العدد 3022 - الثلثاء 14 ديسمبر 2010م الموافق 08 محرم 1432هـ

الضرب على وتر الوطنية

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم يكد الوسط الرياضي يهدأ بعد أيام قليلة فقط على جدلية وصوابية الخروج الغريب لمجموعة من أبرز لاعبي الجيل الحالي في كرة اليد، يتقدمهم المحترف وأغلى لاعب بحريني جعفر عبدالقادر واللاعب الأشول صادق علي، لأسباب غامضة حتى الآن، قبل أن يتم استدعاؤهما من جديد، لنعود وبشكل آخر للحديث عن استبعاد يطال منتخب كرة القدم، هذه المرة ليس لسبب غامض أو حتى فني، وإنما بسبب عدم رغبة اللاعبين في الدفاع عن ألوان بلدهم، بحسب ما جاء على لسان الجهاز الفني للمنتخب، ليفتح هذا الأخير الباب من جديد على مصراعيه للتأويلات والتحليلات التي خلفتها القائمة الأخيرة المستدعاة للمنتخب الوطني الأول استعدادا للمشاركة في استحقاقه المقبل بكأس آسيا، وسط التبريرات الغريبة التي سيقت لظروف استبعاد الحارس محمد سيدجعفر وزميله محمد حبيل، والضرب على وتر الوطنية وحب تشريف البلد في هذه الاختيارات، وهم الذين كانوا قبل سنوات من أعمدة التشكيلة الأساسية للمنتخب.

يعتقد الكثيرون أن هذه الاستبعادات أكبر من كونها أسبابا فنية، أو حتى لعدم رغبة اللاعبين، لأننا لا نشكك أبدا في وطنية هؤلاء، وهذا ما يجب على مدرب المنتخب وإدارييه فعله قبل كل أحد وقبل كل شيء، وخصوصا أن اللاعبين ظلوا لسنوات طويلة سابقة مع المنتخبات الوطنية ولم يحدث شيء، فماذا تغير الآن، قبل أن يتم التصريح والتركيز بهذه الصورة على الوطنية.

لقد أخطأ الجهاز الفني وإن لم يؤكد ذلك رسميا، في التشكيك بوطنية هؤلاء اللاعبين، فكان من الأجدر أن يكون أول المدافعين عن أبناء جلدته، لا أن تأتيك الضربات من القريب، لأن هذه الأعذار لم تسمع سابقا حينما تعاقب على تدريب المنتخب الكثير من المدربين الأجانب.

غريب حقيقة أمر هؤلاء المدربين، فعندما أراد مدرب المنتخب استدعاء لاعب شهد الجميع ما فعله يوم أن رفض السفر مع المنتخب إلى إحدى المباريات وأخطأ بحق إدارييه، وبحق الوطن، دافع عنه بشكل متواصل من أجل إعادته، وكأنه ميشال بلاتيني أو ليونيل ميسي سيغير صورة المنتخب، وساعده على ذلك الاتحاد حين قال بأنه تمت معاقبة اللاعب سرا، وما حدث سوى ضحك على الذقون، لأنه لم يحدث أي عقاب بل ما حدث كان تكريما، لأن اللاعب عاد إلى المشاركة مع المنتخب في كأس خليجي 20 من دون أن نسمع عن اتخاذ أي قرار وعقوبة بشأنه أو التشكيك في وطنية اللاعب، بل وتم إشراكه في البطولة الخليجية بقرار ورغبة من مدرب المنتخب نفسه من دون النظر إلى الخطأ الذي ارتكبه اللاعب في الوقت الذي تطلق ضد هؤلاء اتهامات برفض تمثيل الوطن على إثر اعتذار يعلم به المدرب والاتحاد منذ مدة -بحسب أقوال حبيل الصغير-، أو إثر أمور غامضة ومعلومات مغلوطة بالنسبة للحارس سيدجعفر.

بالعودة إلى التشكيلة المختارة، فإن العديد من الملاحظات سجلت على اختيارات المدرب سلمان شريدة، سواء في مركز الحراسة الذي يحتاج لتحسينات كثيرة، ولن يتم ذلك باستدعاء حراس قليلي الخبرة في محفل بهذا القدر، أو حتى مركز الدفاع وهو الأكثر أخطاء في خليجي 20، والذي تمت إعادة الثقة له على رغم تسببه بكثير من الأهداف، من دون أن يتم استدعاء مدافعين جدد، كما هو المتعارف عند المنتخبات المعروفة عالميا ليعاد صوغه من جديد، أو خط الوسط الذي عاد فيه مصابون توقفوا عن اللعب لشهور طويلة وبالتالي ضرورة الوصول إلى إعادتهم للحيوية المطلوبة، وحتى خط الهجوم الذي ظل نائما في بطولة الخليج.

نتمنى أن يقيم الاتحاد مؤتمراً صحافياً بتواجد مدرب المنتخب لتوضيح الأسباب الحقيقية وراء تشكيلة المنتخب الأولية، فقط لكي يبعد نفسه عن التأويلات والتفسيرات التي لا تقدم بل تخلق نوعاً من البلبلة في صفوف المنتخب، وبالتالي إبعاد نفسه عن الاتهامات المتكررة هنا وهناك، مع التأكيد على أن كل لاعب بحريني ولد على هذه الأرض يتشرف بالدفاع عن ألوان بلاده في كل محفل.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3022 - الثلثاء 14 ديسمبر 2010م الموافق 08 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 7:24 ص

      التجنيس أجمل .. رخيص وقوي

      من وجهة نظري ان الكابتن شريدة يطبق تعليمات المسؤليين فى اتحاد الكورة بالحرف الواحد للوصول الى الهدف المنشود وهو 1-الوصول الى أولمبياد لندن 2-تجنيس لاعبين جدد للمنتخب 3-جلب مدرب أجنبي للمنتخب 4-الوصول الى كأس العالم 2014 .. فمستقبل منتخب البحرين أجمل مع التجنيس لأنه رخيص وقوي.

    • زائر 1 | 3:29 ص

      عجبي علي هدا الزمان

      فيه اصبح ابن الوطن الاصيل يشكك في ولاءه من قبل هوام الارض

اقرأ ايضاً