العدد 3056 - الإثنين 17 يناير 2011م الموافق 12 صفر 1432هـ

هموم شعب في زحمة القلق

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

من يتابع حال المواطن البحريني هذه الأيام، سيدرك أنه يعيش أزمة ثقة في تحسين وضعه المادي والمعيشي، حتى بات غير مصدق للوعود الرسمية بجعله هدفاً للتنمية، بل على العكس بات مدركاً أكثر من أي وقت مضى أنه مستهدف بزيادة الأعباء على كاهله في صيغة ضرائب ولكن من نوع آخر.

ضرائب على الصرف الصحي، ضرائب على استهلاك الوقود، ضرائب على استنشاقه الهواء - حتى وإن كان ملوثاً كحال أهالي المعامير والمناطق المجاورة - وقد يصل الأمر إلى فرض ضرائب على استخدامه الطريق العام كما هو معمول به في إمارة دبي.

إحباط، استياء، حيرة، خوف، قلق، توجس، مجموعة من الأحاسيس المختلطة تشكل ضغطاً رهيباً على نفسية المواطن، وسط غبرة أثارها النواب بالمساءلة والمحاسبة عن أي توجه لرفع الدعم الحكومي للمحروقات والسلع الاستهلاكية الأساسية، قد لا تنتهي بنا إلى حل ينصف الطبقة الفقيرة ومحدودة الدخل، فيما يساهم الصمت الرسمي عن كل ما يثار بهذا الخصوص بشكل مباشر في تنامي كل هذه الأحاسيس مجتمعة.

لا تكفي التطمينات الرسمية في تهدئة روع الناس وتخوفهم من المجهول الذي ينتظرهم وإن توارى خلف الستار، وإنما إنصاف حقيقي يكفل لهم الاطمئنان على المدى البعيد، فالتصريحات بتأجيل مشروع رفع الدعم إلى أعوام قادمة وتضمين الموازنة العامة للدولة مخصصات لاستمرار الدعم ومن ثم إطلاق بالونات اختبار لتفعيله هذا العام عبر تسريبات صحافية، لا يخدم الاستقرار الذي ننشده للمواطن في عمله وبيته وسائر أموره الاجتماعية، وقطعاً ذلك يجر معه آثاراً سلبية أخرى ليس أقلها الابتلاء بأمراض العصر التي أصبحت منتشرة كما النار في الهشيم.

ننقل للمسئولين هذا الهم وندرك أننا لن نستطيع أن نغير أمراً محسوماً، ولكن من الضرورة إدراك حقيقة مهمة، أنه على الرغم من الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاع التعليم والصحة وخدمات الكهرباء والماء وتوفير الخدمات الإسكانية، فإن هناك أناساً يعيشون على الكفاف وسط ظروف مادية قاهرة، ولكنهم لا يسألون أحداً ولا يتسولون أو يجلسون على قارعة الطريق بانتظار من يشفق على حالهم، بل تراهم يبيتون أحياناً وهم يفكرون كيف سيقضون اليوم التالي بسلام، ولدى الصناديق الخيرية في مختلف مناطق البحرين إحصائيات واضحة عن هذه الأسر، وبالتالي ما هو حال هؤلاء إن رفع الدعم الحكومي عنهم وهم الآن يواجهون منتهى الصعوبة في توفير أبسط الاحتياجات؟ وما هو مصير الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل الذين سيجدون أنهم عادوا خطوات للوراء في سلم الارتقاء نحو حياة أفضل؟

علامات استفهام كثيرة من الممكن ببساطة قراءتها على وجه أي كهل أقعده المرض، وأرملة تركها الزمن تكابد لتوفير متطلبات أبنائها بعد أن رحل عنها عائلها، ومطلقة وجدت نفسها حائرة بلا نفقة، وعاطل جامعي يصطف في قطار البطالة إلى أجل غير مسمى، وعامل يقضي أكثر من 8 ساعات متواصلة يلهث وراء توفير العيش الكريم لأفراد أسرته.

نتحدث عن هموم شعب، يدرك حق الجهة الرسمية في ترشيد الإنفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه، حفاظاً على المال العام من الهدر والاستغلال من قبل القطاعات المتمكنة، ولكنه في الوقت ذاته يتوق إلى معرفة الآلية والوسائل التي من الممكن أن تجنبه ويلات هذه الخطوة التي تهدد وضعه الاقتصادي، على أمل أن يتسلل شيئاً من السكينة والهدوء إلى قلبه.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3056 - الإثنين 17 يناير 2011م الموافق 12 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:42 م

      وبعد عناء هذا العامل يقتطع من راتبه للتامين وضد التعطل::

      ثم يستلم الراتب بعد الاستقطاعات ليقطع منه البنك اثر قرض شراء بيت او سيارة ليأتي دور فاتورة الكهرباء والماء والبلدية وجاي بالطريق الصرف الصحي والروضات والمدارس والاكل والشرب واللبس والراتب كم؟ 200 دينار الى 400 دينار هذا متوسط دخل البحريني المنطحن كم يكفي مع موجات الغلاء والله من اذكر التوانسة والكويتيين بعد الالف دينار ومواد تموينية مجانية انقهر واختنق لمتى واحنا حالنا جذي؟! ::::::

    • زائر 1 | 11:27 م

      ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء

      خافوا الله في الناس قفوا انكم مسؤؤلون من خاف القصاص كف عن ظلم الناس

اقرأ ايضاً