات علمية توصل لها هذا الشخص أو ذاك.

ولكن ما لفت نظرنا في بعض القنوات هو أن تتحول هذه الآراء الفنية الى ملاسنات من دون معنى بين طرفين حتى يضيع المشاهد من عامة الناس في ظل هذه الفوضى ويستغرق ذلك الوقت الطويل من دون فائدة. ولا ندري لماذا الإصرار على مثل هذه التداخلات غير القيمة بل انها تزيد المشاحنات ان لم تكن بين الحضور في تلك القنوات فانها حتماً ستنتقل إلى الجماهير في الطرفين. اين المهنية في التحليل الفني والصدقية في المهمة عندما حولتم هذا المعنى إلى كلام «فاضي» لا طائل له.

أقول هذا الكلام بالانتقاد الهادف الذي أريد منه ان يرتقي النقاش الفني بالتحضر ويرتفع شأنه بالكلام الواقعي المبني على الأرقام وحوادث المباراة لان التحليل الفني حدث واقع في المباراة وبالتالي نقله بالصورة الواقعية يحتاج إلى أناس مختصين في هذا المجال.

نأمل من الإخوان الأعزاء في هذه القنوات الالتزام بحدود ما تم استضافتهم إليه والابتعاد عما من شأنه الوقوع في مالا يحمد عقباه. وعلينا الترشيد في الكلام إذا لم يصب في مصلحة التحليل الفني بعيداً عن المكابرة والعناد وعلينا قول كلمة الحق حتى لو كانت ضد منتخبنا والدفاع عنه يجب أن يكون بشواهد لا بالاستفزاز.