العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ

ويكيليكس... من فضائل التكنولوجيا

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

مازالت ضجة «ويكيليكس» تهز المجتمع الدولي بسبب التسريبات التي أحدثتها تقارير دبلوماسيي الإدارة الأميركية الذين راح بعضهم يتحدث عن تفسيرات ومبررات بأن الوثائق إنما تشير إلى مهماتهم في إعطاء وجهة نظر في القضايا والأشخاص، وأن عملهم الدبلوماسي لا يقتصر على التمثيل الدبلوماسي بل أيضاً يعتمد بالدرجة الأولى على نقل وجهات النظر المختلفة في تقارير موجزة داخل كل مجتمع وكل دولة منها ما هو مؤيد ومنها ما هو معارض.

«ويكيليكس» تحدثت عن لقاءات خاصة وتصريحات إزاء قضايا كثيرة أمام شعوب العالم، والقائمين على الموقع قلبوا ممارسات السياسة والدبلوماسية رأساً على عقب، طارحين بأن أية معلومات يجب أن لا تنحصر أو تصب في جانب أحادي، وأن صوغ الأجندة الدولية والاستراتيجية لكثير من الملفات الحيوية يجب أن يكون بيد الجميع، وأن كشف حقائق وتعلقيات عن دول وأنظمة بصورة بعيدة عن الرتوش وأيضاً بعيدة عن الدبلوماسية أمر مهم حتى لو أثار الرأي العام العالمي، وآثار ذلك ستنعكس بأشكال مختلفة في بيانات دبلوماسية تصدر من كل جانب.

ويمكن النظر إلى الموضوع من جانب التطور التكنولوجي الذي وفر للجميع وسائل سريعة لإنتاج وتخزين ونقل المعلومات، ولكنها أيضاً أصبحت في متناول المقتدرين تكنولوجياً، ممن يتمكنون من اختراق مخزون المعلومات، أو تسريبها، أو توفيرها للجميع، كما فعل «ويكيليكس».

كانت بريطانيا القوة الأولى في العالم في وقت مضى، وأرشيفها لايزال يعتبر من أهم المواد التي تتوافر لجميع المهتمين بالتاريخ في كل بقاع العالم تقريباً... ولكن كان عليهم أن ينتظروا 30 سنة ليقرأوا ما ستسمح وزارة الخارجية البريطانية بنشره في مكتبتها العامة.

ولكن القوة العظمى في عصرنا هي الولايات المتحدة الأميركية، وإمكاناتها العلمية نقلت العالم إلى تكنولوجيا المعلومات، وإلى عالم السرعة في كل شيء، في التنقل، في الأكل وفي اللبس، ولذا فإن موقع «ويكيليكس» اختصر المسافة الزمنية، وبدلاً من الانتظار ثلاثين سنة، فإنه يطرح كل شيء يتوافر في أرشيف المعلومات إلى العالم أجمع.

التصريحات التي صدرت عن مسئولين من بلدان عدة تنفي ما نشره الموقع، وقد لا يكون كل ما ذكر دقيقاً، ولكن أهميته تكمن في أنه صادر من القوة العظمى التي تؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:21 م

      هاهاي

      حلوة

    • زائر 1 | 2:07 ص

      هي كذا أوراق اللعب

      هكذا هي طريقة اللعب مع الكبار وأصحاب المصالح
      متى ما جاء دور ورقة لكي يرمى بها في اللعب فإنها لن تتخلف لكي يحتفظ بها
      هناك من يعرف ويصرّ على اللعب معهم والقليل من هو مغفل عن ذلك. لا وجود للقيم في مثل هذه الساحة إنما هي مصالح صرفة حين تكون المصلحة مع أحد يحتفظ به وإذا كانت المصلحة أفضل مع غيره رمي به بغير مبالاة

اقرأ ايضاً