العدد 3039 - الجمعة 31 ديسمبر 2010م الموافق 25 محرم 1432هـ

مسئوليات بيئية في العام الجديد

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

هذا اليوم هو باكورة أيام العام الميلادي الجديد حيث يتفاءل الإنسان بالأحداث القادمة ويسعى لإنجاز لائحة من الأهداف الشخصية والمجتمعية النافعة فعملية التخطيط هي أولى خطوات النجاح، و سواء نجح أو فشل في مبتغاه فالمحاولة هي أولى خطوات الانتصار.

ما الذي سيحدث لو وضعنا حماية البيئة والمحافظة على الطاقة كجزء من الأهداف الاجتماعية التي سنحاول تحقيقها خلال العام القادم من خلال تغيير نمط الحياة و السلوك الإنساني؟ لاشك أن تغيير العادات هي من أصعب المهمات السلوكية لكن المرحلة «الأصعب» هي فترة البداية حيث يترسخ ويتوطد السلوك ومن ثم يصبح روتيناً. للتوضيح فقد شبه مؤلف كتب التحفيز ستيفان كوفي محاولة تغيير العادات هذه بمراحل انطلاق مركبة الفضاء إلى المجهول، فأصعب مرحلة وأكثرها خطورة هي المرحلة الأولى حيث تستهلك هذه المرحلة وخلال أولى 10 دقائق من الرحلة كمية أكبر من الوقود الذي يستهلك خلال عدة أيام وانقضاء مسافة تقدر بنصف مليون من الأميال.

إحدى التغييرات التي شاهدتها بالمصادفة على شاشة التلفاز قبل عدة ليالٍ وانبهرت بها هي إحدى خطب الشيخ جعفر الإبراهيمي واستخدامه المتميز للمنبر الحسيني في مدينة البصرة العراقية لتوعية الجمهور بالنسبة لأمور النظافة، والمحافظة على البيئة، وترشيد الطاقة، وتوضيح هذه المسائل بأمثلة وانتقادات موجهة للإنسان العادي. على العموم، المثال المذكور هو خروج عن المألوف وتغيير للعادات الجامدة في هذا العصر مسئولية تقع في الدرجة الأولى على عاتق أهل الرأي، ومن ثم على الإنسان نفسه فالعالم الحديث بحر من المعرفة يستطيع المرء أن يحرثه بجهده.

هناك العديد من الأفكار القابلة للتنفيذ والتي يستطيع القارئ المهتم بالبيئة والوطن أن ينجزه من خلال التأمل في محيطه سواء في المنزل أو المدرسة أو الجامعة أو العمل... إلخ. أولاً، حافظ على ترشيد استهلاك المياه عبر التفكير في خفض الاستخدام وتجنب هدره، ثانياً، حافظ على ترشيد استهلاك الكهرباء ليس من أجل خفض الفاتورة المالية بل من أجل تقويم السلوك المدني. حالياً، يعتبر الترشيد هو الأساس في خطط الدول المتقدمة كاليابان لخفض البصمة الكربونية للفرد لكن هل يمكن تحقيق غرض الترشيد بدون وعي؟ لا نختلف مع القارئ، فالوعي هو الأساس لقضية الترشيد لأن هذا العمل الجليل تطوعي وليس إلزامي ومتى ما ملكت هواجسه هذه العادات الحسنة لازمته في حله وترحاله.

ثالثاً، قلِّل من استخدام الأكياس البلاستيكية وقم بإعادة استخدامها متى ما أمكن عندما تتبضع أو اشترِ الأكياس المصنوعة من الجوت. رابعاً، ناقش المواضيع البيئية مع أقرانك ومجتمعك فالمناقشة قد يؤدي إلى فتح باب من الأفكار! على سبيل المثال، هل قمت بمناقشة الأمور البيئية مع أطفالك؟ لاشك أن المناقشة ستكون شيقة ونوعية الأسئلة والأجوبة ستكون مختلفة قياساً لعقل الطفل وقد تكون بعض ردود الفعل غير متوقعة.

في الختام، هناك المئات من الأفكار التي يمكن للمرء أن ينفذها للمساهمة في التخفيف من الآثار المادية الضارة على الطبيعة ووضع المسئوليات البيئية ضمن لائحة الأهداف المرجوة التحقيق في العام الجديد دلالة على الوعي الوطني.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 3039 - الجمعة 31 ديسمبر 2010م الموافق 25 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:54 ص

      رسالة بيئية

      انا متابع لموضوعاتك وبراي تحمل في جوهر معانيها رسالة ذات دلالة تدعو الى ضرورة الالتفات والاهتمام بقضايا صون النظم البيئية الافراد والمسؤولين وقطاعات المجتمع وصناع القرار على السواء لذلك اسجل تقديري على هذا الجهد
      وانطلاقا من تقديري لجهدك اتمنى ان تبتعد عن استخدام الكلمة المعهودة-وفي الختام- التي درجت على استخدامها لانك يا اخي انت لا تلقي كلمة وارى ان تستعيض بخواتم اخرى منها على سبيل المثال- خلاصة القول-اي التاكيد على زبدة القصد
      مع صادق اعتذاري
      باحث بيئي

اقرأ ايضاً