لن نبالغ إذا قلنا إن كأس «آسيا 15» نجحت قبل أن تبدأ وهو ما تثبته الاستعدادات والتحضيرات النوعية والإمكانات التي تتمتع بها دولة قطر وتجعلها واثقة في قدراتها التنظيمية؛ نظراً إلى خبراتها التنظيمية للدورات والبطولات الإقليمية والقارية والدولية والعالمية المختلفة لدرجة أنه بات مجرد تنظيم قطر لأية بطولة هو «شهادة ضمان» لنجاح البطولة وهو ما أهلها تكون أول دولة عربية تحصل على تنظيم بطولة كأس العالم 2022.

إن المشهد لكل من يزور ويتواجد في قطر هذه الأيام يقف على تلك الحقيقة بأن كل شيء في الدوحة يشير إلى أنها «دوحة رياضية» وقاطرتها تسير بسرعة صاروخية بصورة تساهم في تحريك كل شيء في البلد بدليل أن جميع الأماكن الرئيسية القطرية وعلى رأسها «سوق واقف» و»كتارا» باتت تعج بالرياضيين من لاعبين ومسئولين وإعلاميين وجماهير.

كما يجب التنويه هنا بالجانب الإعلامي الذي بات أحد الأسلحة المهمة التي تعول عليها قطر في إنجاح البطولات التي تقام على أرضها وكلن لاحظنا كيف تنقل وسائل الأعلام الحدث الآسيوي حتى قبل بدايته وأبرزها نقل وصول المنتخبات إلى مطار الدوحة على الهواء مباشرة في سابقة من نوعها فضلاً عن تخصيص ساعات طويلة من البث المباشر يومياً ليعيش كل فرد أجواء البطولة وكأنه موجود في قلب الحدث لأنه يشاهد جميع التفاصيل الدقيقة وكواليسها وذلك على عكس البطولات الآسيوية السابقة التي لا نشعر بها سوى داخل المباريات.

وطالما نتحدث عن كأس آسيا فأننا عشنا بالأمس «بطولة قبل البطولة» من خلال الانتخابات الآسيوية التي دارت رحاها وغلفت أجواء الدوحة قبل انطلاقة ركلة البداية اليوم، إذ كان أبرز ما أفرزته الانتخابات هو فوز الأمير علي بن الحسين للمرة الأولى بمنصب عضوية تنفيذية الاتحاد الدولي «فيفا» ليكسر احتكار «الكوري تشونغ» الذي ظل متشبثاً بالمقعد في الفيفا طيلة 16 عاماً وكذلك دخول نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة كواليس الاتحاد الآسيوي بفوزه بأحد مقاعد المكتب التنفيذي الآسيوي وذلك في أول نجاح له على صعيد المناصب الكروية الخارجية وهو ما يعتبر مستحقاً نظراً للعمل الذي يقوم به الشيخ علي منذ دخوله الاتحاد البحريني لكرة القدم ويمثل شخصية شابة طامحة وذلك النجاح سيعطيه دافعاً قوياً لمزيد من العمل ويزيد من خبراته العملية في المجال الكروي وهو الأمر الذي ينطبق على الأمير علي بن الحسين... وبالتوفيق لـ «العليين».