العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ

عاشوراء البحرين 2020

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

أتساءل كيف سيكون عليه الوضع في عاشوراء البحرين بعد عشر سنوات أو أكثر، أي في العام 2020 أو ربما في العام 2022 حيث تستضيف الجارة قطر مونديال كأس العالم الذي وضعت خططاً تفصيلية منذ اليوم لاستضافته لم تغفل حتى كيفية تهوية وتكييف الملاعب التي ستبنيها استعداداً له!

لا شك بأن الكثير قد تطور في موسم عاشوراء البحرين في السنوات العشر الماضية، ولعل المتأمل في فعاليات إحياء هذا الموسم الروحاني والديني في بلد صغير كالبحرين لا يكاد يستوعب التغيير الدراماتيكي والسريع الذي حصل على هذا الصعيد، فمن كان يتصور منذ عشر سنوات مشروعاً لتبادل الثقافة والفن والتسامح الديني كالمرسم الحسيني، ومن كان يتصور أن تتحول الكثير من الممارسات العشورائية إلى مشروع رائد للتبرع بالدم باسم الحسين (ع) تفوقت في تغذيتها لبنك الدم ما جمعته دولة كالمغرب يفوق عدد سكانها البحرين بثلاثين مرة. ومن كان يتصور أيضاً هذا الزخم الإعلامي والقنوات الفضائية والأفلام والفيديو كليبات والمحاضرات الدينية التي تعرض على مدار الساعة في القنوات الفضائية، أو ذلك البث الإلكتروني الحي والمباشر لمراسم إحياء هذا الموسم في كل بقعة من بقاع الأرض على شبكة الإنترنت؟ أو حتى صفحات الفيسبوك والتويتر التي بدأت تعجّ بالأخبار والمعلومات والأحاديث الدينية المرتبطة بالمناسبة.

كان التغيير ولا يزال كبيراً وملموساً في المراسم والممارسات المرتبطة بهذه المناسبة الدينية التي ارتبط إحياؤها بتاريخ متجذر وأصيل في تراث هذا البلد الصغير لم تُستثنَ منه طائفة أو ديانة. لكنه يفتح في الوقت نفسه وفي كل عام أسئلة من نفس النوع، ما هو الجديد الذي يمكن أن يقدم، كيف سيبدو عليه الموسم بعد عشر سنوات منذ اليوم، بعد أن يكون الأطفال الذين تبدو مشاركتهم اليوم واضحة وبارزة قد كبروا وأصبحت لغة وأدوات تخاطبهم مختلفة. كيف يمكن أن تستثمر كل هذه الجهود والطاقات الإبداعية الأصيلة التي تستمد قوتها وعمق تأثيرها من قوة المناسبة وعمق تأثيرها في الوعي الشبابي على وجه الخصوص؟

هناك درس عميق الدلالات يجب استيعابه وفهمه بل ومحاولة ربطه بشكل مباشر بكل ما يجري في واقع الشارع البحريني وخصوصاً السياسي « الشيعي» منه - مع تحفظي الكبير على التشطير المذهبي للمجتمع - فموسم عاشوراء كان ولا يزال «مفرخة» حقيقية لكل المفاهيم والأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية التي تتجذر وتتأصل في وعي الشارع وتؤثر على توجهاته ومواقفه. في هذا الموسم الذي يزحف البحرينيون للمشاركة فيه وإحيائه بالألوف تتم إعادة تشكيل قيمهم المعاصرة وطريقة تعاطيهم مع واقعهم المحيط بهم، لذلك تحمل الممارسات في هذا الموسم والأفكار التي يتم زرعها والمحاضرات الدينية ومدلولاتها قيمة كبيرة وخطيرة في نفس الوقت، قيمة قد يساء استغلالها في بعض الأحيان في توجيه البوصلة الاجتماعية أو السياسية إلى جهات خاطئة.

الدرس الأهم الذي نتعلمه من كثير من الأحداث التاريخية التي مرت بها البحرين، أن موسم عاشوراء هو بؤرة خصبة للتغيير، فلطالما كان هذا الموسم استثماراً طويل الأمد لكثير من التغييرات الاجتماعية أو السياسية التي حصلت في واقع الطائفة الشيعية في البحرين على وجه الخصوص. ومن هذا الدرس يجب أن نتعلم بأن استثمار هذا الموسم سواء من قبل وزارات الدولة أو المؤسسات الاجتماعية على وجه الخصوص يأتي على درجة عالية من الأهمية. فأي تغيير حضاري أو تطوير اجتماعي أو حتى سياسي يمكن بلورته بسرعة وفعالية كبرى في هذا الموسم فيبلغ من التأثير مبلغاً كبيراً. وعلينا أن نشيد في هذا الخصوص بالمبادرات التي قامت بها وزارة البلديات والزراعة لاستثمار هذا الموسم لزرع بعض المفاهيم الراقية كالنظافة والحفاظ على البيئة.

ليتنا نشاهد رؤية استراتيجية مسئولة لموسم عاشوراء البحرين في 2020 مثلاً يربط الجهود بكافة مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية ليساهم في استثمار هذه البيئة الخصبة الصالحة لزراعة الأفكار التنويرية الراقية في وجدان هذا الشعب للمساهمة في بناء مستقبله. فالشباب على وجه الخصوص يتلهف لإحداث التغيير ويملك من الطاقات والأفكار مخزوناً عظيماً، لكنه يحتاج إلى رؤية شاملة تحتضنه وتدعمه

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:18 ص

      صديقي زائر 10

      اللهم آمين الله كل يحشره مع إمامه وأنا إمامي محمد صلي الله عليه وسلم .. ولا تقول ان الحسين امام لك لأنه أشرف وأعز وأكرم من أن يكون أتباعه من شاكلتك مطبرين وطقاقات ..

    • زائر 15 | 3:15 م

      زائر رقم 7

      بالتأكيد الحسين ينفعنا يوم الحساب.. فهو الذي قدم دمه لرفع راية لا إله الا الله محمداً رسول الله ودافع عن دين جده النبي محمد العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، أما أنت وجماعتك الأغبياء المصرين على نشر المقولة المضحكة أننا نعبد الحسين عليه سلام الله، فالله سبحانه وتعالى يعلم من نعبد لا أنت..

    • زائر 11 | 11:33 ص

      الى الاحمق زائر 7 الى عابد يزيد

      انت يا عابد يزيد ، الذي اتخذته خليفة لك وسميته أمير المؤمنين ، والله يقول : يوم ندعوا كل اناس بامامهم ، فتأتي معه ، فيسألك الله ، لم رضيت بيزيد اماما لك ، وقد هدم الكعبة واستباح المدينة وقتل عترة الرسول؟ فلا تحير جواباً ، فيدعوا الله ملائكته بأن يأخذوك فترمى على حر وجهك في نار جهنم ، فتلتقي بأميرك يزيد ، فتكون وجبات العذاب متساوية بينكما ، خالدين فيها اللهم احشر زائر 7 مع امامه يزيد الطاغية

    • زائر 10 | 9:15 ص

      عرض موفق

      طرح رشيق من قلم رشيق
      عبيدلي

    • زائر 9 | 8:59 ص

      الله يحينه الى هذا اليوم

      الله يطول في عمرنه محرم غير ( شهر الحرام وشهر الحزن وشهر استشهاد الامام الحسين عليه السلام)

    • زائر 8 | 6:24 ص

      ههههه

      شئ مضحك ينشر مايعجبك ويترك الحق الذي لايعجبك .. الحسين بشر ياعباد الحسين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلبٍ ينقلبون .. ماصار اسلام هذا ولافيه نبي ولافيه شرع ولافيه ربُ يعبد ...!! الحسين فقط خليه ينفعكم جهلكم في القبر وعند لقاء الواحد الاحد يوم الحسااااااااااب

    • زائر 7 | 5:24 ص

      الاستقلال الديني أهم عمل

      يجب أن نبعد أي شأن ديني عن السيطرة الرسمية و ذلك للحفاظ عليه و كون العمل شعبي فهو يحتاج لمؤسسات دينية غير رسمية قد لا نقع في محتذر شرعية و سياسية

    • زائر 6 | 5:15 ص

      123

      مادخل كأس العالم 2020 في الشعائر الحسينية, هذه الشعائر تمارس في الدول الأوروبية مثل بريطانيا و السويد و الدنمارك و بلجيكا ووو. دون أستحياء بل بالعكس أصحاب الديانات الأخرى تشارك و تتفاعل مع مصيبة الحسين (ع). وهل يا أختي الكاتبة تلزميننا ان نغير عاشوراء الحسين (ع) على حساب كرة تستضاف في شهر واحد فقط؟

    • زائر 4 | 1:37 ص

      ردي عليش هو كلمة وحدة

      واحسيناه

    • زائر 3 | 1:16 ص

      التطور

      التطور الحاصل في إحياء الذكرى شيء جميل جدا ولكن مازال هناك الكثير الذي يجب إن يعمل لابد من التفكير الجريء في جدوا بعض الطقوس المصاحبة لأحياء الذكرى ، ما هو الأعمق في التأثير وفي الإقناع عمل درامي يتناول القيم النبيلة لثورة الحسين ع ودعم كتب قيمة ومحاضرات فكرية لمفكرين لهم وزنهم يتناولون عمق شخصية الإمام الحسين وقضية النبيلة المرتبطة بجميع البشر ؟ أو الطم في الشوارع ؟

    • زائر 2 | 12:30 ص

      التخطيط ركيزة أساسية لأي نجاح

      أشكرك جدا على هذا المقال المستقبلي الإيجابي
      هناك عناصر أساسية في الحراك العاشوراء بدأت في التحول إلى أطر جديدة مؤسساتية وبشكل متطور أكثر مما كانت عليه سابقا مثل الرواديد والشعراء ... وحتى الجهاز الإداري للموسم بدا يتطور بشكل أفضل (المجلس العلمائي، التوعية)
      إلا إن الأمر بحاجة إلى تركيز أكثر على موضوع التخطيط والعمل المؤسساتي كركيزة للتحول الإيجابي المستقبلي
      شكراً مجدداً على مقالك

    • زائر 1 | 10:19 م

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      اكره محرم السنة

اقرأ ايضاً