العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ

إلى الوراء في غوانزهو

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ها قد انتهت بعثتنا من مشاركتها في دورة الألعاب الآسيوية في الصين، وكان نصيبنا فيها تراجعا ملحوظا في حصيلة المنتخبات الوطنية، وفشلا ذريعا لبقية المشاركين، وسط التراجع الفضيع الذي عاشته البعثة عنه في أسياد الدوحة 2006، والظاهر في الفارق الكبير لعدد الميداليات 9 حاليا (5 ذهبيات وصفر من الفضة و4 برونزيات) مقابل 21 في الدوحة (7 و10 و4).

كان هذا في ألعاب القوى التي تشير تصريحات مسئوليه كما لو أنهم حققوا المركز الأول في البطولة، وسط مشاركة ضعيفة أساسا لعدائيه الذي لم يقدموا على رغم الميداليات التي تحصلوا عليها ما كان واجبا عليهم بشكل أفضل، مع توافر أفضل الإمكانات من الإعداد في إفريقيا والمكافآت الخاصة بالإنجازات، إذ كان بالإمكان أفضل مما كان.

يستغرب البعض من الفرحة العارمة التي غمرت اللجنة الأولمبية أو حتى اتحاد ألعاب القوى بعد أنْ كسرت البحرين رقمها في عدد الميداليات في البطولة السابقة، وحققت رقما أقل منه بكثير، فلم الفرحة؟!

في الألعاب الأخرى، حدث ولا حرج، إذ كان تحطيم الأرقام الشخصية لأكثر من لاعب، هو الأبرز وكأننا في بطولة من أجل تحطيم الأرقام الشخصية، فلم يكن منتخب اليد على مستوى المسئولية وجاء سادسا بعد أن توقعنا الأفضل، وسبقه في ذلك منتخب كرة القدم بالحلول أخيرا في مجموعته بالدور الأول، وخروج بهدوء لبقية المنتخبات.

وكثرت خلال البطولة العناوين التي كانت تشير إلى أن المتسابقة الفلانية أو المتسابق الفلاني حطم رقمه الشخصي، لكنه لم يحقق أية ميدالية من الميداليات الثلاث حتى البرونزية، وكأننا في بطولة بحرينية داخلية، الهدف منها التدريب وتحطيم الأرقام الشخصية.

بالعودة إلى الوراء، فإن الراصد للبطولة والمشاركة العربية يعتبر السعودية والكويت الأفضل عربيا وخصوصا أن الميداليات التي تحققت هي من عرق جباه سمراء ترعرت في شبه الجزيرة العربية، فيما اختلط الحابل بالنابل لدى بعثتي البحرين وقطر باختلاط الأسماء العربية مع الأجنبية للمستوردين الذين لم يكن معظمهم على قدر المسئولية والتمثيل، ومن نجح منهم في سباق اخفق في الآخر وفي المقدمة مريم يوسف جمال، وليس ببعيد عن يُوسف كمال الذي جاء في الأخير في سباقه النهائي.

سيكون على المسئولين المعنيين بهذه المشاركة دراسة السلبيات والإيجابيات وعرضها على الجميع، وتلافي هذه السلبيات وعدم تكرارها في المرات المقبلة، وهذه على الأقل عادتنا، ورجاء أن نبعد عنّا الأسباب الوهمية التي بدأت منذ فشل يوسف كامل وتعللنا بأنه مصاب قبل السباق، فهو لو فاز لغاب المرض، ولكنه خسر فظهر!، لعله يظهر الأسباب، سيما وأن هؤلاء أصبحوا الواجهة الوحيدة للبحرين لتحقيق الميداليات، وليس هذا فقط، بل مراجعة الشكل الذي ظهر عليه منتخبا اليد والقدم اللذان تحصلا فعلا على وضعية جيدة قبل مشاركتهما في البطولة.

ما حققته السعودية والكويت من نتائج متميزة كفل لهما الحلول كأفضل البلدان العربية في عدد الميداليات، أمر يدعو للتفكير، مع اعتماد هاتين الدولتين على لاعبيها المواطنين في تحقيق الإنجازات، وفي مسابقات متنوعة، ولسنا ببعيد عن تألق منتخب الإمارات صاحب فضية كرة القدم، كلها نتائج تدعو للتفكير قليلا في تراجع الرياضة البحرينية وأسبابها، ولاسيما الكويت التي عانت منتخباتها من التجاهل والإهمال وسط المشاكل التي تعانيها، حتى أنها لعبت الدورة الآسيوية بالعلم الأولمبي، فحققت إنجازات جميلة، هذا على رغم المعاناة، فكم يا ترى ستحقق الكويت فيما لو حظيت منتخباتها بقليل من الاهتمام؟

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3008 - الثلثاء 30 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً