العدد 3018 - الجمعة 10 ديسمبر 2010م الموافق 04 محرم 1432هـ

البيئة في وثائق ويكيليكس

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

ازداد الاهتمام بتصفح الوثائق الأميركية المسربة من خلال الموقع الإلكتروني للويكيليكس حتى بعد الاحتجاب القسري للعنوان الأساسي وانتقال السيرفر (الملقم) من دولة لأخرى. المقال يحاول استكشاف المواضيع البيئية في وثائق هذا الموقع لإلقاء الضوء على تداخل السياسة في الشئون البيئية وخاصة في مفاوضات الاتفاقيات العالمية.

الويكيليكس هو اسم منظمة دولية غير ربحية تستخدم وسائط الإعلام الجديدة (New Media) للنشر الإلكتروني، وقد حصد الموقع عدة جوائز عالمية مرموقة بعد نشره وثائق عن أسرار حرب العراق. يتألف كلمة «الويكيليكس» من كلمتين هم «ويكي» و»ليكيس» حيث تعني الأولى تحرير صفحات مترابطة عبر موقع على الشبكة العنكبوتية باستخدام لغة مبسطة أما الثانية فتعني تسريب المعلومات.

أحد أهم المواضيع البيئية ذات الطابع الدولي في العصر الحديث هو المفاوضات التي تجري في ثنايا قمم المناخ لإيجاد اتفاقية جديدة تحل محل اتفاقية كيوتو والتي سينتهي قانونياً العمل بها في العام 2012. الوثائق أكدت على أن كلا من قمتي كانكون في المكسيك هذا العام وقمة كوبنهاغن في الدنمارك في العام الماضي كانتا ساحة معارك دبلوماسية بين الدول المتقدمة وبعض الدول النامية للوصول إلى أرضية مشتركة وتوافقية لكن بعد أن استخدمت العمليات التجسسية لمعرفة مواقف الدول وبالتالي محاولة تغيرها لصالحها مثل دفع الأموال.

قرارات اتفاقيات المناخ مهمة للجنس البشري وحضارته لأنه سيؤدي إلى محاولة كبح جماح ارتفاع متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية، لكن المصالح الدولية هي الأهم في هذه المفاوضات لأنها ستؤدي إلى إعادة هندسة الاقتصاد العالمي إلى مجتمعات منخفضة الكربون وبالتالي التحكم في تدفق الأموال الضخمة في مجالات اقتصادية وعلمية بعيداً عن النموذج الحالي المعتمد على الوقود الاحفوري.

الوثائق الدبلوماسية أوضحت تفاصيل بعض المفاوضات التي جرت للضغط على الدول النامية والجزر الصغيرة من أجل التصويت لصالح اتفاقية كوبنهاغن مقابل عشرات الملايين من الدولارات. مما لاشك فيه ان الدول النامية هي المتأثرة رئيسياً من تلوث الدول الكبرى والمتقدمة صناعياً منذ عصر الثورة الصناعية وبالتالي هي بحاجة إلى دعم مالي مستحق وضخم لإقامة مشاريع إنشائية تحميها من أخطار تغير المناخ مثل ارتفاع مستوى سطح البحر لكن في مقابل بعض الفتات فقد وافقت بعض الدول على مواقف ليست في صالحها العام.

بالنسبة لدول المنطقة الخليجية، فقد أوضحت إحدى الوثائق مخاوف وتطلعات إحدى المسئولين فهو أكد على تخوف تلك الدولة من الخطابات الأميركية الرئاسية في مؤتمر كوبنهاغن التي تدعو إلى إنهاء الاعتماد على النفط الأجنبي وشعورهم بالقلق بشأن مستقبل الطلب العالمي على النفط وعدم قدرتها على تنويع القطاعات الاقتصادية للوصول الى التنمية المستدامة وأيضا انتقدت نفسها بسبب عدم تقديم مشروع يحمي مصالحها مثل المشروع الهندي أو الصيني في كوبنهاجن. وأخيراً، دعا المسئول الخليجي الولايات المتحدة الى مزيد من التعاون في مجال الطاقات البديلة والبيئة.

في الختام، الوثائق أكدت على أهمية الشئون البيئية في الأوساط الدبلوماسية العالمية لأنها إحدى الأركان الحديثة لبناء نظم حكم مستدامة.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 3018 - الجمعة 10 ديسمبر 2010م الموافق 04 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً