العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ

بين ديوان الرقابة... وحماية المفسدين

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

عزيزي المسئول لا تنظر إلى صغر الخطيئة... ولكن انظر إلى عظم من عصيت.

يتجمع الوطن في الذات لا في القواميس، والوطن هو شعور نتاجه سلوك يترجم على أرض الواقع يتخلله احترام القانون والتعايش والتسامح والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة تماما مثل الحفاظ على مقدرات الدولة التي هي بالأساس مقدرات شعب وليست ملك خاص، من التجاوز والتعدي والهدر.

لقد تفاجأ المواطن البحريني البسيط قبل المتابع بما جاء بتقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، المعني بالإشراف والمراجعة للتأكد من حسن استخدام الأموال العامة، ومن الالتزام باللوائح والأنظمة والقوانين المنظمة للشئون المالية والتحقق من سلامة نتائج الأعمال والقوائم المالية والكشف عن المخالفات المالية والإدارية وتحديد أسباب حدوثها.

إني لست بخبير أو محلل مالي كي استنتج حجم تلك المخالفات الجسيمة ولكن وببساطة ما سطره هذا التقرير يستحق أن يعد أحد المناسبات الوطنية لما تضمنه من مخالفات وتجاوزات ومن ثم عرضها بشفافية. كما أن تكليف اللجنة الوزارية للشئون المالية والاقتصادية بدراسة الملاحظات والمخالفات التي وردت بالتقرير عن الوزارات والأجهزة الحكومية الخاضعة لرقابته، محل تقدير، علما أن هذه اللجنة أصبحت وللأسف تقليداً سنوياً تشكل للرد بعد كل تقرير، وآلياتها إحالة هذه التجاوزات إلى كل وزارة على حدة للرد، علما أن ردود الوزارات تكون مشفوعة بالتقرير وتم التعقيب عليها من قبل ديوان الرقابة!

كما أنني في هذا المقام لن أتحدث عن مشروع تمكين أو عدم وجود خارطة طريق داخلية لشركة إدامة، ولا عن المسئول عن شراء أسهم شركت مرسيدس مكلرن، أو طيران الخليج ولن أدخل في جدلية قانونية التصرف في الممتلكات الحكومية التي تديرها شركة ممتلكات وأسأل عن النسبة المئوية المقتطعة من شركة ممتلكات التي ترحل للاحتياطي، وهل بلغت 50 في المئة من رأس المال، ولماذا لم يقم المسئولون فيها بنشر الموازنة وحساب الأرباح والخسائر في صحيفتين يوميتين محليتين على الأقل حسب ما نصت عليه المادة 30 من عقد التأسيس.

ما يهمنا اليوم كمواطنين ما سيتبع هذا التقرير من قرارات وإجراءات، فبالأمس القريب خرجت علينا الصحف المحلية بصور للجيش العرمرم معقبا على ما جاء بالتقرير مشفوعا بالحمد والثناء والشكر، بتشكيل اللجنة المعنية بمتابعة هذا التقرير المكلفة من مجلس الوزراء. وكأن لسان حالهم يقول شكراً لكم هذا ما نحتاج إليه لتصحيح الفساد والتجاوز ولهدر المال العام في هذه الوزارة أو تلك.

إن ما جاء بتقرير الرقابة المالية والإدارية من تجاوزات ومخالفات، لهو نتاج طبيعي بعد السكوت عن ما جاء بالتقارير السابقة منذ العام 2006 إلى العام 2008، فمن غير الطبيعي أن يأتي هذا التقرير أقلهم كما وحجما، فالشكر موصول لديوان الرقابة والقائمين عليه، فقد أبرأتم ذمتكم بعد هذا التقرير والدور الباقي على المعنيين من الوزارات والجيش العرمرم.

لذلك يجب العمل على تصحيح كل ما جاء في هذا التقرير بمحاسبة المسئولين بقدر تجاوزهم، كي نتجنب تقارير في المستقبل تفوق هذا التقرير كما وحجما وتجاوزا. وكذلك لتجنب مقولة اقتصار تطبيق محاربة الفساد على الحلقة الأضعف من الموظفين ومن لا ظهر لهم فقط، وللتدليل على ذلك محاكمة المتورطين من موظفين في قضية الجوازات والسياحة وألبا.

وبما أن الحكومة نشطة في محاربة الفساد والمفسدين نسأل، ماذا حل بالتقارير المالية السابقة وماذا عن قضية اسري وبنك الإسكان وطيران الخليج وتبيض الأموال وغيرها من قضايا، هل تم إغلاقها أو التحفظ عليها؟.

لذلك أقول إن الكشف عن التقارير الإدارية والمالية هو جزء من حقوق المواطن وليس كلها... فإذا كان التعاطي معها ليس حسب الأصول التي تتماشى مع المفترض والقانون، فإن بقية حقوق المواطن لن تظهر، كما أن العدالة مطلب أساسي للنجاح في مسيرة البناء الديمقراطي، وكذلك لتعزيز الثقة لدى العامة، لذلك يجب أن تعلم عزيزي المسئول إن آفة الناس ليست في الجهل وإنما في التجاهل. فنرجو منك عدم تجاهل ما ورد في هذا التقرير من تجاوزات كسابقتها.

والله يسدد خطاكم ويعينكم على حمل الأمانة وردها لأصحابها، ويحميكم من غلو الجيش العرمرم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 3043 - الثلثاء 04 يناير 2011م الموافق 29 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:13 ص

      ردا على الزائر 8

      الاخ سلمان كما قال الزائر 8 ليس ما فى هذا التقرير من جديد الجديد بالنسبة لك بانك الان تستطيع ان تكتب عن هذا الموضوع دون خوف بل واتاتي بما جاء به ديوان الرقابة ولكن المواطن يعرف بان هناك فساد بالوزارة وان اردت المزيد قوم بزيارة المخلصين من اهل الديرة بالوزارت وسوف تجد من يعينك وان تعرف المقصود ولنبدا بوزارة الاسكان او البلديات التى اصبحت انت وغيرك باستطاعتك ان تشم فسادها دو التعب.

    • زائر 8 | 4:26 ص

      لم يفاجاً أحد

      أخي سلمان بوخالد صباح الخير من قال بأن المواطنين تفاجئو باالعكس السرقة في البلد شيئ عادي جداً وخصوصاً من الذين وضعو في مناصب تخب عليهم ومثلهم في الحياة المال السايب يعلم السرقة وأنا لاأريد أن أسد نفسك يابوخالد السرقات سوف تستمر............حسبي الله ونعم الوكيل . ولد الرفاع)

    • زائر 7 | 3:01 ص

      لحقوا على البحر بس

      من هم المفسدين ومن يحميهم ؟ إن أهم المفسدين هم من يحمون أنفسهم بأنفسهم علاوة على حمايتهم للآخرين. المفسدون أفسدوا في الأرض وتوجهوا الى البحر ، فمن يمسكهم ؟!

    • زائر 6 | 2:55 ص

      لا فائدة ترجى طالما يجدد دوما" لأعضاء مجالس الإدارات و لا يحاسبوا

      إقامة العدل، هي بتحويل هذه القضايا الى النيابة العامة، و سحب الثقة في المسؤولين و القائمين على هذه المؤسسات و الوزارات، و إلا لماذا كل هذه الأموال تصرف لعمل هذه التقارير؟ فليظل الحال على ما هو عليه، لأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان كما يقولون!

    • زائر 5 | 12:50 ص

      ذوبعة في فنجان 4

      خلال السنوات السابقة لماذا لم نضع اسس و معاير و طرق لحل هذه المشاكل التى نص عليها التقرير فمن أمن العقوبة أساء الأدب فما الفرق بين المخرب و المدمر للوطن و للعباد و بين الحرامي الذي يسرق المال العام الشبكة التخربية في السجون و الشبكة الحرامية المفسدة طليقه و تتمتع بالمناصب اليس هذا اذدواج في المعاير مجلس نياني شنه شركة خاص و اصبح شعاره الحجر اولى من المواطن شكرا لراعي المقال و نقول مرة أخرى لك الله يا البحرين و دمتم حبا ووفاء لحماة الوطن أهل الأمانة الصادقة

    • زائر 4 | 12:45 ص

      ذوبعة في فنجان 3

      هذه امانة يا اولى الأمر و نحن محاسبون امام الله فالوزير الفاسد و حاشيتة نجدهم في مناصب عليا و المتجهد منسي من الحياة ...الغريب في الامر ان الوزرات الخدمية أصبحت تقدم فائض للحكومة مثال وزارة الاسكان 60 مليون دينار فائض هذا دليل على ان جميع المواطنيين اصبحوا يمتلكون بيت العمر و كذلك الاحفاد وزارة التعليم اصبح ايضا لديها فائض فهذه ظاهرة جديدة من اجل الاستمرار في المنصب

    • زائر 3 | 12:36 ص

      ذوبعة في فنجان 2

      نعم لك الله يا البحرين اصبح التقرير السنوي مثل العيد نجد من يطبل و من يصفق و من يرقص ووجدنا هذا كله بالاعلام المتخلف من قبل انصاف الرجال و ليس تمكين فقط انتشر فيها الفساد و ايضا طيران الخليج التى رسكمت لها مسلسلات دزني في مجلس النواب الفاشل فمنهم من رقص و منهم من صفق و منهم من دفاع عن المسفدين و منهم من رفض التوصيات وذهبت اموال تقدر بـ 800 مليون دينار ادراج الرياح لتذهب الحكومة الراشيدة لاقتراض من البنك الدولي و يطلب البنك برفع الدعم وزيادة نسب معدلات التضحم التى ستحدث عاجلا ليعاني المواطن

    • زائر 2 | 12:31 ص

      زوبعة في فنجان 1

      نشكر الكاتب بو خالد على عمق الطرح و خصوصا في قضية تمكين التي تمكنت من إرساء الفساد و جعلته مثل السرطان في الجسد ينهش و يدمر و يؤدى الى الهلاك املاك و اصول المملكة تستباح بحجة الازمه المالية عدم شفافية ووضوح في الرؤيا و المواطن الفقير يدفع و يدفع لينتهي راقده بالمقبرة و هو مازال ينبض تسعون مليون دينار بحريني يدار من قبل اربعة عشر شخص شنه مؤسسة خاصة تحت الانشاء حتى المؤسسة الخاصة تدار بطريقة افضل من هذا العبث

    • زائر 1 | 8:58 م

      اصبت النصف

      لو افترضنا ان لكل صفحه بالتقرير المالي قضيه و حرامي اذن لابد من تقديم 670 قضيه ونفس العدد وربما يفوق من الحراميه
      بس حراميه من نوع ثاني حرامي يلبس بشت وكاشخ

اقرأ ايضاً